اسمكان احاحان – OUCHEN Fatima zahra
الموقع الجغرافي
تقع منطقة حاحا في الجزء الغربي من إقليم الصويرة، تقدر مساحتها ب 4500 كلم مربع، يحدها من الشمال الغربي مدينة الصويرة، و من الشمال قبائل الشياظمة، و من الشرق قبائل ايمنتانوت، و من الغرب المحيط الأطلسي، ومن الجنوب ايت تامر التابعة لإقليم اكادير، يبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 170 ألف نسمة من أصل امازيغي، و يمثل هذا العدد 39 في المئة من جموع سكان الإقليم، تبلغ الكثافة السكانية 48 نسمة في الكلم المربع لتتجاوز المعدل الوطني للكثافة و هو 29 نسمة في الكلم المربع
و توجد قبائل حاحا في منطقة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين 900 و 1300 متر، مناخها معتدل حار في الصيف (40 درجة) و بارد في الشتاء (8 درجات)، تتعاقب عليها الرياح الصيفية الحارة و الرياح الشتوية الرطبة و الباردة و خصوصا رياح “الشرقي”، و نظرا لضعف كميات المطر بهذه المنطقة (200 ملم) في السنة، فإنها من المناطق الشبه الجافة.
يرجع أصل حاحا إلى قبيلة مصمودة الامازيغية التي تغطي الأطلس الكبير و الصغير و سفوحهما، و يتوزع سكانها الذين يتكلمون الامازيغية على 12 قبيلة.
ما يميز الثقافة المحلية باحاحان، هو تنوعها وتعددها، فهي تتجلى أساسا في مجموعة من المظاهر تدخل في إطار أوسع للثقافة، فإلى جانب اهتمام السكان بصناعة الحلي التقليدي ومظاهر اللباس وعصر زيت الأركان وصناعة النسيج التقليدية, نجد مجالا آخر من مظاهر الثقافة المحلية بالمنطقة وهو الفنون التراثية الامازيغية كـ “احواش”، و “اماركـ” وفن “اسمكان” الذي هو أساس بحثنا هذا.
تعريف فن اسمكان
فن “إسمكان” هو عبارة عن رقصة تعود أصولها الثقافية إلى إفريقيا جنوب الصحراء، حيث كان لاستقرار الرق بالمنطقة أثره الواضح في تعبير هذه الفئة من المجتمع عن أصولها الثقافية، فهي رقصة تتخللها مجموعة من الطقوس والاحتفالات.
وظاهرة اسمكان ليست نتاجا محليا، فكما يدل عليها اسمها فهي تعني الإنسان الأسود، كما تعني العبد الذي يبقى تحث سلطة سيده إلى حين تحرره، وهذه الرقصة أتت لا محالة من افريقيا جنوب الصحراء، ﺘﺅﺩﻴﻬﺎ ﻓﻲ البداية فرق مكونة من العبيد غايتهم إثبات الذات، وكذا البحث عن مكانة مرموقة داخل المجتمع.
يهيمن عنصر الذكور على رقصة اسمكان، وتمارس في فصل الصيف بعد الإنتهاء من الأشغال الفلاحية فهو طقس ليلي تنكري يقام بأماكن فسيحة, بحضور جموع من المتفرجين.
والرقصة عموما تعتمد على الرقص الجماعي لفئة “إسمكان” ويتوافقون مع إيقاعات الرقصة التي تشتمل على كلمات إفريقية الأصل مع كلمات ومفردات أمازيغية محلية،تعبر في مجملها على معاناة الرق وحياتهم اليومية داخل أوراش العمل، كما تعبر كذلك على اندماجهم في المجتمع الجديد.
ﺘﺴﺘﺤﻕ ﺸﺨﻭﺹ ﺭﻗﺼﺔ ﺇﺴﻤﻜﺎﻥ ﻭﺼﻔﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺩﻓﻌﻨﺎ إلى التركيز على بعض شخصياتها ودورها وإيحائاتها داخل هذا الموروث:
ﺇﻤﻬﺩﺭﻥ: ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﻓﺭﻗﺔ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺴﺘﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ، ﻴﻠﺒﺴﻭﻥ لباسا ذكوريا مثل الجلابيب البيضاء, ويتوسطهم “أنضام” الذي غالبا ما يكون رئيس الفرقة.
انضام أو المسير: ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺘﺠﻨﺏ الفوضى ﺩﺍﺨل الرقصة ﻋﺒﺭ ﺇﺸﺎﺭﺍﺘﻪ الواضحة حيث ينظم من خلالها “الهدرت”. وقد تتعدى اختصاصاته إلى تنظيم الجمهور.
تعتمد الرقصة على مجموعة من الأدوات والأليات التقليدية البسيطة مثل:
” تيقرقاويين” وهي قطع حديدية تصدر أصوات تتوافق مع إيقاعات الرقصة.
-“كانكا” أو الطبل وهو مصنوع من الجلد ينقر عليه بقضيبين معقوفي الرأس ودوره تضخيم الإيقاع،
وصف الرقصة
ﻴﺩﺨل ﺍلراقصون ]ألى الساحة، ﻭﻫﻡ ﻤﻬﻴﺌﻭﻥ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﻭﺒﺩﻨﻴﺎ للرقص والتمثيل، وكل واحد يأخد مكانه كما هو متفق عليه، ﻭﻋﻨﺩﺌﺫ ﻴﻌﻁﻲ المسير إشارة البداية، ﻓﻴﺒﺩﺃ ﺍلضرب ﻭﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﻭاﻝرقص ﺜﻡ ﺤﻴﻨﻪ ﻴﺒﺩﺃ “ﺃﻨﻅﺎﻡ” ﻤﺩﺍﺨﻠﺘﻪ ﺒﺄﺒﻴﺎﺘﻪ ﺍلشعرية ﺍلتي تتخللها “ولالة واه يا لالة” التي يرددها الراقصون.
ﻴﻨﺘﻬﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻨﻅﺎﻡ، ﺜﻡ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻴﻘﺎﻉ ﺍلضرب، ﻭﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﺭﻗﺼﺎﺕ مختلفة إلى ﺃﻥ ﻴﻘﻑ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﻭﺍلضرب ﻋﺒﺭ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺍلمسير. وبعد استراحة قصيرة ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺒﻤﺩﺡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍلحاضرينلنيل ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺍلتي هي ﻜﺴﺏ ﻭﺠﻨﻲ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﺍلهدايا، ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﻌﻁﻲ المسير ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭﻫﺎ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻤﺩﺡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ، ﺨﺎﺼﺔ ﺫﻭﻱ المال ، ﻭﻴﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﻭﺍلرقص, ﻭﺘﺴﺘﻤﺭ ﻫﺫﻩ ﺍلمتوالية إلى حين انتهاء الرقصة. ﺃﺨﻴﺭﺍ ﻨﺸﻴﺭ ﺇلى ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍلرقصة ﺘﺩﻭﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺸﻬﺭ ﺤﺴﺏ ﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍلدواوير ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻹﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﻗﺼﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ الحفلة الكبرى “ﺍﻝﻤﻌﺭﻭﻑ” .
خاتمة
ﺘﺒﺩﻭ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﺴﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻅﻬﺭﻫﺎ ﺍلعاﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻁﻘﺱ ﻫﺯلي، ﺘﻨﻜﺭﻱ، ارتجالي، يجمع حوله جموع المتفرجين قصد الضحك والتسلية. وهو بالفعل ما تلتفت حوله الجماهير، لكن ما لم ندركه هو الدلالات الرمزية لهذه الرقصة وما تحمله من رسائل داخلها
انجاز الطالبة:
OUCHEN Fatima zahra
.