تخليدا للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة ، واحتفالا بعيد الاستقلال المجيد ، نظمت مؤسسة ثانوية أفلاندرا الاعدادية بتأطير من نادي المواطنة وحقوق الانسان ، أمسية فنية داخل فضاءات المؤسسة يوم الجمعة 13 نونبر 2015 . تحث شعار: “أحبك وطني”.
في بداية الأمسية ، التأم تلاميذ وتلميذات المؤسسة بفضاء التربية البدنية ، حيث انطلقت مسيرة حاشدة كتجسيد لهذا الحدث العظيم ، حاملين الاعلام الوطنية وصور ملهم هذه المسيرة المغفور له الحسن الثاني الى جانب صور قائد مسيرة البناء والتنمية جلالة الملك محمد السادس. وقد طافت هذه المسيرة جنبات المؤسسة وهي تردد نفس الشعارات التي ارتفعت قبل أربعين سنة في سماء صحرائنا الغالية، لينتهي بها المطاف عند نقطة الانطلاق حيث تمت تحية العلم بترديد النشيد الوطني بشكل جماعي .
بعد ذلك التحق الكل بقاعة المطعم لاستكمال بقية الأنشطة، حيث افتتحت بآيات من الذكر الحكيم ،تلتها كلمة للسيد رئيس المؤسسة الذي رحب بالسيد رئيس جمعية آباء وأمهات تلميذات وتلاميذ المؤسسة على تلبية الدعوة كما شكر الجميع أساتذة وتلاميذ على حسن التنظيم وهنأهم على روحهم الوطنية الكبيرة ، وغيرتهم على وطنهم العزيز. ليتم بعد ذلك متابعة شريط وثائقي تحت عنوان “القصة الكاملة للمسيرة الخضراء ” الذي تابعه الحضور بانتباه وتفاعل كبيرين ؛كونُه يؤرخ بالصور لأهم المحطات التاريخية التي افضت الى إعلان المسيرة الخضراء ثم الاستعداد فالتنفيذ الذي أبهر العالم وما زال .
ثم تلاه شريط ” المسيرة الخضراء ، ملحمة أمة ” الذي يبين أهمية هذا الحدث في انطلاق مسيرتين : مسيرة استقلال بقية الثغور التي كانت ما تزال آنذاك تحت الاستعمار الاسباني (سيدي إفني …) و مسيرة النماء والتحديث التي عرفها المغرب وما زال .
ثم تابع الحضور شريطا تربويا آخر عن نفس المناسبة. وقد تخلل هذه الأشرطة أناشيد ورقصات وعروض تربوية من أداء وإلقاء تلاميذ المؤسسة تتغنى بحب الوطن وتمجد التضحيات التي بذلها ملوك الدولة العلوية والمواطنون في سبيل استقلال وبناء الوطن . كما تم إغناء الأمسية بشهادة حية و مؤثرة لمناضلة من أفلاندرا حظيت بشرف المشاركة في المسيرة الخضراء وهي “تلا ا ب ع” التي روت بعضا مما احتفظت به ذاكرتها عن هذه الملحمة الوطنية الكبرى .
بعد ذلك اقتطعت فسحة زمنية للتلاميذ للتعبير عن آرائهم وإبداء ارتساماتهم من حدث المسيرة الخضراء وذكرى الاستقلال في شكل مسابقة ثقافية لاختبار معلوماتهم عن تواريخ وأزمنة وشخصيات تاريخية لعبت دورا فاعلا في هذه الاحداث العظيمة من تاريخ المغرب .
وفي ختام الامسية ،وتفاعلا مع سياسة الدولة لمحاربة الهدر المدرسي وتشجيع التلاميذ على التمدرس ،أشرف السيد رئيس المؤسسة على توزيع الدراجات العادية على التلاميذ القاطنين بعيدا عن المؤسسة .
إن المسيرة الخضراء التي عرفها المغرب قبل أربعين سنة ، تعتبر بحق منارة مضيئة في تاريخ النضال السلمي للشعوب ضد الاستعمار، وهي شهادة حقيقية وحية على عبقرية مبدعها الحسن الثاني الذي حمل مشعل استكمال التحرير بعد والده محمد الخامس الذي أوقد شرارة المقاومة . وإن توالي السنوات لا يزيد هذه الملاحم الا توهجا ولمعاناً ويعكس ذلك التلاحم المتين بين العرش والشعب من جهة ، وتعلق المغاربة بأرضهم واستعدادهم للذود عن حياضه من جهة ثانية .
