أبرز الفنانين المغاربة اللذين غادروا إلى دار البقاء سنة 2023

0 885

لا شك ان الموت حق و ان نهاية كل واحد فينا مرتبطة بالله وحده، وان كل بني ادم سيكون مصيره التراب بعد ان جاء من التراب وسيعود الى التراب، ولا شك ان النهاية لا بد ان تكون لها نهاية، وان كل من انتهى وذهب ليلبي نداء ربه فحتما ستجده قد تركا ارثا معنا سواء ارثا دينيا او ارثا ثقافيا او ارثا سياسيا او ارثا علميا او ارثا تربويا،او ارثا رياضيا او اي شيء، وقليلا ما تجد بعض المساخط الذين لا ارث لهم ولا هم يحزنون، انما كانوا يعيشون كالدواب فوق البسيطة ياكلون ويشربون كالانعام بل هم اضل، ليس لهم هف في الحياة ولا طريقة ولا رسالة ولا غاية ولا اي شيءبل تكاد تصنفهم ضمن ما يسمى بمطاحن المغرب العلف والزبل.

وعليه فسنقتصر في هذا المقال على الذين غادرونا الى دار البقاء وتركوا ارثا فنيا قد نتفق معه وقد نختلف معه من الناحية الدينية اساسا، ومن الناحية الفنية ثانية وقد وقد، لكن يبقى هؤلاء الفناون على الاقل انهم قدموا انتاجا معينا وتركوا ارثا معينا قد نتفق معه وقد نختلف لكن كل ذلك لا يفسد للود قضية.

وعليه فقد شهدت سنة 2023 أفول عدد من نجوم الوسط الفني المغربي ورواده، تاركين حزنا عميقا في قلوب أقاربهم ومحبيهم، ومخلفين وراءهم أعمالا موسيقية وسينمائية وتلفزية ستبقى خالدة في الأذهان.

ولا تختلف أسباب وفاتهم، إذ إن معظمهم فارقوا الحياة، بعد صراع طويل مع المرض، الذي أجبرهم على الغياب عن الساحة الفنية، وملازمة الفراش، ليجدوا أنفسهم يعانون في صمت، قبل أن تأتي ساعة الرحيل، بينما اختار بعضهم أن يتواروا عن الأنظار اختياريا.

عبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف):

توفي نجم الكوميديا المغربي عبد الرحيم التونسي الذي اشتهر في الوسط الفني باسم “عبد الرؤوف” في الثاني من شهر يناير، عن عمر يناهز 87 سنة، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، الذي ألزمه الفراش وأفقده البصر، متسببا في إبعاده عن الأضواء لسنوات.

وخلف رحيل الكومدي عبد الرؤوف، حالة من الحزن في الساحة الفنية، وتفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن أسفهم من فقدان أبرز الكوميديين بالمغرب.

ولد عبد الرحيم التونسي عام 1936 في مدينة الدار البيضاء من أب تونسي قدم إلى المغرب لأداء الخدمة المدنية بأمر من فرنسا، فاشتغل مترجما، وقرر الاستقرار في المغرب وتزوج من مغربية.

وبدأ المسار الفني لعبد الرحيم التونسي في السجن، الذي قضى فيه خمسة أشهر، إثر اعتقاله في مظاهرات ضد الاستعمار، حينما كان يُقدم عروضا مسرحية في قلبه، ليكون فرقة بعد مغادرته أسواره.

وكانت شخصية (عبد الرؤوف) أبرز الشخصيات التي قدمها عبد الرحيم التونسي في مساره الفني، وحقق من خلالها شهرة واسعة، ولدت على خشبة المسرح، قبل أن تنتقل إلى التلفزيون في الستينيات، ويصبح اسم شهرته عبد الرؤوف، حيث نجح في ترسيخ تفاصيل هذا الدور الكوميدي الساخر، في أذهان أجيال مختلفة.

خديجة أسد :

توفيت الممثلة خديجة أسد في الـ25 من شهر يناير، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 70 عاما، وابتعدت الممثلة خديجة أسد عن عدسات الكاميرا، قاطعة الوصل مع شاشات التلفزيون والمسرح، بعد وفاة زوجها الممثل عزيز سعد الله، أدخلها في حداد طويل، لاسيما وأنه كان رفيقها في جل الأعمال التي قدمتها في مسارها الفني.

وكانت سلسلة “لالة فاطمة” التي انطلق عرض موسمها الأول في سنة 2001، أشهر أعمال الممثلة الراحلة خديجة أسد، التي تقاسمت بطولتها مع زوجها الراحل عزيز سعد الله.

وشارك أيضا في فيلم “نامبر وان” سنة 2009، ومسلسل “ماشي بحالهم” رفقة زوجها سنة 2018، إضافة إلى تقديمها برنامج “لالة لعروسة” في الموسم الرابع سنة 2009 وسنة 2014.

محمد الغاوي:

في ال 4 من فبراير، توفي الفنان محمد الغاوي عن عمر ناهز الـ66 سنة بعد أسابيع من دخوله في غيبوبة، إثر تعرضه لنزيف داخلي في المخ، ودخل الفنان محمد الغاوي إلى المستشفى، في حالة حرجة تطلب وضعه الصحي خضوعه لعملية جراحية دقيقة، ليدخل في غيبوبة، قبل أن يترجل عن صهة الحياة.

واشتهر الغاوي بتقديمه الأغاني المغربية المعاصرة، تتنوع بين الأعمال الوطنية والعاطفية، من أشهرها أغنية “الغربة” و”العشق الكادي” سنة 1983، و”نحرثوا البلاد” في 1991، و”مانقول لا” في 2019.

وتعد عائلة الغاوي من أشهر العائلات الفنية في المغرب، حيث إن شقيقه هو الفنان عبد العالي الغاوي، الذي اشتهر في الوسط الفني بأدائه لأغاني الأطفال، والأغاني المغربية المعاصرة.

مولاي الطاهر الأصبهاني:

وفي ال 3 ماي، ترجل عن صهوة الحياة الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني أحد مؤسسي فرقة “جيل جيلالة” عن عمر يناهز ال 75 عاما، بعد صراع مع المرض.

ويعد مولاي الطاهر الأصبهاني الذي اختار الابتعاد عن المجال الفني في آخر مرحلة من حياته، عميد مجموعة جيل جيلالة المغربية، وتميز في أداء المقامات الطويلة والأغناني المغربية التراثية مما جعله بامتياز مايسترو جيل جيلالة.

وإلى جانب احترافه في مجال الغناء، شارك الأصبهاني بصفته ممثلا في مجموعة من الأعمال ضمن فرقة الطيب الصديقي في أواخر الستينات مع أسماء كالعربي باطما، بوجميع، عمر السيد وحميد الزوغي.

محمد بلفقيه :

في 10 ماي، غادر الممثل المسرحي والسينمائي محمد بلفقيه، عن عمر ناهز ال 80 سنة، لينضم إلى قائمة الفنانين المغاربة الذين رحلوا في سنة 2023.

ولُقب محمد بلفقيه، بـ”الممثل الصامت”، نسبة للأدوار التي كان يقدمها، والذي قص شريط ولوجه المجال الفني في بداية السيتينات، وشارك في عشرات الأعمال في المسرح، والتلفزيون، والسينما المغربية والأجنبية.

ومن أشهر الأعمال التي شارك الممثل محمد بلفقيه، كان فيلم “علال القلدة” للمخرج “محمد إسماعيل”، وفيلم “سيد الغابة” للمخرج “كمال كمال”، والمسلسل العربي التاريخي “عمر بن الخطاب”، و”سلسلة جيران الحومة”، وسلسلة “من دار لدار”.

الحبيب الإدريسي :

توفي الفنان الحبيب الإدريسي في ال 29 من شهر أكتوبر، عن عمر يناهز 75 عاما، تاركا خلفه خزانة فنية مليئة بالعطاءات والأعمال التي ستظل خالدة في التاريخ.

وولج الإدريسي المجال الفني في‭ ‬منتصف‭ ‬الستينات،‭ ‬من خلال مجالي التلحين والغناء، واشتهر في بداياته‭ب ‬أغنية “مابقيتي في البال”، قبل أن يواصل رسم خريطة نجاحه بعدة أغان أخرى وإشرافه على تلحين أبرز الأعمال.

وتعامل الإدريسي على مستوى الألحان مع ثلة من المطربين المغاربة، أبرزهم حياة الإدريسي، وحميد شكري، وعزيزة ملاك، وسعاد محمد، وغيرها من الأسماء.

عبد الرحمان برادي:

توفي الفنان عبد الرحمان برادي، المشهور في الوسط الفني بلقب “عسيلة”، في الـ15 نونبر، بعد صراع طويل مع المرض.

ودخل برادي إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، لتلقي العلاجات الضرورية بعد إصابته بوعكة صحية ألزمته الفراش، قبل أن يترجل عن صهوة الحياة.

بصم الراحل على مجموعة من الأعمال الفنية الخالدة، منها مسلسلات تلفزية ومسرحيات وأفلام سينمائية، من بينها “رشمون” و”لافار” و”موليير” و”عطيل”.

وكان الراحل قد شارك مؤخرا في شريط ” أنا بيضاوي” الذي قدمته القناة الثانية، الشريط الوثائقي المكون من أربعة اجزاء كان من اخرج نور الدين لخماري.

ولد عبد الرحمن برادي بمدينة الدار البيضاء، بدرب الشرفاء، وانتلقت أسرته إلى درب الفاسي، حيث تابع دراسته الابتدائية بها، وأتمم دراسته بثانوية مولاي عبد الله، حيث تنبأت له أستاذة الموسيقى بمؤهلاته في الكوميديا.

ارتبط اسم برادي كثيرا بالراحل الممثل محمد بن براهيم، والراحل عبد الرحمن التونسي “عبد الرؤوف”، هذا الأخير أدى معه مجموعة من المسرحيات الكوميدية، وكانت سببا في عدم قبوله لعروض عمل مع عمالقة المسرح حينها كالطيب الصديقي والبدوي.

ومن الأمور التي اشتهر بها الراحل برادي تقليده للفنان والمطرب الراحل فريد الأطرش، حيث برع بين في تأدية خالداته بصوت سجي.

كانت هذه جولة في ثنايا الموت الذي الم بعدد كبير من الفنانين الذي غادرونا الى دار البقاء، والذين كانوا يمثلون ضمن ما يمثلونه بالشعلة التي كانت مضيئة طوال مسارها الفني، وكانت تطل على المجتمع المغربي في كل وقت وحين، وكانت تقدم اعمالها لكل شرائح المجتمع الذي يجد فيها كل مكونات المتعة والدراما والكوميديا النقية نوعا ما مع تاكيدنا على اننا قد نتفق وقد نختلف مع كل الاعمال التي كان يقدمها هؤلاء الفنانين بين الحين والاخر عبر شاشات التلفاز وقاعات السينما وغير ذلك من وسائل التواصل التي كانت سائدة انذاك.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.