إضاءات ومصالح راجحات تحفز على التسجيل في لوائح الانتخابات

3 600

الانتخابات وسيلة وليست غاية,بل هي آلية من الآليات الديموقراطية التي تعتمدها الدول الراقية والمتقدمة لتداول السلطة ولانتقالها السلس بين الفرقاء السياسيين المستحقين حفاظا على الأمن والاستقرار بالوطن , وتحقيقا لمصالح المواطنين والمواطنات به.

        وقد اختلف أهل القانون وفقهاؤه بخصوص الانتخاب هل هي حق أم واجب, فهناك من يرى منهم أن الانتخاب حق، وبعضهم يجعله وظيفة عامة واجبة،وخلاصة الخلاف بين القولين؛ أنه إذا كان حقاً، فلا يجوز للحكومة منع أحد منه، وإذا كان واجباً فللسلطة تقييد أداء هذا الواجب، ومنع بعض المواطنين منه لمصلحة راجحة ,ولعل الشروط المسطرة اليوم تمزج بين كون الانتخابات حقا ووجبا . وأما التكييف الشرعي للانتخاب فهو إما أنه تزكية وشهادة في قول، وإما أنه وكالة كقول آخر.

         أما علماء الشريعة عموما ففريق مهم منهم يرى جواز الانتخابات مادامت محصورة في أهل الحل والعقد، واختلفوا في حكم الانتخابات بصورتها المعاصرة على قولين، فهناك من يصرح بجواز الانتخابات المعاصرة، مستنداً على عدة أدلة نقلية وعقلية، منها أن الشريعة لم تحدد طريقاً لاختيار الإمام، ولذا تولى كل خليفة من الأربعة الراشدين رضوان الله عليهم، الإمامة بطريقة مختلفة عمن سبقه أو لحقه، ومنها صعوبة تحديد أهل الحل والعقد في زماننا هذا، وبالتالي انتقال “الشوكة” منهم إلى عموم الناس، فضلاً عن أن تحديد أهل الحل والعقد يُرجع فيه للأمة ، وبما أن قول الأمة مقبول فيهم؛ فهو مقبول في اختيار الإمام ومن دونه من المسؤولين، وذلك بظهور مصالح الانتخابات على مفاسدها ورجحانها عليها، ولعل الانتخابات كما يرى البعض تجلي من تجليات الشورى في عصرنا  فهي الطريقة الأفضل والأيسر  لتحقيق جملة من المصالح الشرعية وتفادي مجموعة من الصعوبات والعراقيل و…
ومن المصالح الراجحات للتسجيل في اللوائح الانتخابية ما يلي:

  1. التسجيل في لوائح الانتخابات واجب وطني فهل تسمح لنفسك تجاوز هذا الواجب والامتناع عن القيام به؟؟؟
  2. التسجيل في اللوائح الانتخابية حق من حقوقك كمواطن كامل المواطنة فهل ستفرط في هذا الحق وما يخوله لك بعده؟؟؟
  3. التسجيل في اللوائح الانتخابية يخول لك المشاركة في التغيير إما بالترشيح أو التصويت و الامتناع حتى,أي أنك في “الحساب” ليس خارج “الحساب”؟؟؟
  4. عدم تسجيلك في اللوائح الانتخابية يجعلك خارج دائرة التأثير ,وتَحرم نفسك بنفسك ورقة ضغط وآلية تعبير وتغيير حضارية,وهو كذلك مؤشر على سلبيتك ولامبالاتك غالبا,فضلا عن كون عدم مشاركتك لن يغير شيئا يذكر على الأقل في وقتنا الحالي؟؟؟
  5. المشاركة كذلك تجعلك قادر نسبيا على قول لا للظلمة والمفسدين من المسؤولين والمترشحين (مشاريع مسؤولين) إن وجدوا, وتخولك الفرصة للترجيح بين الصالح والطالح أو بين المفسد والأقل فسادا منهم في أسوء الحالات, أي تجعلك فاعلا تطبق قاعدة “الأولويات والترجيح “بين من سيتم اختيارهم, وعند عجزك عن الترجيح بين المترشحين أو ليس هناك منهم من تتوسم فيه خيرا فيمكنك المقاطعة وتكون قد شاركت كذلك ,لأن امتناعك داخل في التأثير ولو نسبيا ؟
  6. والمشاركة تخول لك تنمية وعيك السياسي العام بالبحث عما يتعلق بالعملية الانتخابية وتدفعك لإدراك حقوقك وواجباتك…
  7. والمشاركة في العملية بطرقها الحضارية تجعلك تساهم في الاستقرار السياسي والحماية من الفتن والاضطرابات التي تملأ الدنيا اليوم في بقاع كثيرة من كوكبنا…
  8. والمشاركة أيضا غالبا ما تكون مساهمة في تعلمك وتربيك على احترام القرارات والتنظيمات لأنها صادرة عن إرادة شعبية معتبرة..
  9. وبالمشاركة كذلك تمنح دولتك شرعية وقوة أكثر داخليا وخارجيا, لتفاعلك مع قضاياها وهمومها.
  10. وبمشاركتك ترفع من درجة اهتمام المسؤولين بالمواطنين وتنذرهم بأن المواطنين واعين “على بال” ,حريصين على مصالحهم وليسوا غافلين ,مما يحفز كل مسؤول على العمل أو على الأقل يكبح جماح شهواته المتعلقة بالسلطة والجاه وما يتعلق بهما…
  11. وبالمشاركة نعبر عن حبنا لوطننا واهتمامنا بقضاياه ومصالحه,خاصة منها ما يتعلق بأمنه واستقراره…

        وفي الختام ,فكل هذا حقيقةً يتحقق أو بعضه إذا كانت هذه الانتخابات حقيقية غير صورية  وغير مغشوشة أو وهمية تمكن المستحقين فعلا من الوصول إلى التسيير والتدبير خدمة لمصالح الوطن الآنية والآتية, فالرهان اليوم هو التسجيل في اللوائح الانتخابية للمشاركة ثم بعده يكون الرهان النزاهة والأحقية ثم تتوالى بعد ذلك الرهانات و المراحل حسب المقام ويبقى المقصد الأساس من هذه المراحل والعمليات كلها هو فرز واختيار مسؤولين أكفاء يتصفون بالقوة والأمانة كيفما كان لونهم أوشكلهم المهم  هو خدمة الوطن والمواطنين والمواطنات عن كفاءة وبكل مصداقية ونزاهة.

3 تعليقات
  1. الحسين يقول

    بارك الله فيك كاتب المقال
    في الحقيقة الذي يجب ان يحفز هم الاحزاب السياسية لكن هذه الاخيرة قدمت استقالتها ولا تسجل الا من تظن انه سيصوت لها وان رات احدا من منافسيها فانها تسعى لاقصائه بكل الطرق والوسائل وهذا لا يعني ان المواطن ليس له دور

  2. محمد من تاكونيت يقول

    كاتب المقال ينتمي ل PJD يبررون لأنفسهم كل شيء من أجل الدين ويقومون بحملة انتخابلية سابقة لاوانها على أنهم الأصلح
    يطبقون المكيافلية
    يستغلون الدين للدنيا
    عندما كانوا في المعارضة يطالبون باعتماد البطاقة الوطنية في الانتخاب . الآن وقد اصبحوا على رأس السلطة الإدارية لم يطبقوا ….
    مجموعة من الفشلة الفاشلين

  3. محمد من تاكونيت يقول

    في إطار حملتهم السابقة لآوانها لا يتوانون في استعمال جميع الوسائل من اجل الوصول للمناصب
    استغلال الدين
    قرارات الحكومة التي لم تنفذ بعد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.