يعيش الشباب السوري الصامد على إيقاع عداد القتل اليومي بأبشع الجرائم ضد الإنسانية. هذه الجرائم المتزايدة أمام عجز الفاعلين الأساسيين في ضبط إستراتيجية فعالة لوضع حد لمأساة الإنسان السوري. انها المأساة التي تقود الشباب السوري نحو فقدان الثقة في ضمير الأمم المتحدة كهيأة دولية يقع عليها الواجب الإنساني والقانوني للتدخل القوي لحماية دماء الشباب الأبرياء التي تنسكب مهدورة بين حسابات السياسة ولغة المصالح.
إن الذاكرة الإنسانية ستحتفظ ،طبعا، بأسماء الطغاة الذين قتلوا الشعوب واستباحوا الأعراض وأحرقوا الأوطان. غير أنها ستقف ،أيضا، عند الإدانة لتمزقات المعارضة السياسية ومعها باقي الفرقاء. فلن تجد الأجيال القادمة غير شهادة أن أطياف المعارضة ومعها أصدقاء الشعب السوري قد تاهوا عن إنسانية القضية بفتنة اقتسام السلطة.
لذا فنحن كشباب الاختيار الحداثي الشعبي، نوجه نداءنا الإنساني لمجموعة أصدقاء الشعب السوري للتجاوب الفعال مع نبض الشباب السوري الصامد الذي يشكل الركيزة الأساسية لبناء سوريا الجديدة ” سوريا الحرية والكرامة”، مع التأكيد على أن دماء الشباب ليست بالرخيصة حتى يستقيل الضمير الأخلاقي الدولي عن واجب حفظها، فالحق في الحياة حق إنساني أسمى و أقوى من “حق الفيتو” مهما اختلفت تبريرات قانونيته وحسابات استعماله.
كما ينبه شباب الاختيار الحداثي الشعبي كل العاملات والعاملين من أجل السلام، إلى ضرورة الحذر من يأس الشباب السوري الذي قد يقوده إلى تبني خيارات اضطرارية ربما تنزلق مع انسداد الأفق إلى اليأس من جميع الأطراف.
إن المسار السوري قد يختلف عن باقي دول المنطقة، غير انه يجسد، فعلا، محكا جديدا لأصدقاء الشعب السوري عموما والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا لاختبار صدقية رغبتها في تحقيق المصالحة التاريخية مع الشباب الحداثي ب” الشرق الأوسط الكبير”، هذه المصالحة التي وجب أن تنطلق من التدخل الفعال لحفظ دماء الشباب السوري وضمان حقه الإنساني في الحياة أولا، بعيدا عن صفقات حركات التدين السياسي التي أتبثت مع استيلائها الصندوقي على السلطة أنها حركات “استبداد جديد مقنع” ، تحول معه الربيع الشبابي إلى فصل بشاعته ردة ممنهجة عن وعود التحول الديمقراطي التنموي و بناء دولة المؤسسات الحق والقانون الحاضنة لتعدد الثقافات. فالديمقراطية قبل أن تكون صناديق هي إنسانية بالأساس.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.