تحية لداعش التي إستطعت تعرية المشروع الإسلامي
بقلم جواد الحامدي
كم استهلكنا من الضحك المر كلما سمعنا شيوخ الفتنة و أصحاب الإسلام السياسي و بنكيران و الذين معه من سلفيين و عدليين و (مفكرين اسلاميين)… يقولون بأن الاسلام بريء من فتنة داعش ، فأصبح هؤلاء معتدلين لا يؤمنون بالعنف و القتل ونسوا أنهم كانوا بالأمس القريب لا يهتمون في الدين الا لتطبق للرجم و الجلد و الذبح في قوانين الدولة ، أما دور الدين الحقيقي الذي هو الروح و الدعاء و الاتصال بالذات الالهية فلم يكونوا يهتمون به أبدا, و ظلوا يهتمون بالاجرام و ترهيب الناس و احتقار النساء و استغلوا كل الجوانب الوحشية الموجودة في الدين أبشع استغلال ، كما أن كل هذا يعتبر عند دواعش الأمس اعجاز علمي لا يناقشه الا “العلماء” .
لكن المثير للدهشة في الأمر أنه بعد ظهور تتنظيم الدولة الاسلامية قي الشام و العراق المعروف بـ داعش ، تغير هؤلاء الدين كانوا في الأمس يفتون بالقتل و الرجم و بتر الأعضاء ، تغيروا من مجرمين لا يشفقون على أي “زنديق” و لا مستقل عقليا الى ناس يستنكرون الجرائم التي تقع في سوريا “باسم الدين” ، ووجهوا سهام النقد الى أصدقائهم في نمط التدين الذي لم ينتجهم الا قنوات البيترودولار و بعض المساجد و الأيات القرأنية و السيرة النبوية ،العدل و الاحسان التي عنفت النساء في الشواطئ المغربية قبل شهور بداعي لباسهن “الغير مناسب” استنكرت جرائم داعش أما المجلس العلمي الأعلى الذي أفتى بقتل المرتد بدوره استنكر ذبح “الكفار” علما أن له نية بقتله ذات يوم. هذا بعد أن كانوا يفتخرون بهذه الجرائم قبل أيام من ظهور اخوانهم في سوريا,
كل ما في الأمر حسب هؤلاء المفكرين باللحية التي تجاوزت مترين و اجتمع فيها الميكروبات و أطراف من الشعر المقطعة ، أن الغرب و الأمريكان هم من أرادوا المس بدينهم الحنيف البريء وزعزعته ، و نسوا تلك الأيام التي كنا نقدم لهم تلك الأحاديث و التفاسير التي يطبقها التنظيم حاليا و هي مرجعيته الواحدة ، ويكون جوابهم هذا عادل لأنه قول العلماء. و أنتم جاهلين بهذه الأمور “الدين لا يناقشه من هب ودب” ، لكننا كنا نعلم أنهم مادموا مصرين على تطبق الدين في الدولة فسيأدي بهم ذلك الوهم الى فضيحة تارخية.
ورغم تغير موقف الاسلاميين ،أو نفاقهم للناس لأن مشاريعهم الدينية في خطر لم يستسلم “تنظيم الدولة الاسلامية”، و زاد من سبي النساء تماما كما كان يفعل خلفاؤهم. و اختطفوا “الأيزديات” على أساس انهن “جواري” و ذبحوا الكفار الذين لا يدينون دينهم “الحق” و لو كانوا مسلمين. و قطعوا يد السارق و جلدوا الناس الذين لا يحرمون ما حرمه الله و رسله و رجموا النساء و هجروا المسيحيين قبل الشروط التي هي : “الجزية أو الاسلام أو السيف” و هذه الشروط كان الخلفاء يظلمون بها الناس و يهجرونهم أو يقتلونهم أو يأخذون الجزية ليمولوا بها مشاريعهم التي لم نتخلص منها لحدود الأن ، وهؤلاء يرون هذه الأشياء.
و الأن ها هو من سيطبق تشريعهم المجرم قد بعث من جديد ، وها هو الدين الحنيف قد طبق بأكمله ، و هاهي أمريكا التي كنتم تتهمونها بأنه هي من صنعتهم تقصفهم بغارات جوية ، فعوض النفاق بأن الإسلام بريء من داعش يجب أن تعترفوا بها و تبايعوا أبو بكر البغدادي لأنه استطاع بفضل الخراب الذي وقع في سوريا تطبيق دينه ..
السؤال الذي يفرض نفسه الأن هو لماذا يوهم الاسلاميين الناس أن التدين الذي يسعون الى تطبيقه ليس دين داعشي ؟
لأن نفسية المسلمون الذين ورثوا الدين من أجدادهم لن يضع ثقتهم في أي اسلامي اذا اكتشفوا حقيقة الدين السمح و الاعتدال و علموا أن ذلك مجرد شعارات فارغة وبهذا حول الاسلاميين في المغرب الذين لا يختلفون مع داعش و تنظيم القاعدة و بوكو حرام و كل التنظيمات الارهابية الى الاستنكار كل ما يحدث هناك ، أما الحقيقة أن داعش تستحق التحية و الشكر لأنها كشفت لنا حقيقة أهل “الاسلام هو الحل”