الأغنية السوسية في عصرها الذهبي
قبل العقدين الأخرين لعبت الأغنية السوسية دور كبير في عدة مجالات وبأبسط الإمكانيات المادية والمعنوية بالأشرطة السمعية ,ومن خلال السهرات المنظمة من طرف اللجن الحرفية والغرف المهنية والجمعيات في كل ربوع الوطن بمناسبات أعياد وطنية ودينية .
وتنظم غالبا في الساحات العمومية أو المقاهي وتجد كبار التجار السوسيون يقطعون مسافات المئات من الكيلومترات لحضورها.
لحضور هذه السهرة وتلك المنظمة لأهم الأسماء و الأصوات الثي وضعت بصامتها في سجل الأغنية السوسية أمثال الحاج محمد الدمسيري الحاج حماد أمنتاك الحاج عمر واهروش سعيد أشتوك احمد بيزماون فاطمة تحيحت مقورن جامع الحاميدي براهيم بيهتي مبارك أييسار الحاج المهدي بن مبارك رقية الدمسيرية ومحمد اباعمران وبوميا المزوضي ومولاي حماد إحيحي . ومن ضمن هده الأدوار دور الصحافة والإعلام إد تجد الجمهور ينتضر من الفنان التعبير بطريقته الخاصة و المختلفة عن الاخرين بأجمل الكلمات و أعداب الالحان عن تفاصيل وحقيقة ما وقع لتفادي الإشاعات الشعبية مثل حدث سقوط الطائرة قرب بن سركاو بأكادير الذي خصص له الرايس الحسين أمنتاك مقطع خاص سنة 1982 وزلزال أكاادير سنة 1960 الذي تحدث عنه المرحوم الحاج الدمسيري وحادثة سير الثي وقعة له بسيدي المختار ضواحي مدينة شيشياوة سنة 1969 . وغيرها من الحوادث لا يتسع المجال لذكرها
كما كان الفنان الامازيغي محاميا تقليديا للطبقة الفقيرة يدافع بربابته وشعره عن تحقيق المساوات والعدالة الإجتتماعية وكلما تعلق الأمر بالزيادة في أسعار المواد الاساسية نتجة الجفاف وعوامل أخرى .
كما يساهم الفنان الأمازيغي في الملفات السياسية بربابته وشعره وفي هذا الأختصاص نجد في المقدمة الحاج محمد الدمسيري إد لعب دورا في هذا المجال لم تلعبه الأحزاب السياسية أنذاك وبه بلغ قمة الإبداع و الفن بدون منازع ولم يخطي الصواب ولم يبالغ حين قال في أواخر أيامه ( بربابتي وشعري بلغت قمة المجد ) ريباب – د- ئموريك ئنو أس لكمغ الخير وأضاف ئما كولشي ماف ربيغ تاسا أر أغ ئفال وبذلك حاز على لقب عميد الأغنية السوسية من طرف الكتاب والأدباء .ومن أشرطة هذا الفنان أنداك ماكان نادرا ويصعب الحصول عليها الا بمشقة النفس وبواسطة طلبات وإنتضار وبحث وبثمن باهض يعادل ثمن العشرات .ومن ضمن هده الاشرطة قصيدة الدقيق الثي وصل ثمنها الى 300 درهم وقصيدة الغلاء
كما تجد الفنان الامازيغي يدون الموروث الشفوي من قصص وامثال وحكم قديمة للمحافضة عليها وإنقدها من الضياع .خاصة المرحوم الحاج عمر واهروش الذي دون العشرات من القصص الامازيغية كقصة حمو ؤنامير المعروفة وغيرها
كما تجد الفنان الامازيغي بعض الاحيان في المجال الديني واعضا و مرشدا متضلع في الفقهيات يترجم الى الامازيغية فرائض وسنن ومناسك الحج والعمرة وقصص الانبياء والرسول وتجد أدان صاغية من طرف الجمهور من مختلف الاعمار خاصة الشيوخ والنساء في قمم الجبال .
وفي مايخص الشعر الغزلي نجد فارق كبير بين الجيل الاول والجيل الجديد في التعبير عن مشاعره تجاه الحبيب اوالعاشق بين الاسماء و الرموز إد يعبر الجيل الاول عن الجمال بالحناء و الشاي والورود و العسل و الحمام و الباز والدبليج . والجيل الجديد بسميرة وخديجة و حفيضة و حنان . فرحم اللة شعراءنا الدين أضحوا بالغالي والنفيس ودافعوا عن قضايا هذا الوطن وهمومه قبل الإستقلال وبعده وعن وحدتنا الترابية وهموم الامة الاسلامية واللغتين الامازيغية والعربية ونكتفي بالدموع على قبورهم بعد رحيلهم وتمر ذكرى وفاتهم كل سنة ولم يلتفت أ حد نحوهم ولو بدكر الجميل . وكلما تدكرت الوصية التي قراءها المرحوم الحاج محمد الدمسيري على الرايس حسن اكلاوو وهو على سرير مستشفى الضمان الإجتماعي بدرب غلف وعشرة أبيات شعرية على فراش الموت خثم بهم رسالته الفنية وقبل ساعات معدودة لتلبيت نداء ربه إلا وخشع قلبي وبكت عيني دمعا . وأبيات أخرى مسجلة حين بداء يتسارع مع المرض وبين الحين و الأخر تشع دعايات وفاته وبعدها تاكيد خبر بقاءه على قيد الحياة وهي كالثالي :
القبر تاكوضي نون كايي ياغن
ئغ كملن لاجال نك أروح ئنو
نفتو بزيز ئنو كشمغ ئكالن
لاعمال ار أديتي ئمون أويغت
ئما لاحباب رايين سرسن روحن
محمد اوشن 15.12.2012
www.ouchen99@gmail.com