إشكالية الماء بواحة “النقوب، تازارين والمعيدر”

14 918

رسالة مفتوحة من الأستاذ امحمد عليلوش من ساكنة مركز النقوب إلى: وزير الفلاحة والصيد البحري؛ عامل صاحب الجلالة على إقليم زاكورة؛ وبرلمانية المنطقة ورؤساء الجماعات المحلية الخمسة بالواحة. بخصوص مشكل الماء الذي يتفاقم سنة بعد أخرى في المنطقة بسبب الجفاف وتزايد السكان.

وهذا مقتطف من الرسالة :

رسالة مفتوحة حول:

إشكالية الماء بواحة “النقوب، تازارين والمعيدر”

                                            إلى:                

–    السيد معالي وزير الفلاحة والصيد البحري؛

–    السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم زاكورة؛

–    السادة برلمانيا المنطقة؛

–    السادة رؤساء الجماعات المحلية الخمسة بالواحة.

 

سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله

تحية طيبة وبعد،

     يسرني أن أتوجه إلى سيادتكم الموقرة بهذه الرسالة والتي نسعى من خلالها أن نوصل اليكم جميعا ولو بشكل مقتضب الإشكالية والأزمة المتفاقمة التي تعاني منها واحة ” النقوب ، تازارين والمعيدر” كل سنة منذ مطلع التسعينات وذلك بسبب ندرة وقلة المياه وبتوالي سنوات الجفاف وكذلك بتزايد عدد السكان وبالتالي ازدياد الطلب على الماء سواء الماء الصالح للشرب او ماء السقي. مما له اثر سلبي كبير على الحياة اليومية للساكنة وعلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية لجميع الجماعات والدواوير بهذه الواحة، اذ اصبح السكان يعانون من قلة موارد العيش بعدما تخلت عنهم الاراضي وتخلوا عنها و تخلوا عن النشاط الفلاحي الذي كان بالأمس القريب النشاط الأساسي للمنطقة والمورد الوحيد لجميع الأسر مما أدى إلى ظهور أنشطة اقتصادية أخرى كبدائل لتراجع القطاع الفلاحي فلجأ الجميع إلى الهجرة بنوعيها الداخلية والخارجية بالخصوص، كما أن غياب الحل والبديل أدى بأغلب الشباب أيضا إلى التفكير في تحويل أراضي الفلاحة إلى مئاوي للسياحة و الخدمات ، لكن دون جدوى نظرا لارتباط هذا القطاع أيضا بالمجال الأخضر و بضرورة توفر الماء بشكل كبير … وهذا بالفعل ما خلق استياء وتدمر لدى جل الفئة الناشطة والتي تعاني من البطالة ومن قلة الموارد الاقتصادية، الشيء الذي اثر أيضا على الاستثمارات سواء الداخلية او الخارجية بالواحة و سبب في الخوف لدى كل مستثمر أو مالك لمشروع … واكتفي هنا بإدراج مقتطف من الرسالة الملكية  معبرة عن ما تعانيه كل الواحات في المغرب بما فيها واحة النقوب، تازارين والمعيدر  أيضا :

         ” إن الواحات المغربية، التي يعود أقدمها إلى أزيد من ألفي عام، تعد، بالفعل، فضاءات تخضل بالحياة وتنعم بالسكينة في قلب الصحراء. فعلاوة على الدور الهام الذي لعبته هذه الواحات في بلادنا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فإنها تكتسي أهمية حقيقية بالنسبة للأنشطة الفلاحية والسياحية، فضلا عن كونها تشكل تراثا زاخرا له أهميته من الناحية التاريخية والثقافية والبيئية، …إن هذا التراث، مع الأسف، يتدهور باستمرار ويواجه تهديدا بالإنقراض بسبب تضافر عوامل سلبية لها علاقة بالجفاف والتصحر وملوحة التربة وفقدان التنوع الحيوي، فضلا عن ضعف المردودية وقلة الاستغلال العقلاني لواحات النخيل. وغالبا ما تضطر هذه الوضعية المزرية سكان الواحات إلى التخلي عن هذه الفضاءات الحيوية وسلوك طريق الهجرة، قاصدين وجهة أخرى بحثا عن موارد لحياة أفضل.”[1]

    وكمتتبع ومواطن غيور على هذه المنطقة ومهتم وجمعوي، اكتب إلى سيادتكم هذه الرسالة التي أسعى من خلالها التنبيه بخطورة الوضع و طرق الأبواب من اجل العمل جميعا كمسؤولين وكمجتمع مدني وكساكنة، والبحث في إيجاد الحل الأنسب لتنمية مستدامة بالواحة والتفكير في خلق مشروع ايكولوجي وبيئي يهدف إنقاذ  ما تبقى من أشجار النخيل و اللوز  ثم الحد من ظاهرة الهجرة وجعل الشباب ينخرط في رد الاعتبار للأرض ولدواره ولمنطقته وبالتالي توحيد القوى النشيطة للرقي بالقطاع الأول و استغلال المياه التي تضيع كل سنة…

ولتوضيح الرؤية بشكل كبير لابد من الإشارة إلى النقط التالية:

أولا: السياق العام لأزمة الماء في واحة النقوب، تازارين والمعيدر:

     إن للمياه أهمية كبيرة في الحياة إذ لا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات العيش بدونها حيث أن التجمعات البشرية الأولى كانت قد أقيمت على ضفاف الأنهار بل أن جميع الحضارات العظيمة التي قامت على مر التاريخ كانت المياه ووجود الأنهار سببا رئيسا في قيامها كحضارات. وقد ذكر عز وجل في كتابه الكريم أهمية المياه بقوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }[i]، وقد وردت ايضا كلمة الماء ومشتقاتها في الكتاب الكريم (37) مرة…

لكن مع مطلع الالفية الثالثة  تحولت المياه في ظل تزايد معدلات النمو السكاني ومعدلات الاستهلاك والندرة الملحوظة في مصادرها إلى محور من أهم محاور الصراع الدولي ، وقد تنبأ العديد من الباحثين بنشوب حروب بين الدول المتشاطئة بسبب المياه خلال القرن الحالي داعمين آرائهم بصدور العديد من الدراسات والتقارير الدولية التي تحذر من شحة المياه وندرتها كتقارير البنك الدولي والمجلس العالمي للمياه فضلا عن المؤسسات والمراكز البحثية المتخصصة، بل يرى البعض ان قيمة المياه العذبة في المستقبل ستفوق قيمة النفط.

و كما تعملون، إن المغرب من البلدان التي تتوفر على تجربة رائدة في مجال تدبير الموارد المائية مكنته من تحقيق منجزات اقتصادية واجتماعية هامة. لكن في نفس الوقت يجب الإقرار بأن التطورات التي عرفتها بلادنا على مستوى الموارد المائية والتغيرات المناخية مست أساليب وطرق تدبيرنا لهذه المادة الحيوية، مما يفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى تقييم عملنا فيما يخص عقلنة تدبير مواردنا المائية والتحضير للمستقبل بما يلزم من الجدية واليقظة والحذر بالنظر لأهمية وندرة هذه الموارد.  لقد بذل المغرب مجهودا جبارا في مجال تعبئة الموارد المائية وبناء السدود تعترف به كل الدول. إلا أنه راكم تأخرا ملحوظا في مجال توزيع واستغلال هذه الثروة المائية وكذلك توسع دائرة هذه التجربة الغنية.



[1]   من نص الرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في حفل إعطاء الانطلاقة لبرنامج حماية وتنمية واحة النخيل بمراكش سنة 2007



[i] الأنبياء:30

تحميل الرسالة: رسالة مفتوحة الى وزير الفلاحة

14 تعليقات
  1. zagoriya يقول

    wa allah lma dyal zagora koulha khanz fih lboul bhal li kaychrb lwsakh dyal wad lhar machi ri n9oub o d3ina llah lmsolin dyaln

  2. bnt zagora hourra machi drawiya يقول

    ta wahd fihom madar mzya la lwazir wala aghjdam o samoudi alah yhdih 3lina tl9ou lina lma lhlou rah 3yiiina man chda dima o li ma3ndouch yalla!!!!!

  3. ABDELMALK يقول

    في ألحقيقة ألله إكون في عون سكان هذه أمنطقة

  4. ABDELMALK يقول

    في ألحقيقة ألله إكون في عون سكان هذه ألمنطقة

  5. ABDELMALK يقول

    أنآ أبن أمنطقة فسكان هذه ألمنقة صبارين بزاف لدرجة لا تطاق على سبيل ألمثال بعد مرافق إدارية وغياب أطر ألمستوصات وفي ألأخير أشكر طاقم هده ألجريدة ألأولى من نوعها لنقل أصداء أبناء ألمنطقة

  6. موحى يقول

    أنا ابن النقوب.رئيس الجماعة يقود سيارة rav4أما مواطني النقوب فتبا لهم يعيشون عطشا كالجمال في الصحاري.

  7. nkoubi يقول

    sehab nkoub ktir fihom bakh hadgin ghir fjlalb lbidin orzat ozlala ktir fihom lfsad hta hbass 3lihom lah chetta

  8. مواطن يقول

    راه المنتخبين ناعسين ما فيدهم.قتلتهم الاميم مساكين كيفهمو غير فالمشاكل الخاوية والمصالح الشخصية اما المصلحة العامة زرو

  9. مواطن يقول

    واش هدي رسالة مفتوحة ولا درس فالجغرافيا للسادة الوزاراء,الماء ديال واد درعة ماتفكرو فية اولاد تزارين اجو لدرعة الا بغتو الماء

  10. مواطن يقول

    تبارك الله لي جا اكولك نجبو الما من درعة طلبوا الله اغتكم علاش تزارين عندهم الما, راه انتم فالنقوب فاش كاين المشكل

  11. amkssa يقول

    لاتأسفت على غدر الزمان لطالما رقصت الكلاب على جثث الأسود
    لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها تبقى الاسود اسود و الكلاب كلابا.
    هذا ما يمكن ان اقوله في ما يحصل بالنقوب و النواحي.
    المخير فيكم ما عندو ما ياكل . وبزاف عليكم تكونوا بحال الرئيس السي داود .
    اما قضية الماء للاشارة فقد سبق ان تم عقد اجتماع ضم كل من ممثلي وكالة الحوض المائب لكير غريس زيز و العمالة و الجماعات المنتمية الى حوض المعيدر حيث تبين ان الزلازال الذي ضرب في اوخر التسعينات منطقة صاغرو اثر بشكل كبير على المياه الجوفية التي غير مسارها في اتجاه غير معروف لحد الان.
    اما قضية الفساد التي تكلم عنها احد البلطجية. كل منطقة بمفسديها.و يقال:الا ما لقاها المش تايكول خايبة. اس تسننم نغد والوا

  12. x يقول

    سررت لما فتحت موقع زاكورة بريس بهده الرسالة التي هي في الحقيقة استغاتة سكان هده المناطق لهؤلاء المسؤولين الدين اتمنى ان تحركهم متل هده المبادرات التي تاتي من الغيورين الحقيقيين على هده المناطق ، فشكرا لكاتب الرسالة ومزيدا من التوفيق .
    الا انني تمنيت لو غادرت هدا الموقع دون الاطلاع على ردود الفعل لكن فضولي حطم دلك السرور الدي انتابني في البداية ففي الحقيقة ارجو من السيد امحمد عليلوش الا يدفعه فضوله كدلك رغبة في تقييم فحوى رسالته ويطلع على هده الردود التي لا تتطلب من اصحابها الا كتابة عنوانهم البريدي والمشاركة في الموقع بعبارات غير مسؤولة لن تزيد فيها الا تعصب امتال امحمد عليلوش بدل تشجيعهم وتحفيزهم.
    مرة اخرى اقول لكل من يرغب في الرد عن اي مقال ” ان الرد يعبر عن مستوى صاحبه”

  13. aicha يقول

    ssi verdad nuestro pueblo le falta agua pero no tenemos que hacer gracia

  14. tazarinni يقول

    منطقتنا تازارين والنواحي تتميز بمياه باطنية جيدة صالحة للشرب لكن بعد حفر الآبار بطرق عصرية تم استنزاف الموارد المائية السطحية والباطنية بالإضافة الى توالي الجفاف .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.