في خطوة جريئة تعكس الطموحات الرياضية المتنامية للمغرب على الساحة العالمية، كشفت شركة “Populous” الأمريكية، المتخصصة في تصميم الملاعب الرياضية، عن صور جديدة لمشروعها العملاق: ملعب الحسن الثاني في الدار البيضاء.
ويُعد هذا الملعب معلمًا رياضيًا عالميًا واعدًا، ويتوقع أن يصبح الأكبر من نوعه في العالم بقدرة استيعابية تصل إلى 115 ألف متفرج، مما سيضفي بُعدًا جديدًا على المشهد الرياضي في المغرب ويجذب انتباه العالم.
ويأتي هذا المشروع في إطار استعدادات المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال. ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تعاونت “Populous” مع المكتب المعماري الرائد “Oualalou + Choi”، الذي يتخذ من باريس مقرًا له ويشتهر بتصميماته المبتكرة.
ويقع الملعب في منطقة المنصورية بإقليم بن سليمان، على بُعد 38 كيلومترًا شمال الدار البيضاء، مما يجعله في موقع استراتيجي قريب من العاصمة الاقتصادية للمغرب. ويستمد تصميم الملعب إلهامه من التجمعات الاجتماعية المغربية التقليدية المعروفة بـ”الموسم”، حيث يبرز كخيمة ضخمة تتناغم مع المناظر الطبيعية المحيطة، ما يمزج بين التقاليد المحلية وأحدث تقنيات العمارة.
وسيتيح الملعب تجربة جماعية مميزة، إذ سيتسع كل جانب لنحو 29,500 متفرج، مما يزيد من حماس الجماهير ويضعهم في قلب الحدث. كما يتميز الملعب بسقف مصنوع من شبكة الألمنيوم، مدعومًا بتصميم هندسي فريد يخلق بوابات ضخمة تحيط بها حدائق خضراء على ارتفاع 28 مترًا، ما يضيف لمسة جمالية ويعزز من تجربة المشجعين.
ومن المتوقع أن تبدأ الأعمال التحضيرية للملعب قريبًا بعد الموافقة على التمويل العمومي في أكتوبر 2023. وأعرب كريستوفر لي، المدير الإداري لشركة “Populous” لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، عن فخره بالمشاركة في هذا المشروع، مشيرًا إلى أن ملعب الحسن الثاني سيكون معلمًا عالميًا في كرة القدم وتجسيدًا للتفوق الهندسي المغربي.
وأكد طارق والعو، مدير التصميم والشريك المؤسس في “Oualalou + Choi”، أن الملعب يعكس بعمق الثقافة المغربية ويجسد تقاليدها العريقة. مع اكتمال هذا المشروع، يستعد المغرب للمنافسة على استضافة كأس العالم 2030، ما سيعزز مكانته الدولية ويضيف نجاحًا جديدًا إلى الرياضة المغربية.