تعددت الأوجه والإغتصاب واحد

0 395

أن يتم اغتصاب الأطفال , تلك ظاهرة يجب التعامل معها بحزم , ولا يجب التساهل معها , تحت أي مسمى , ولا أعتقد أنه يتم التساهل معها , لكن الكارثة أن يتم العفو عن هؤلاء الوحوش الذين يفترسون الأطفال , من أية جهة مهما علا شأنها , فالأطفال خط أحمر , لا يجوز تجاوزه , وكنت مترددا في الخوض في هذا الموضوع , لقناعتي بأن الملك لن ينزلق إلى هذا المنزلق الخطير , لكن كان كل شيء بالنسبة لي ضبابيا , وكدت لا أصدق ما حدث , وكنت أنتظر بلاغا من الديوان الملكي يشرح ملابسات القضية , وهذا ما تم بالفعل , لكن , أليس حريا بالملك أن يعرف الجرائم التي ارتكبها هؤلاء المجرمون قبل التوقيع على العفو ؟ ما المانع من أن ترفق لائحة الأسماء بطبيعة الجرائم المرتكبة ومدة المحكومية ؟ أسئلة تضل مطروحة إلى أن تجد من يجيب عنها .

والمصيبة أيضا أن يخرج علينا من يقولون بأن المسألة تمت في إطار مصالح استراتيجية عليا, لأمثال هؤلاء أقول بالله عليكم ماذا ستكون ردود أفعالكم لوكانت بناتكم أو أبناءكم من بين المغتصبين ؟ إلى هؤلاء أقول الأوطان لا تبنى على حساب مؤخرات أطفالنا , والله أخجل كل الخجل أن تصدر مثل هذه التصريحات من أشخاص أكن لهم التقدير والإحترام , ولا أشك في نزاهتهم , لكن , يبدو أن حب الكراسي الفخمة , والمناصب العليا , قد تجعل البعض يتجرد من مبادئه و حتى الإنسانية منها .

لكن ما يجب معرفته هوأن من اغتصبوا الوطن وحقوق المواطنين ,هم أنفسهم من يعبثون بمشاعر المواطنين , وهم أنفسهم من يضحكون على ذقون المواطنين , فعلى ما يبدو لازالوا لم يدركون ما يدور من حولهم , فشغفهم للمال الحرام هو من دفعم لعقد مثل هذه الصفقات , لكن الشعب المغربي أثبت يقظته , وكان لهم بالمرصاد , وخرج في مسيرات حاشدة ضد العفو عن هذا الوحش الخطير الذي نهش أعراضنا , واغتصب براءة أطفالنا , واغتصب كرامتنا جميعا , وما خفي من جرائمه قد يكون أعظم .

و إلى هؤلاء أقول , إتقوا الله في هذا الشعب المسالم , واتقوا الله في هذا الملك المجاهد , ولا تفتعلوا له أزمات بينه وبين شعبه , إتقوا الله في هذا البلد الأمين , لكني أيضا لا أعتقد أن الأمر قد يمر مرور الكرام على هؤلاء , فغصبة ملكية وشيكة , قد تطيح برأس هؤلاء , الذين لايهمهم سوى الثراء الفاحش , ولو كان ذالك على حساب أعراضنا وكرامتنا,حفظ الله وطننا,وحسبنا الله ونعم الوكيل .

عبد الرحمان أيت قاسي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.