النقوش الصخرية بموقع سيدي علي وعزة بتسينت طاطا – Latouti Elghali

0 3٬207

tassint-tataتقديم:

تقع قرية تسينت التابعة لعمالة طاطا إداريا ،على بعد 66كلم اتجاه مدينة فم زكيدوورززات ، وسط سلسلة جبال باني ،تمتاز بمناخها الشبه جاف وهذا ما تدل عليه نبتاتها حيث تتوفر على النخيل وأشجار الطلح التي دائما ما تتلاءم مع المناخ الصحراوي القاحل ، وعلى الرغم من قحولة أراضيها فإن الله من عليها بوادي العتيق الدي يعتبر المزود الرئيس والوحيد بماء السقي لواحاتها رغم ملوحته،التي تنضاف الى الحرارة المفرطة خاصة في فصل الصيف،والبرودة القارسة في فصل الشتاء.ينضاف الى هذا كله عراقة تاريخ المنطقة وأدوارها الاقتصادية والعلمية ، والدينية وتعدد المشارب العرقية والحضارية لسكانها، الشيء الذي أعطتها رصيدا تراثيا مهما ومتنوعا.

لمحة تاريخية عن منطقة طاطا:

عرفت منطقة طاطا تاريخا وحضارة قديمتين  إ د استقر بها الإنسان مند القدم قبل أن تبلغ درجة الجفاف التي نراها عليها الآن , إلا أن تاريخها يبقى غامضا و مجهولا .لو لم يبادر إنسانها إلى نقل تلك الحقائق بنقش كل مشاهداته و معتقداته على الصخر.ولتكون نقوشه الصخرية تلك وثائق يعتمد عليها الباحثون لقراءة تاريخه من بعده.بل وتاريخ الأرض الذي يعيش فيها وتعد من بين أقدم نقوش الصخرية على التراب المغربي يعود تاريخها إلى ما بين نهاية العصر الحجري القديم وبداية العصر الحجري الحديث.وتجسد مختلف أوجه الحياة اليومية للإنسان في تلك الفترة .و لمحيطه وظروفه المناخية التي كانت مغايرة لما هو سائد اليوم.

tassint-tata-1 يوجد موقع سيدي علي اوعزة على بعد 15كلم غرب مركز القرية، يزخر هذا الموقعبالعديدمن النقوش الصخرية، ونتمنى أن يكون بحثنا هذا بداية لبحوث أخرى تخوض في نفس الموضوع لأنه لازال يتطلب أبحاثا تعرف به وتخرجه الى الوجود.

إن موضوع النقوش الصخرية في منطقة تسينت طاطا موضوع  فتي لا زال فثي ، فالنقوش كمادة تراثية كثيرة ومتنوعة، الا أن استغلالها لا زال في أمس الحاجة الى الدراسة والبحث المتواصل ، من أجل التوصل إلى مناهج وطرق يمكن أن يستغل بها هذا التراث الإنساني القديم.

النقوش الصخرية بإقليم طاطا توجد دائما في أماكن معدودة (مناطق استراتيجية – القرب من الأودية) مما يدل على أن هده المناطق كانت في الماضي تلعب دورا استراتيجيا، فغالبا ما ارتبطت بمراكز المياه رغبة من إنسان تلك الفترة في البحت عن الماء والكلأ للماشية في فترة التدجين بل وحتى في فترة الاستقرار فيما بعد، وقد أكد الباحثون في هذا المجال أن المناخ قد تحول من مناخ رطب إلى مناخ جاف شمل جميع مناطق الصحراء مما أدى بعدد كبير من التجمعات البشرية والحيوانية إلى النزوح في تجاه الشمال حيث كانت آنذاك الظروف المناخية لازالت ملائمة للعيش ، وهو ما آذى إلى تشكيل مجموعة من العادات والتقاليد المرتبطة بهده التجمعات ومن بينها النقش على الصخر.

تعريف الفن الصخري:

  النقش الصخري هو بكل بساطة الفن الذي أنجزت فيه الصور على الصخر بآلة حادة ، وهذه النقوش الصخرية توجد غالبا في الهواء الطلق لكونها أكثر صمودا أمام تغيرات المناخ. وفيما يخص نشأة النقش الصخري فإن معظم الباحثين يرجعونها إلى العصر الحجري الحديث فقط في شمال إفريقيا أما البعض يرى أن هذه النشأة تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى. [1]

تقنيات النقش الصخري بالموقع:

tassint-tata-2وهو جعل الشكل أملسا بعد تحديد أبعاده بخطوط على الصخر وهكذا يظهر  polissage1_الصقل:

الشكل بارزا أو غائرا على الصخر بعد أن يثم صقل هذا الشكل ويستعمل في هده التقنية أدوات مختلفة حجرية كانت أو معدنية وأحيانا عظمية أو عيدان صلبة.

 يرسم الشكل المرغوب فيه بخط دقيقة وبعد ذلك يأتي النقر على شكل  Lepiquetage2_النقر :

نقط او حفيرات منتظمة أو متفرقة خفيفة أو عميقة ، ويستعمل للنقر الوتد أو دو الوجهين، وقد يكون النقر أحيانا ممزوجا بالصقل الشيء الذي يصعب تحديده.

tassint-tata-3 Tazin_ تزينة3

نسبة إلى موقع في الجزائر يسمى تزينة الذي اكتشفت فيه لأول مرة  
ومواصفاتها أنها دقيقة ولكن كاريكاتورية حيث أننا نجد في بعض الأحيان رسومات لحيوان بطول خيالي.

كيفية تأريخ وتصنيف النقوش الصخرية:

tassint-tata-4إن النقوش الصخرية ليست لها أية قيمة تاريخية إد لم نعد نعرف الفترة التي تعود إليها وهذا يحتم علينا الحديث عن الطرق التي يعتمدها الباحثون والمتخصصون في هذا المجال.

1_الإعتماد على أنواع المواضيع المنقوشة وربطها بالفترات التاريخية التي تميزهافوحيد القرن و الفيلعلى سبيل المثال هما على الأرجح يميزان فترة تاريخية تتميز بمناخ رطب.

2_الإعتماد على أنواع الأساليب  التي نقشت بها هذه الصور، حيث أن الأسلوب الأول والقديم هو النوع الذي نعته الأخصائيون بالأسلوب الطبيعي والذي يعكس قوة الملاحظة ، ثم الأسلوب النصف الطبيعي فنجد بعض التراجع مقارنة مع الأول ، وأخيرا الأسلوب الإرتسامي الرمزي أو التجريدي لكنه أصبح يميل إلى البساطة[2].

3_الإعتماد على طريقة ضبط التاريخ النسبي انطلاقا من الإضاءات وأهمها طريقة الكاربون 14 وهي الطريقة المثالية ، لكن تطبيقها نادرا.

خاتمة:إن التراث الصخري يبقى غير معروف لدى عامة الناس ،ويتعرض لأعمال التدمير والإتلاف عن طريق قلع الأحجار للبناء وأساليب أخرى كالنهب . والواجب يقتضي منا حماية هذا التراث وتقويمه وتوريته للأجيال الصاعدة مع العلم  ان هذا التراث يمكن استغلاله كعامل للتنمية الوطنية وذلك في دمجه في الجولات السياحية والثقافية. لذى نهيب كافة الغيورين على اللترات المغربي إلى تحمل المسؤولية في حفظ هذا التراث الإنساني الأخذ في الاندثار ،وذلك بإقامة محميات له، وتوعية المواطنين بأهميته.

 

من انجاز الطالب                                تحت إشراف الأستاذ

Abdessamad bassir                                latouti elghali


 1_ كي زي ربو ، تاريخ إفريقيا العام “الفن الصخري في ما قبل التاريخ ،المجلد الثاني، اليونسكو، جون أفريك ، باريس،صص666-667.

_تصريح الاستاذ مصطفى أتقي، مندوب وزارة الثقافة بطاطا لبرنامج أمدو.[2]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.