أفقر جماعة بالمغرب (جماعة البليدة ) فوق منجم من ذهب
يعاني إقليم زاكورة من كارثة بيئية خطيرة تتجسد في حجم النفايات الصلبة و السائلة السامة الجاثمة بمنطقة البليدة 4 مليو طن و الناجمة عن استغلال لمنجم النحاس في الفترة الممتدة ما بين 1980-1997 من طرف شركة بوكافر سومافير و التي خلقت اضرارا كبيرة على الانسان و المجال من ذلك و في تحد سافر اقدمت مناجم المغرب على انشاء أكبر معمل لمعالجة المعادن على المستوى الوطني بهذه المنطقة دون توفرها لا على دراسة التاتير على البيئة و لا على الموافقة البيئية.
و يجب التأكيد على ان الشركة و خلال فترة الاستغلال قد جنت ارباحا كبيرة من خلال تصدير مادة النحاس الى الاسواق العالمية مستغلة تدهور الاوضاع الامنية انداك بمناطق الانتاج بافريقيا ” الكونكو الديمقراطية”.
و في سنة 1997 و بعد 17 سنة من الاستغلال المنجمي بمنطقة البليدة اقليم زاكورة اعلنت الشركة توقيف عملية الاستغلال بمبرر نضوب المخزون المعدني لكن الهدف الحقيقي يكمن في التخلص من اليد العاملة المنجمية و من حقوقها و ما يؤكد ذلك هو عودة نفس الشركة سنة 2009 للاستغلال و استخراج مادة الذهب في نفس المنطقة.
و قد حولت شركة مناجم المغرب البليدة و المناطق المجاورة لها الى منطقة منكوبة بكل المقاييس، فبعد إغلاق المنجم المذكور و ما راكمته الشركة من ارباح طائلة تركت المنطقة تواجه مصيرها بنفسها على الجرائم التي ارتكبت في حق الانسان و في حق المجال البيئي.
فجماعة البليدة تعد الجماعة الاكثر فقرا في المغرب حسب مندوبية التخطيط حيت تجاوزت نسبة الفقر 64 في المائة و هي منطقة منعزلة تعاني من غياب أي طريق معبدة اليها و ساكنتها تعيش كل اشكال البؤس و الفقر حيث اضطر كثيرون من العمال و الساكنة الى مغادرة المنطقة بفعل تلوت الموارد المائية و هلاك الاشجار المثمرة التي تشكل المورد الاقتصادي الوحيد بعد اغلاق المنجم.
و الزائر لمنطقة البليدة يقف على جبال من النفايات الصلبة 4 مليون طن و بحيرات من المواد السامة تملأ المكان.
أمام هذه الوضعية الكارثية الانسانية و البيئية بدلت جمعية اصدقاء البيئة منذ تأسيسها سنة 2000 مجهودات كبيرة في هذا المجال حيث شكلت نفايات البليدة أحد الاهتمامات و الانشغالات لعملها ، و في هذا الاطار راسلت الجمعية كل الجهات المعنية ، كما نشرت تقارير و تحقيقات حول هذا الوضع البيئي الخطير في الجرائد الوطنية و المجلات البيئية كما نظمت يوما دراسيا في 29 مارس 2008 حول ” نفايات البليدة و انعكاساتها على المجال و الانسان” و الذي خرج بتوصيات هامة و جهت الى كل الجهات المعنية بدون أية نتائج.
و في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من مناجم المغرب اتخاذ تدابير استعجالية لمعالجة حجم هذه النفايات القاتلة قامت الشركة بالشروع في بناء أكبر معمل لمعالجة المعادن على المستوى الوطني بهذه المنطقة ضدا على القوانين الوطنية التي تلزم التوفر على دراسة التأُثير على البيئة و على الموافقة البيئية في إنشاء هذا المشروع المدمر للبيئة و المجال و بذلك ستحول مناجم المغرب حوض درعة الاوسط الى مقبرة للنفايات السامة على المستوى الوطني مما سيترتب عنه بداية النهاية لواحات درعة كثرات انساني عالمي و ستحكم على الانسان المحلي إما بمغادرة المكان أو الموت البطيء .
و أمام هذه الوضعية البيئية الكارثية التي تسببت فيها شركة مناجم المغرب يحق لنا أن نتساءل عن أية تنمية مستدامة و مواطنة تروج لها مناجم المغرب بالجنوب الشرقي بتنسيق مع جهات مدنية ؟؟؟؟ في الفنادق الفخمة في غياب تام للساكنة المحلية التي تكتوي يوميا بمخلفات التلوث و الفقر.
لقد حان الوقت أن تتبنى مناجم المغرب مقاربة تنموية مندمجة ومستدامة ومواطنة بدل لغة الخشب في الصالونات والفنادق الفخمة كما حدت أخيرا في مدينة زاكورة .
* معطيات عن جماعة البليدة
الموقع : تقع جماعة البليدة على الضفة اليمنى لنهر درعة يحدها شمالا جماعة تانسيفت ،غربا جماعة فم زكيط ، شرقا جماعة تنزولين وترناتة
المناخ :شبه صحراوي حار وجاف صيفا وبارد شتاء، تتميز بقلة التساقطات المطرية أقل من 50ملم .
المساحة : 249000 كلم .
السكان : 4433 نسمة .
عدد الدواوير : 16 .
البنية التحتية : طرق غير معبدة ، ضعف المرافق الاجتماعية.
الموارد الاقتصادية: الفلاحة المعاشية وتربية المواشي
نسبة الفقر :64% من الساكنة يعيشون تحت عتبة الفقر
التكوين الجيولوجي : جزء من الأطلس الصغير الغربي الذي ينتمي إلى القاعدة الإفريقية القديمة ، صخور بركانية ، الشيست ، الكوارتز
* معطيات عن منجم البليدة:
ONA* الشركة المستغلة : شركة بوكافر سوميفير التابعة لمجموعة مناجم
*نوع المعادن المستخرجة : – النحاس
– النحاس الكبريتي
* بداية الاستغلال : 1980
* النهاية :1997
* مظاهر التلوث البيئي بالمنطقة
: استغلال مفرط للفرشة المائية في عملية المعالجة : 420000م3/سنة x- النفايات السائلة14= 7140000م3.
: جبال من التراكمات من بقايا النحاس المؤكسد والكبريت : 280000 طن x- النفايات الصلبة14=4000000
* الانعكاسات:
* انعقاد اجتماع بتاريخ 31/03/97 بحضور :
– السلطة المحلية
– رئيس الجماعة القروية
– المديرية الجهورية للماء بأكادير
– المديرية الاقليمية للاشغال العمومية بورزازات
– مندوبية الطاقة والمعادن
– LPEE
– ممثل عن الشركة
* تكليف المندوبية الجهوية للاشغال العمومية بانجاز دراسة في الموضوع
* سنة 2000 تم انجاز دراسة من طرف كتابة الدولة في البيئة(المختبر الوطني)
* * خلاصة
– الاقرار بوجود تلوث معدني كبير بالمنطقة
– تلوث الموارد المائية
– تلوث الهواء
– تلوث التربة
* التأثيرات :
– الإنسان : انتشار الأمراض : الحساسية ، الأمراض الجلدية ، السيليكوز ، أمراض السرطان……
– الغطاء النباتي : انقراض مجموعة من النباتات ، هلاك أشجار النخيل والأشجار المثمرة…….
– أصناف إحيائية …….
– تدهور الموارد الاقتصادية
– انتشار الفقر والهشاشة
– الهجرة
– عن أي جبر و ضرر نتحدث
– نطالب شركة مناجم المغرب بوقف مشروع انجاز اكبر معمل لمعالجة المعادن على المستوى الوطني على أرض درعة نظرا لا نعكاساته الخطيرة على الإنسان والبيئة بهذا المجال .
– ندين كل من يحاول استغلال بؤس وفقر الساكنة والحالة البيئية لقضاء أغراضه الشخصية الدنيئة ولعب دور الوساطة بين الساكنة والشركة المعنية.
– ضرورة انجاز دراسات و أبحاث لمعرفة حجم النفايات الصلبة و السائلة الجاثمة بالمنطقة و مدى تأثيرها على الوسط الطبيعي و الفرشة المائية.
– مطالبة الشركة بالإسراع في معالجة نفايات لبليدة.
– مطالبة وزارة الطاقة و المعادن و الماء و البيئة لفتح تحقيق في الموضوع و تفعيل قانوني الماء و النفايات تجاه الشركة المعنية.
– نحمل المسؤولية الكاملة للشركة المستغلة على كل الأضرار التي لحقت و ستلحق الإنسان و المجال و الماء بهذه المناطق.
– ندعو الشركة المعنية إلى تعويض ساكنة هذه المناطق على ما لحق بها من أضرار،و خلق مشاريع تنموية لفك العزلة عن المنطقة.
– دعوة الشركة إلى إعادة اعمار المجالات المتضررة من هذه الآفة.
– مطالبة الشركة المعنية بفتح حوار جاد مع الساكنة و فعاليات المجتمع المدني و المجالس المنتخبة و السلطات المحلية من أجل تشخيص الوضعية و إيجاد الحلول الناجعة لتدبير هذه النفايات.
– دعوة الجمعيات و المنظمات البيئية وطنيا و دوليا للتضامن مع ساكنة المنطقة ضد هذا الخطر.
– ضرورة انجاز دراسات و أبحاث لمعرفة حجم النفايات الصلبة و السائلة الجاثمة بالمنطقة و مدى تأثيرها على الوسط الطبيعي و الفرشة المائية.
– مطالبة الشركة بالإسراع في معالجة نفايات لبليدة.
– مطالبة وزارة الطاقة و المعادن و الماء و البيئة لفتح تحقيق في الموضوع و تفعيل قانوني الماء و النفايات تجاه الشركة المعنية.
– نحمل المسؤولية الكاملة للشركة المستغلة على كل الأضرار التي لحقت و ستلحق الإنسان و المجال و الماء بهذه المناطق.
– يدعو الشركة المعنية إلى تعويض ساكنة هذه المناطق على ما لحق بها من أضرار، و خلق مشاريع تنموية لفك العزلة عن المنطقة.
– دعوة الشركة إلى إعادة اعمار المجالات المتضررة من هذه الآفة.
– مطالبة الشركة المعنية بفتح حوار جاد مع الساكنة و فعاليات المجتمع المدني و المجالس المنتخبة و السلطات المحلية من أجل تشخيص الوضعية و إيجاد الحلول الناجعة لتدبير هذه النفايات.
– دعوة الجمعيات و المنظمات البيئية وطنيا و دوليا للتضامن مع ساكنة المنطقة ضد هذا الخطر.
هذا التقرير من انجاز جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة
أعده للنشر احمد بن لكبير مع بعض التعديلات الطفيفة