اللجوء الاجتماعي صيغة نضالية جديدة لأساتذة سد الخصاص بزاكورة
بعد أزيد من أربع سنوات من العمل في المدرسة العمومية في ظروف هشة لا ترقى إلى مستوى العيش الكريم، قاوم أساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية بزاكورة هذا الوضع، وأصروا على أداء مهامهم خدمة للرسالة النبيلة التي يحملونها في تعليم أبناء الشعب المغربي، ومن أجل إيقاف نزيف الهدر المدرسي والتسرب الدراسي باعتبارهما من ضمن الاشكالات الكبرى التي يعيشها واقع التربية والتكوين بالمغرب. وفي ظل استمرار نضالات التنسيقية المحلية لأساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية دفاعا منهم على مطالبهم العادلة والمشروعة، والتي على رأسها ( تسوية وضعيتهم القانونية والإدارية والمالية ) بأشكال نضالية حضارية راقية لم يستجب لها مسؤولي القطاع محليا ووطنيا، بل تنكروا للخدمات الجليلة التي قدمها الأساتذة هذا ماجاء على لسان وزير التربية الوطنية في معرض رده على سؤال للفريق الاشتراكي بمجلس النواب يوم الثلاثاء 10 فبراير 2015 الذي يتنافى مع ما قدموه للمدرسة العمومية وما يزكيه أيضا الممارسة الميدانية والمراقبة الإدارية ( التفتيش، زيارة الميرين…) والعمل إلى جانب الأساتذة الرسميين في مقرات العمل لأقسام تلاميذ في وضعية نظامية وفق الزمن المدرسي الرسمي ( 30 ساعة أسبوعية إبتدائي ) وبوثائق إدارية كالجذاذات، المذكرة اليومية، سجل الحضور والغياب، استعمال الزمن…والأنشطة الموازية. كل هذا بأجر زهيد لايتعدى 1900 درهم شهريا مؤجلة الدفع إلى نهاية كل موسم دراسي. فأساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية موجزون وخريجوا الجامعات المغربية، ينحدرون من أسر فقيرة وأغلبهم يعيلون أسرهم ومنهم المتزوجون ذاقوا مرارة البطالة المفروضة قصرا عليهم بل الاكثر من ذلك أصبحوا يعانون من أزمات نفسية ووعكات صحيية بسبب استمرار معتصمهم “معتصم الكرامة” الذي يخوضونه منذ 08دجنبر 2014 أمام النيابة الإقليمية بزاكورةدون الاستجابة لمطالبهم. هذا بالإضافة إلى اعتبارهم أجانب عن هيأة التدريس وحرمانهم ولوج المؤسسات العمومية كالنيابة والعمالة إلا بعد إصرارهم على حق الدخول لها باعتبارهم مواطنين من هذا البلد. أمام اللا مبالاة والتعاطي السلبي للمسؤولين محليا ووطنيا وتنكرهم لخدمات هذه الفئة. وصد جميع الأبواب أمامها لم يجد أساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية بزاكورة إلا اللجوء الاجتماعي كصيغة نضالية ضمانا لحفظ كرامتهم التي انحطت بنعل السياسة غير المسؤولة لتدبير قطاع التربية والتكوين في هذا البلد. وتأتي هذه الخطوة النضالية بعدما استنفذوا جميع الطرق ( حوارات مارطونية فارغة ) وأشكال نضالية جسدوها بزاكورة. فإقدامهم على هذه الخطوة ليس مزايدة سياسية بقدر ماهي خطوة تضمن لهم العيش الكريم والكرامة الانسانية في وطن يحترم فيه الحق والقانون.