أجواء رمضان في زاكورة

1 660

من الطبيعي أن يكثر الحديث بأشكاله المتنوعة والغريبة عن شهر رمضان، شهر واحد في السنة يضرب له ألف حساب من طرف المواطن الضعيف الذي يعيش على قوته اليومي، لن نتحدث عن خصائص هذا الشهر من مأكل ومشرب، فقط حديثنا سيركز على الظواهر البشرية وذلك مع تزامن رمضان هذه السنة مع الحرارة المفرطة التي تعرفها منطقة زاكورة، لقد أصبح عاديا وأنت مارا في الشارع أن تلتقط أذنيك حديثا رسميا تتناقله أفواه الناس عن شيئين لا ثالث لهما، أولهما الحرارة ولهيبها الخانق هذه الأيام وثانيهما كيفية التأقلم أو إن صح التعبير ماهي الطريقة التي ستسهل الصيام في ظروف تتسم بوضعية لم يعتدها المجتمع منذ زمن بعيد حرارة مفرطة يوم طويل يصل إلى ستة عشر ساعة تقريبا من الصوم دون أن تتذوق طعم الماء أو الأكل، فالحديث المتداول وطرق التعبير عنه تجعلك تعيش مسرحية كوميدية مطولة فالمواطنين يصبحون في هذا الشهر أطباء ومحللون اجتماعيون وفرق كلامية تتفلسف، الأمور وفق منظور مضبوط فهناك من يقول أن الثمر والماء ضروري ليمر اليوم دون عطش، فريق آخر يرى أن الحليب والتمر له مفعول سحري، وهناك من يرى أن ( الطاجين) هو الوسيلة الأنجع ليكون ليومك معنى ويمر بسرعة، لكن القول الأعم والمتداول والذي يرجحه المواطن في هذه الظروف العصيبة هو النوم طيلة اليوم، أولا لتسرعه وثانيا لكي لا يتذكر المواطن لهفته على الماء البارد.
الحرارة تمنع الكثير من سكان زاكورة من مغادرة منازلهم في شهر رمضان، لقد أجبرتها موجة الحرارة، التي تعيش على إيقاعها المدينة المنسية خلال رمضان، مجموعة من الأشخاص أجبرتهم على البقاء في منازلهم احتماء من حرارة الشمس الحارقة، التي يقترب فيها المحرار الى 45 درجة، بل إن سكان متيقنين من أن المدينة المنسية ستبلغ فيها الحرارة مابين 45 و 50 درجة، أما الذين لم تسعفهم ظروفهم في البقاء بالبيوت فإنهم سيدهبوا إلى وادي درعة عل المياه الباردة تخفف عنهم وطء الحرارة، الكل في زاكورة يبحث عن الرطوبة وأجواء الانتعاش علها تخفف من معاناته، ربما ستتحول النافورات، الموجودة بالشارع الرئيسي للمدينة إلى مسابح عمومية، بدون مقابل، بالنسبة إلى الشباب الهارب من روتين العطلة الصيفية التي ألزم بقضائها في المدينة مع العائلة، وهروبا أيضا من لفحات شمس زاكورة، إذ ستجبرهم الحرارة الشديدة على الاستحمام فيها وهناك من سيفضل الاستحمام ملابسه لكونه لايستطيع تحمل الحرارة المفرطة وقوة أشعة الشمس، وهذا يدل على أن ساكنة زاكورة تعاني الأمرين من جراء لفحات درجات الحرارة المرتفعة، وطول يوم الصوم ،في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من انعدام مرافق شبابية ومسابح وفضاءات لقضاء العطلة.

تعليق 1
  1. Hamid Hakou يقول

    رمضان مبارك سعيد،وكل عام و طاقم زاكورة بريس بألف خير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.