البرلمانيون وبطولة العالم للحلوى
لا أعرف لماذا أستحضر البطولة العالمية في التراشق بالحلويات المغطاة بالكريمة التي تقام في منطقة “كَانْتْ” في أنجلترا في 22 شتنبر كل سنة كلما شاهدت البرلمانين يتدافعون على الحلويات في كل افتتاح دورة برلمانية من طرف الملك ، اد بمجرد أن ينهي الخطاب حتى يتدافع البرلمانيون نحو الحلويات المغطاة بالكريمة، كأننا نشرع في البطولة بمشاركة نخبة من ألمع اللاعبين المغاربة البرلمانيون،لكن هذه المرة ليس بالتراشق بالحلوى بل بمن سيلتهم أكبر قدر ومن سيجمع أكبر كيس للأبناء وكأننا في احدى الاعراس الجماعية التي يغيب فيها الأبناء ولكن للأسف لا يتم كما جرت عليه العادة نقل حلقات البطولة مباشرة عبر الشاشات . والتي من المتوقع أن لا تخلو مشاهدها الخارجية “الافتراسية” من انخراط الجمهور في أجواء المتابعة ، بموجات من الحسرة التي قد تكون مصحوبة بسيلان اللعاب وتمني ولو قطعة بسيطة مغطاة طبعا بالكريمة،خاصة عندما سيلاحظ بعض المشاهدين بعض المشاركين في البطولة بكروشهم التقيلة ، وأوداجهم المتورمة ، بعيون مشدوهة قصد الزيادة في الكروش والأوزان على حين غفلة ، أو عندما سيصادف آلاف المعطلين المنشورين على المقهى هده الوجوه على الشاشة فلا يبخلوا في تمني ولو وجبة من حلوياتهم التي تأتي خصيصا لهذه المناسبة.
كل اللاعبين في بطولة الحلوى البرلمانية سيؤدون أدوارهم وكما جرت عليه العادة بالتناوب متقنين فن الأكل والعيش ، المصحوب في بعض المشاهد الحرجة بالنوم على كراسي الملعب الوتيرة من فرط الحلويات، ولكي يكون اللاعب في المستوى من الضروري التشمير على المرافق…والضحكات تارة أخرى متفيقهين ، ومترترين الى أبعد الحدود.و المناسبة هنا حضور افتتاح الدورة الجديدة في البرلمان ، أو زيارة ضريح الولي الصالح “مول القبة” بشكل موسمي للأكل من بركات الزيارة والموسم . وحسب السيناريو سيحاول الوزير الأول بطل اللعبة في أول لقطة إخراج الكريمة من تحت إبطه سليمة ،من غير سوء ، ليلقي بها فيما بعد على الحلوى فاتحا فاه لتدشين عملية البطون ، سيتلوه بعد ذلك فريقه الحكومي و البرلماني معلقين آمالا دسمة تزخر بشتى بهارات الزعتر والزيزفون …ومن كل نوع و ستعمل باقي الفرق على التشمير على سواعدها و ستقوم بهجوم مضاد على الحلوى المرصعة بالشكولاطة الرفيعة وكؤوس ألشاي وفي الوقت الذي سينشغل الفريقان بالهجوم ، سيلجأ فريق المعارضة الانسلال الى الحلويات المعجونة بالزنجبيل والتي تساعد على تسهيل الهضم مع أكواب من الاعاصير المتنوعة ، هذه المشاهد البهية و الاستماع الى قهقهاتم المضحكة المبكية يجعل كل فريق يعود الى الاجتماع زمرا زمرا للاستماع الى ما جادت به قريحة كل لاعب من نكت سخيفة حول المواطن المسكين الذي صوت على أشباه هؤلاء اللاعبين .
و لو أن لي طلب للوزير الأول هنا و بما أننا في دولة اسلامية بحسب الدستور ، وبما أن حزب العدالة والتنمية الحاكم اسلامي في القبة الميمونة كم سأكون فخورا بأن يختم السيد بنكيران لعبة البطون والكروش بدعاء شكر النعمة و هو بسيط وسلس على الحفظ كالآتي لي ما كلاش الله يوكلوا ولي ما خدامش الله يخدموا ، و لي مريض الله يشافيه ، و لي ما ساكنش الله يسكنوا ، و لي ما عندوش ماخصوش ، و لي عندو الله يزيد ، و قولوا آمين .
كل البرلمانات الديموقراطية تمتلك الحق في هده البروفات النيابية المسوفة ، و المشفوعة بالتقديد ،و السجالات الشفوية المحلاة بالحلويات عندما يتم تحقيق انجاز على مستوى النمو أو تخفيض الدين الخارجي أو تحقيق رتبة متميزة في نادي الدول العظمى… أما في المغرب فهدا فالبرلمان يقتصر دوره فقط على الحضور لبطولة الحلوى بالكريمة والغياب طوال السنة و يتحول بهذا الشكل الى مستودع لصناعة الحلوى بمناسبة افتتاح كل دورة و في الأخير ينامون ان حضروا نتيجة تخمة الحلوى فيتحولوا بدلك الى مجرد لاعبين فاشلين نتيجة الافراط في السكريات…، وتتحول المباراة الى عرض تافه شبيه بالكاميرا الخفية و بالتواطئ.
فلماذا يضيع البرلماني وقته في الزعيق والنعيق ادا كان غايته من البرلمان فقط هي مباراة الحلوى بالكريمة ؟ أليس من العبث و الضحك على أدقان هذا الشعب أن يتهافث البرلمانيون على الحلوى بمجرد انتهاء الخطاب الملكي؟..عفوا انهم لاعبون محترفون يستعدون لبطولة العالم في التراشق بالحلوى ووجدوا ضريح “مول القبة” فضاء للتدريب وهدا يدخل في صميم لعبتهم .
لعبة ممتعة ..