العمارة الجنائزية بتغجيجت – Redouane Ammar

1 1٬555

العمارة الجنائزية
بتغجيجت

taghjijt-1مقدمة:
ارتبطت العمارة الجنائزية في منطقة تغجيجت بمجموعة من الأضرحة شكلت و إلى وقت قريب مزارات يحج إليها وتقام بها طقوس و ملتقيات موسمية للتبرك بأولياء الله يرقدون فيها و هم مصدر الخير و الشر على الناس في اعتقاد الكثيرين، و عدد هذه الأضرحة معروف و مواقعها أيضا، منه ضريح عمي علي الحسن قرب ‘ تراكميات” يرتاده الزوار من الرحل و نسجت أخيلتهم أساطير مختلفة عنه، ضريح سيدي بوستة وسط دودرار بتغجيجت المركز و ضريح سيدي حامد بن عبد الواسع بدوار إكرامن بتغجيجت المركز أيضا، و ضريح سيدي محمد اعبد الرحمان قرب سوق القديم بدوار تزونت التاريخي، اضافة إلى ضريح في دوار توريرت هو مزار للنساء تقام فيه الحضرة كل يوم جمعة، و ضريح سيدي منصور باكادير إدران بدوار تينزرت وضريخ آخر بقصبة اد موسى، و قبة أخرى في اغرم و التي أشار إليها de la ruelle باقبة الجميلة لسيدي محمد اوعلي ثم هناك ضريح سيدي افروخ دفين مسجد اكادير مقورن الذي يعود أصله إلى تمسورت القريبة من بيوزكارن و يقام له ” معروف” بعد انتهاء موسم اكادير مقورن من طرف أهل تمسورت.
و بعد زيارتي لمختلف هذه المواقع تبين لي أن أغلبها لا يملك من السمات ما يمكن أن يؤهله ليكون النموذج للعمارة الجنائزية بهذه المنطقة، باستثناء أثار قبة ضريح سيدي محمد اعبد الرحمان موقع ” قصر تزونت” التاريخي، فلقد شد هذا الموقع انتباهي لما له من خصوصيات تؤهله فعلا لأن يكون النموذج الأمثل للدراسة لسببين:
1- لوجود ملامح هندسية معمارية دقيقة و متقنة و لوجود زخارف رائعة.
2- لإرتباطه بمجموعة من الأحداث التاريخية في المنطقة.

قبة سيدي محمد أوعبد الرحمان بتغجيجت:
1- تعريف القبة:
تطلق القبة و يراد بها في المعتقد الأضرحة الشعبية التي تغطي في الغالب بقباب في بلاد المغرب، و تختلف في أنماطها و أشكالها ما بين المستديرة و المربعة و المثمنة و المحتجبة ببعض الشرفات المسننة أو المدببة الرأس. و امتد هذا النوع من المباني المعمارية إلى تخوم الصحراء فانتشرت الأضرحة و تفننت بناتها في إقامة قبابها.

taghjijt-2
2- قبة سيدي محمد اعبد الرحمان: نبذة تاريخية
يعود هذا الضريح إلى دفينه المسمى سيدي محمد ابن عبد الرحمان بن مبارك بن عبلا بن مبارك، أصله من بلدة “المغيميمة” بإقليم طاطا و حسب الرواية الشفوية قدم منها لأسباب غير معروفة رغم وجود رواية تقول بأنه ينتمي إلى مجموعة من الدعاة المصلحين خرجوا لغاية إصلاح أحوال الناس رغم دعوتهم إلى الطريق المستقيم.
لما وصل إلى تغجيجت استقبله أحد أحفاد ابراهيم الجد الأسمى للقبيلة و هو عبد المالك من فخذة إدسعيد ابراهيم فاستضافه لما علم بمقامه العلمي و الديني، وكان ذلك في القرن 11ه، حسب الرواية الشفوية ولما ودعه و هو في طريقه إلى شيخ “تزونت tazont” نصحه ألا يخبره باستضافته له و ذلك بسبب خلاف بين الفخذة اد سعيد ابراهيم الذين يمثلون رموز القبيلة و سكانتزونت المستوطنين، و بحلوله بين أهل تزونت و في بيت شيخها استضافه هذا الأخير و رحب به و أكرم وفادته و منحه بقعة أرضية بقصر ادوبيان الحالي، أقام فيها بيته و يدعى اليوم “تبكمي أو زاوية سيدي عبلا أمحمد” نسبة إلى سليله الوحيد.
و لقد حضي سيدي محمد بن عبد الرحمان بتقدير و احترام مختلف من مستوطني تغجيجت خاصة قبائل أيت النص: أيت بوهو بواحة تكليتtiglite حاليا و أيت زكري بالبرج حاليا، و أيت بوعشرة بتايدالت taydalte حاليا. قضى 25 سنة بأسرير إماما بمسجدها، و ترك من الأبناء عبلا الذي إنحدرت منه عائلات ما توال مقيمة بقصر إدوبيان و هي عائلات المغيميمي و حبيبي .و بعد وفاته ة نظرا لمكانته في نفوس أهل تغجيجت، دفن قريبا من بيته، و بني أيت النص له ضريحا له قبة و دأبوا على إقامة موسم سنوي سموه” معروف سيدي محمد اعبد الرحمان”.وما زالت الروابط تجمع بين هؤلاء و حفدة الشيخ.

taghjijt-3
3- وصف الضريح:
يقع ضريح سيدي محمد اعبد الرحمان على مقربة من دوار ادوبيان، على الطريق الذي يؤدي إلى السوق القديم بتغجيجت.و اليوم هو عبارة عن خربة لم يبق منه إلا الجدران الخارجية و اختفت قبته إلا انه مازال يحتفظ ببعض من ملامحه المعمارية و الزخرفية البديعة و الفريدة من نوعها و التي توحي بقيمتها التاريخية و الإبداعية و بجوار الضريح تمتد مقبرة شاسعة يحيط بها نخيل الواحة من كل الجهات تسمى باسم صاحب الضريح يتكون من غرفتين متصلتين بباب اختفت معالمه الهندسية و شكله المعماري رغم أن هناك بقايا تدل على عبارة عن قوس. الغرفة الأولى لا يبدة شكلها اليوم، على أنها تحمل بصمة معمارية و يوحي أمرها أنها ربما أضيفت إلى الضريح في فترة لاحقة، أما الغرفة الثانية فهي الضريح الأصلي اختفت اليوم قبته. ويحتفظ إلى اليوم بهندسته البديعة به ثلاث أبواب كاذبة بأقواسها الرائعة، وفوقها سلسة من الأقواس، أبدع البناءون في إقامتها. وفي الأركان تتخذ الأقواس أشكالا غاية في الإتقان، مما يجعلها متفردة في هذه المنطقة، وعلى القويسات مباشرة إطار صمم بدقة حول شكل الضريح المربع إلى شكل ثماني الأضلاع، مما سمح بإقامة قبة على الأرجح هي قبة مثمنة و في الجزء الخارجي من جدار الضريح و الذي بني بالقالب المصنوع من الطين المبلط بالجير لا تزال آثار زخرفة مصممة بدقة وفيها ابداع.

من إعداد الطالب : رضوان عمار
تحت إشراف الأستاذ : عبد الصمد بصير

تعليق 1
  1. محمد الوقيني يقول

    في البداية أود أن أوجه شكري الجزيل للطالب الباحث والكاتب لهذا الموضوع الأخ رضوان عمار ، لكن في الوقت نفسه لا مناص من إبداء بعض الملاحظات في شأن موضوعه هذا وهي كما يأتي :
    1- أعتقد أن هذا الموضوع عبارة عن بحث لنيل شهادة الإجازة ، وتم اختصاره بشكل مخل بمضامينه على ما أظن .
    2- الموضوع بذلك عبارة عن مقال وصفي للضريح من الناحية الشكلية ، دون التطرق للجوانب الروحية للضريح وأبعادها الدينيه والاجتماعية ، واذاكان الأمر كذلك لماذا لم يتطرق لضريح ولقبة الولي الصالح سيدي منصور بأكدير ادران بتينزرت المشهور بجمالية قبته والتي لازالت معالمها قائمة .؟
    3- عدم الإشارة الى أأدوار هذه الأضرحة تاريخيا واجتماعيا ودينيا … ومدى صحة وجدوى زيارتها وإقامة طقوس ومواسم لها وفوائد أو سلبيات ذلك من الناحية العلمية الصرفة .
    4- غياب رأيه وخلاصة وعصارة أبحاثه في الموضوع لأن ذلك هو الأهم في كل بحث ودراسة .
    5- عدم الإشارة لما تتعرض لها هذه الأضرحة والمزارات من هجومات وتدمير ونبش من العصابات والباحثين عن الكنوز .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.