جريدة خليجية: ‘تمكروت’ المغربية تكشف سر فخارها الأخضر

3 1٬668
إعادة الاعتبار لموروث ثقافي عريق...
إعادة الاعتبار لموروث ثقافي عريق…

ميدل ايست أونلاين – سكان القرية المغربية يمزجون الكحل والدقيق مع الحجارة لتصنيع فخار يشكل رمزا لثقافتهم الممتدة منذ أربعة قرون.

 
 

تحرص ست عائلات من سكان قصبات قرية تمكروت في أقصى جنوب شرقي المغرب، منذ أكثر من أربعة قرون، على تصنيع فخار أخضر فريد من نوعه، يشكل فخراً لأهل المنطقة ورمزاً لثقافتهم.

على مسافة 18 كيلومتراً من مدينة زاكورة، تقع قرية تمكروت معقل الزاوية الناصرية إحدى أكبر زوايا المغرب التاريخية. واشتقت لفظة “تمكروت” الأمازيغية من كلمة “أمكاورو” أي الأخير، ومقابلها “أمزوارو” أي الأول، إذ تفيد الروايات الشفهية بأنها آخر مناطق وادي درعة دخولاً في الإسلام، وكانت فيها مملكة لليهود.

ووسط أسوار قصبات هذه القرية الصحراوية، حيث يرتفع أذان المسجد ومعه دخان الأفران العتيقة الأسود، يتوزع حرفيون على غرف صغيرة، أمام كل واحدة منها أو داخلها، يعمل شخص على عجن الطين أو تشكيله بطريقته قبل أن يضعه في الظل ليجف.

وينحدر الحرفيون الذين يكوّنون اليوم ست عائلات يواظب أفرادها على العمل في الأفران التقليدية للقرية، من عائلتين استقرتا في قصبات المنطقة مع ازدهار التجارة في القرن السابع عشر.

ويقول حميد آيت داني، وهو أحد الحرفيين في هذه الأفران ومجاز في الكيمياء المعدنية، إن “صناعة فخار تمكروت تمر بثلاث مراحل رئيسة هي: تهيئة الطين والتصنيع، ومن ثم مرحلة الطلاء والطهو (…)، وكلها تعتمد المواد الطبيعية للمنطقة”.

فالتراب والماء المستعملان لتحضير الطين مأخوذان من جنبات وادي درعة، أطول واد في المغرب تمتد على ضفتيه أطول واحات المملكة وأكبرها. أما حطب الأفران التقليدية فهو من بقايا جذوع النخيل وسعفه. ويعتمد الحرفيون على الحمار في نقل مختلف مواد التصنيع من الواحات إلى الأفران.

هذه الطريقة الطبيعية في تصنيع الفخار شبيهة بطريقة بناء القصبات وقصور المنطقة الجنوبية الشرقية للمغرب بأكملها، حيث أدرجت منظمة يونيسكو الكثير من البنايات العتيقة في قائمتها للتراث البشري، باعتبارها نموذجاً لتدوير الخامات البيئية من أحجار وطين وأسقف خشب وسعف نخيل، من دون اعتماد مواد ملوثة أو ضارة.

وإن كانت كل المواد وطرق التصنيع طبيعية، يبقى الأخضر اللامع هو ميزة فخار تمكروت، وهو لون ينتج كما يشرح حميد “عن الخلطة المستعملة في الصباغة والمكونة من أوكسيد النحاس وكحل العينين (المنغنيز) والحجر الميت، إضافة إلى مسحوق الدقيق المسوّس (المصاب بالسوس)”.

ويشرح العامل عبد الحق باني أن “تفاعل النحاس والكحل والحجر الميت داخل الفرن يولّد ذلك اللون الأخضر المميز، في حين أن ذوبان مسحوق الدقيق، وتفاعله مع هذه المواد يعطياننا فخاراً لامعاً بتموجات وتدرجات لا محدودة للون الأخضر”.

لكن بالنسبة إلى حميد “هناك سر آخر وراء هذا اللون الأخضر لا يعرفه أحد، فقد جربت أفران حديثة تعمل بالغاز لتسهيل عمل الحرفيين، إلا أن النتيجة لم تكن مرضية ففضلوا العودة إلى الطريقة القديمة في إنتاج الفخار”.

ويقول عبد الرحمن باسو، وهو تاجر وصانع فخار “توارثنا هذه المهنة أباً عن جد، وهي مهنة مشرفة عشنا من مداخيلها منذ قرون. إنها رمز السياحة هنا”.

وبالنسبة إلى عبد الحليم السباعي، الدليل السياحي في المنطقة، فإن “صناعة الفخار تشكل النشاط الاقتصادي الثاني لأهل المنطقة بعد الزراعة التي يشتغل فيها ما يقرب من 90 في المئة من السكان”.

ويضيف أن هذه الحرفة وقت الجفاف هي المصدر الأول لعيش السكان، موضحاً أنه “حين نتحدث عن التنمية والسياحة المستدامة يجب دعم هذه العائلات التي ما زالت متمسكة بهذا التقليد، لرفع التهميش والعزلة من جهة، وإعادة الاعتبار لموروث تاريخي كبير من جهة أخرى”.

3 تعليقات
  1. السندباد يقول

    أتذكر أنه عنذما كنا اطفالا في السبعينيات القرن تعاير بالطين و “بشرب اتاي كوب اتاي” أو “بايت تمورت ” غير انه تبين لنا ان الفخار اكثر من ذلك وأن السقل تراث وذاكرة للشعوب المتجدرة والعريقة وأن الاجناس التي ليس لديها “اللعب” عندنا ,لا ذاكرة لها وانها جخيلة على المنطقة في اعتقادي وان او تمورت والذي يعني صاحب البلد أو الارض تصححت المفاهيم وتبينت لنا . فتحية لاهل تمكروت اينما كانوا ,

  2. السندباد يقول

    أتذكر أنه عنذما كنا اطفالا في سبعينيات القرن تعاير بالطين و “بشرب اتاي كوب اتاي” أو “بايت تمورت ” غير انه تبين لنا ان الفخار اكثر من ذلك وأن السقل تراث وذاكرة للشعوب المتجدرة والعريقة وأن الاجناس التي ليس لديها “اللعب” بلغة اهلنا ,لا ذاكرة لها وانها دخيلة على المنطقة في اعتقادي وان “او تمورت” والذي يعني صاحب البلد أو الارض تصححت .هذه المفاهيم صححت مع الزمن وأدركنا مدى الخطا الذي ارتكب في تفسير تلك المفاهيم . فتحية لاهل تمكروت اينما كانوا ,

  3. عنوان خاطىء يقول

    من خلال عنوان هذا المقال كنت اظن ان الجريدة الخليجية ستقول لنا كلاما يغيب عن ادهان غالبية المغاربة والذي يتمثل في اللون الاخضر لفخار زاكورة الفريد من نوعه هذا اللون الذي يربط المغرب بالخليج العربي الذي كان مصدر الاسلام بالنسبة للمغرب ، لكن كلام المقال يبقى كلاما لاعلاقة له بالخليج وهو كلام محلي مائة بالمائة كنت اتمنى ان تكشف للمغاربة والزكوريين خاصة ان بمنطقة زاكورة نفحة علوية(نسبة الى اتباع وعائلة علي بن ابي طالب) لان اللون الاخضر رمز للعلوية واينما وجدت اللون الاخضر فكن على يقين ان الاثر العلوي موجود هناك فنجده في ضريحي المولى ادريس الاول والثاني وبجامعة القروين وبعض الاضرحة والمساجد وكل ما له ارتباط بالعلوية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.