البناء التقليدي في زاكورة -Zarbane abdellah
البناء التقليدي في زاكورة
( منطقة سارت نموذجا)
مقدمة
تقع مدينة زاكورة في الجنوب الشرقي للمغرب يحدها شمالا إقليم ورزازات، وغربا إقليم طاطا، وفي الشرق إقليم الرشيدية ،أما جنوبا فيحدها الحدود المغربية الجزائرية ،وتعتبر إحدى الأقاليم التابعة لجهة سوس ماسة درعة ،أما منطقة سارت فهي إحدى الدواوير التابعة لإقليم زاكورة توجد في شبه كله منحدرات على ميمنة الطريق الوطنية رقم عشرة من زاكورة نحو تمكروت العلمية وعلى بعد بضع كيلومترات جنوب زاكورة.
تختلف الروايات عن تاريخ بناء إقليم زاكورة ،فأولى هذه الروايات ترجعها إلى الحضارة الرومانية أو اللاتينية لأن هناك تأثيرات على المنطقة حيث نجد بعض المدن أوروبا الشرقية تحمل إسم زاكورة،وثانيها فترجعها إلى أصول أمازيغية حيث نجد على بعد سبعين كلم من مدينة زاكورة جبل يحمل واو زاكور، أو بين زواكر، أو بين الجبلين وهي كلمات ذات أصول امازيغية.
يشكل إقليم زاكورة العديد من الشعوب أهمها الكوشيون اللذين ينحدرون نوح حامي الدين عليه السلام،ثم الحراطين الذين يشكلون اكبر نسبة داخل واحات وادي درعة،إضافة إلى الأمازيغ، ثم اليهود في فترة سابقة.وهي موطن الحضارات، وملتقى القوافل التجارية، ومجمع الحرف التقليدية.
إذن فأين تتجلى أهمية البناء التقليدي في إقليم زاكورة ؟ وما هي بعض التقنيات المستعملة في هدا البناء ؟ وكيف يمكن أن نفسرأنطروبولوجيا تقنيات وأدوات استعمال هذا البناء ؟
أهمية البناء التقليدي في إقليم زاكورة
يشكل البناء التقليدي بإقليم زاكورة عامة ومنطقة سارت خاصة نموذجا من التراث المادي الثابت الذي يتميز به هذا الإقليم نظرا لما له من أهمية بالغة في ملائمته مع الظروف المناخية السائدة في المنطقة ،إذ نجد هذا البناء غالبا ما يتم بناؤه بمجموعة من التقنيات ،كتقنيات التابوت أو اللوح،والطوب المدكوك، وباستعمال أدوات بسيطة كالطين والحجر،والخشب وكذلك أنه يتوفر على ظروف صحية مناسبة للإنسان.
طريقة بناء التابوت أو اللوح
– يبدأ البناء بإختيارالمكان المناسب لحفر التراب وغالبا ما يكون هذا المكان ذات أرض خصبة أو ما يسمى باللغة المحلية”أمغزاز” وهو التراب المختلط بالحجر الصغير في حين يتم الابتعاد بشكل كلي عن التربة الرملية نظرا لسهولة تفتتها.
-بعد تعيين المكان يتم سقيه بالماء لمدة ثلاث أيام تقريبا حتى يصبح صالح الإستعمال.
-بعد مرور المدة المخصصة لسقي التراب يتم حفرالأساس بعمق متر تقريبا ،حيث يتخذ عمق حفر الأساس حسب نوع التربة الموجودة .
-يوضع حجر متوسط الحجم داخل هدا الأساس لحماية البناء من التفتت بسبب الأمطار، والمياه المستعملة في المنزل…
-بعد ذالك يوضع اللوح المكون من ورقتين خشبيتين بعد تشكيله فوق الساس ،ويوضع في وسطه ما يسمى بالقياسة [1]
-هدا اللوح يتم وضع بجانبه ما يسمى بالتابوت وهي ورقة خشبية توضع جانبي اللوح لحماية التربة من الضياع.
-يستعمل كدالك في بناء اللوح الأوتاد وهي عبارة عن عصي غليظة مصنوعة من الخشب يستعمل لتشكيل اللوح حتى يبقى على شكله وقياسه الأصلي.
-يستعمل كذالك ما يسمى بالأشكال وهي عبارة عن عصي غليظة تحتوي على ثقب وهي التي تثبت اللوح وتوضع بداخلها ثقب الأوتاد فموضع الوتاد يوجد في هذا الثقب ،وهذه الأشكال لا تستعمل في اللوح الأول.
-ومن العناصر الأساسية كذالك نجد ما يسمى بالمركز وهو وسيلة لدك التراب المخلوط بالحجر داخل اللوح حتى يكون صلبا وكثيفا.
-هناك حبال تلعب دورا أساسيا في ضم وجمع الورقتين المشكلتين للوح وتمتد هذه الحبال من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى في الاتجاه الأخر.
-هناك كذالك ما يسمى بالخباطة وهي عبارة عن شكل خشبي صغير يستعمل لتزيين اللوح بعد اكتماله ويتم دك التراب بهذه الخباطة لتفادي العيوب في شكل اللوح.
-يتم وضع التراب داخل اللوح من طرف ثلاث أشخاص تقريبا يتناوبون على حمل التراب إلى المعلم الذي يوجد فوق اللوح ومهمته دك التربة بالمركز وهكذا تستمر العملية حتى ينتهي اللوح وهكذا ذواليك حتى ينتهي البناء.
الأدوات المستعملة في بناء اللوح أو التابوت
-القفة ودورها حمل التراب وتصنع غالبا من الجلد وأوراق النخيل أو الجريد.
-الفأس ودوره حفر التربة.
-العتلة وهي أداة لجمع التربة ووضعها في القفة.
-الماء يستعمل لرش التربة.
-السلم يساعد للصعود إلى الحائط البعيد عن الأرض.
-بعد الانتهاء من بناء اللوح يردد العاملين أبيات لمدح الرسول (ص) ليكون هذا اللوح في أحسن الأحوال ومن بين هذه الأبيات نجد
-بسم الله توكلنا على الله بسم الله توكلنا على الله
الصلاة والسلام عليك يا سيدنا يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
يا مولاي محمد صلى الله عليه والزين
-وهكذا تتكرر الأبيات الشعرية حتى ينزع اللوح من مكانه ويتحول إلى موضع أخر،وبعد الإنتهاء يتم تسقيفه باستعمال القصب والخشب والجريد ،من أجل المكان من المياه ويتم استعمال ما يسمى بتامصرارات[2]
الدلالة الأنطروبولوجية من وضع هذه الأدوات المحلية في البناء التقليدي.
إن وضع الحجر، والخشب ،والطين ،والقصب في البناء التقليدي مرده أن هذه المواد مواد محلية طبعا لا تكلف أموالا كثيرة إضافة إلى أنها تتلاءم مع الظروف المناخية السائدة في المنطقة وكذالك توفره على ظروف صحية ملائمة.
خلاصة
هكذا إذا يشكل البناء التقليدي في إقليم زاكورة عامة ومنطقة سارت خاصة فنا معماريا وتراثيا للمنطقة ،إذ ما زال يستعمل هذا البناء في البوادي المشكلة لإقليم زاكورة، رغم ظهور البناء العصري بشكل أكبر إلا أن البناء التقليدي لا زال محافظا على مكانته نظرا لما يتميز به من خصوصيات ومميزات.
من إنجاز الطالب: Zarbane abdellah
تحت إشراف الأستاذ: عبد الصمد بصير
1-عصا صغيرة تستعمل وسط الورقتين وتكون حسب حجم اللوح كل رأس يتثبت في ورقة المكونة للوح.
قطعة صغيرة تتكون إما من الخشب أو البلاستيك يتم وضعها في السطح من أجل إخراج ماء المطر إلى خارج المنزل. – 2