عقب التقييم الأولي لما نتج عن الفيضانات الاستثنائية التي عرفتها مختلف مناطق إقليم ورزازات سواء بالنسبة للموجة الأولى (21 و 22 و 23 نونبر 2014 ) أو الموجة الثانية ( 27 و 28 و 29 نونبر 2014 ) أصدرت اللجنة الإقليمية لليقظة و مواجهة أضرار الفيضانات بورزازات بلاغا صحفيا لخصت فيه مجمل الخسائر المادية و البشرية التي تعرض لها الإقليم ’كما تعرضت فيه لمجمل الإجراءات التي قامت بها مصالحها- لحدود اللحظة- على مختلف المستويات، و التي تهدف لتخفيف مظاهر الضرر عن المواطنين و المواطنات بكل المناطق المنكوبة و خصوصا بالمداشر و القرى النائية و تقديم المساعدة و يد العون لهم حسب الحاجة .
- أمطار استثنائية و ارتفاع حقينة السدود :
إقليم ورزازات وعقب هذه التساقطات الاستثنائية ’ سجل ما يفوق أربعة أضعاف معدله السنوي المعتاد من الأمطار خلال أيام،هذه الأمطار أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في صبيب الوديان والشعاب ’ و كان له أثر بارز على الفرشة المائية وعلى مستوى حقينة السدود ’بحيث ارتفعت حقينة سد المنصور الذهبي من نسبة 48 % إلى أزيد من 120 %خلال أسبوع فقط، كما ارتفع حجم المياه من 227 مليون متر مكعب إلى أزيد من 500 مليون متر مكعب؛أما سد تويين فقد ارتفعت نسبة ملأه من 28 % إلى أزيد من 48 % في ليلة واحدة، كما ارتفع حجم المياه من 32 مليون متر مكعب إلى 132 مليون متر مكعب، و هذا شيء سيضمن لا محالة اكتفاءا لعدة مواسم قادمة ’لكنه سبب أضرارا حالية بالغة .
- حصيلة الأضرار المادية و البشرية :
تبعا للبلاغ المشار إليه و لغاية يوم 29 نونبر 2014 ’أمكن حصر الخسائر البشرية للإقليم في وفاة سيدتين مسنتين تبلغان من العمر بين 80 و 83 سنة ،وكلاهما لقيت حتفها بسبب انهيار جزئي لمنزليهما ’الأولى بجماعة تلوات و الثانية بجماعة امي نولاون .أما الخسائر المادية فالحصيلة الأولية تشير إلى انقطاع عدد مهم من المسالك الطرقية؛ و انهيار 666 منزل بشكل كلي و1278 بشكل جزئي ومنها بعض الإسطبلات ؛ و إتلاف مسافات مهمة من السواقي و الخطارات ’كما إتلاف مساحات مهمة من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة’الشيء الذي افرز واقعا من العزلة للعديد من المناطق ومحاصرة العديد من المسافرين و السياح بالمحاور الطرقية ,و فقد العديد من العربات و السيارات بالأودية .
- على مستوى التدخلات العاجلة و المباشرة :
المسؤول عن التواصل باللجنة المذكورة أفادنا بأنه تم تزويد سكان الدواوير المعزولة بالخيام والأغطية والمواد الغذائية الأساسية، موضحة أنه تم استعمال مروحيات تابعة للدرك الملكي وتسخير شاحنات القوات المساعدة والتي قامت بعدة رحلات همت في المرحلة الأولى الدواوير الأكثر تضررا، من بينها دوار أنخسا بجماعة أمرزكان والبالغ عدد أسرها 28 عائلة، ودواوير إحسران، تسامرت، تاغيا أيت الحاج وتاغيا إمي نتلات بجماعة غسات، والتي ضمت بدورها 59 أسرة.
- على مستوى البنيات التحتية :
نفس المصادر أوردت بأنه و في إطار فك العزلة عن الدواوير المحاصرة وتأمين السير العادي للمواصلات، تم القيام بتدخلات سريعة في مختلف المحاور الطرقية والمسالك المتضررة، وذلك باستعمال 25 آلية كبيرة، تابعة لمديرية التجهيز والنقل واللوجستيك، ومصالح العمالة، بالإضافة إلى آليات أخرى تابعة للخواص تم كراؤها لهذا الغرض.
وهكذا، تم التدخل لفتح وإصلاح الأضرار التي لحقت 8 محاور طرقية مصنفة منها الوطنية والجهوية والإقليمية. و كذا المسالك الطرقية المؤدية إلى العديد من الدواوير، حيث أنه من أصل 118 دوارا محاصرا تم فك العزلة عن 88 دوارا، في وقت وجيز، والأشغال لازالت متواصلة لفك العزلة عن الدواوير المتبقية تحت إشراف السلطات المحلية.
كما تدخلت الفرق التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل إصلاح الأعطاب الكبيرة التي لحقت بمنشآتها، والإسراع بإعادة تزويد عدد مهم من الساكنة بهاتين المادتين الحيويتين، حيث تقلص عدد الأسر المستفيدة والتي انقطع عنها الربط بالطاقة الكهربائية من 18.000 أسرة إلى 632 أسرة. كما تم إعادة تزويد دواري تمداخت ووانسمت بجماعة أيت زينب بالماء الصالح للشرب من مجموع 5 دواوير بنفس الجماعة، والأشغال لازالت جارية لحد ألان لتصحيح هذا الوضع.
من جهتها تدخلت الفرق التابعة لشركات الاتصالات لإعادة تشغيل الهاتف الثابت والنقال بعدد من المناطق التي عرفت انقطاع هذه الخدمة إلا بالنسبة لثلاثة دواوير بجماعات ترميكت وسلسات وإغرم نوكدال وذلك لتعذر وصول فرق هذه المصلحة إلى أماكن تثبيت الأعمدة اللاقطة نظرا لوعورة المسالك المؤدية إليها.
- على مستوى الخدمات الصحية و العلاجات :
بدورها المصالح التابعة لوزارة الصحة بالإقليم أفادت بقيامها بعدة تدخلات استثنائية ، همت إرسال فريق طبي لدوار تسامرت بجماعة غسات؛ حيث تم إجراء فحوصات لفائدة عشرات الأشخاص والذين كانوا يعانون من نزلات برد ذات درجات مختلفة من الخطورة ’ عقب ذلك تم نقل إمرأة مسنة (80 سنة) إلى المستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر لإتمام العلاج ؛ كما تدخل فريق طبي أخر بدوار تغزا بجماعة تلوات لصالح مواطنين (رجل وامرأة ) الأول كان يعاني من الزائدة الدودية و الثانية من مرض القلب’و تم تتبع إمرأة حامل على وشك الوضع بدوار إغرودن بجماعة وسلسات من طرف طبيب وممرض بحضور مولدة عن بعد حتى مرت الأمور بسلام ؛و تم التدخل كذلك لفائدة إمرأة – حديثة الوضع – من دوار توريرت أنسي، بجماعة إزناكن لغاية ايصالها لدار الأمومة بعد أن تم فحصها وتقديم الاسعافات الأولية بالمركز الصحي لمركز تازناخت؛ أما بجماعة سكورة اهل الوسط فقد تدخلت طائرة هيليكوبتر تابعة لوحدة مراكش الطبية قصد نقل امرأة في حالة حرجة من مركز سكورة الى مستشفى ابن طفيل بمراكش .
- عمليات إنقاذ و إيواء و تدخلات أخرى :
بالإضافة لما سبق ’تم إبلاغنا بترحيل العديد من المواطنين المغاربة و الأجانب الملتزمين بمواعيد مهمة من ورزازات إلى مراكش ، وذلك بواسطة طائرتين تابعتين للخطوط الملكية المغربية همت ما مجموعه (211) شخصا تكلفت الدولة بمصاريف نقلهم ’ كما تم نقل 17 سائحا من مختلف الجنسيات من بعض المواقع السياحية بجماعة تلوات إلى مطار ورزازات عبر مروحيتين تابعتين للدرك الملكي، ناهيك عن نقل عدد مهم من المواطنين المغاربة الذين كانوا عالقين ببعض المناطق داخل الإقليم لمركز المدينة ’و تم إنقاذ شخصين من الغرق من طرف عناصر الوقاية المدنية بجماعتي ترميكت وأيت زينب’وشخصين آخرين تمكنت عناصر الوقاية المدنية والسلطة المحلية من إنقاذهما على مستوى واد أغبالو، كانا على متن سيارة خفيفة كانت متجهة من ورزازات إلى زاكورة. وفي نفس السياق، حوصرت سيارة ثانية بين الواد الأبيض وإحدى الشعاب بالجماعة القروية لسكورة أهل الوسط على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 (أكادير / بوعرفة) وعلى متنها ثلاثة أجانب من جنسية أمريكية وألماني بالإضافة إلى سائق مغربي ’ تمكنت السلطات المحلية بمعية الدرك الملكي و الجماعة المحلية من إنقاذهم جميعا بعد استعمال آليات الجماعة.
من جهة أخرى تم إيواء حوالي 2000 شخص – من بينهم أجانب – من المسافرين العالقين بمركز تازناخت بعيد تحطم قنطرة تاليوين و انقطاع الطريق الرابطة بين تازناخت و ورزازات بالفنادق و دار الطالب ودار الطالبة ودار الأمومة وبعض المنازل الثانوية بالمنطقة .
- إجراءات احترازية :
أما في إطار التدابير الاحترازية المتخذة حماية لأرواح المواطنين – يضيف البلاغ – ، فقد تم إغلاق خمسة مساجد بجماعتي سكورة وإدلسان وبعض المآثر السياحية المبنية بالتراب المدكوك، كقصبة أيت بن حدو بجماعة أيت زينب وقصبة الكلاوي بجماعة تلوات’و تم تشديد المراقبة على القناطر و الأودية لمنع مرور السيارات و الأشخاص و التصدي لكل حالات المجازفة التي تودي بحياة الأبرياء .