قال السيد لحسن حداد وزير السياحة، أمس الأربعاء بورزازات، إن مدينة ورزازات تتميز بتراثها وزخمها الثقافي المادي واللامادي الذي يمكنها من المساهمة في تنمية السياحة الثقافية في المغرب.
وأبرز السيد حداد، بمناسبة التوقيع على اتفاقية التثمين السياحي لثلاث قصبات بورزازات وزاكورة والرشيدية بغية تنشيط السياحة الثقافية بالمغرب، أن ورزازات خزان كبير للمعمار الفريد من نوعه المعبر عنه بالقصور والقصبات الذي ينبغي تثمينه والحفاظ عليه.
واعتبر وزير السياحة أن القصبات والقصور التي تزخر بها المنطقة لا تضاهى في العالم وذلك من حيث أصالتها وعمقها وتاريخها الطويل، وكذا نوعية البناء وكيفية الاعتناء بها من قبل السكان، داعيا إلى الاهتمام أكثر بالقصبات لأنها تساهم في التنمية المحلية.
وأكد السيد حداد أنه في إطار إستراتيجية 2020 يتم العمل على إعادة تأهيل الموروث الثقافي بالمغرب ليصبح موردا للسياحة ومصدرا للتنشيط الثقافي تلعب فيه القصور والقصبات أهمية كبيرة، مشيرا إلى وجود نحو 300 من القصبات تحتاج أغلبها للتأهيل والتثمين من خلال تضافر جهود المسؤولين المحليين والمنتخبين والجهات المسؤولة.
وأكد الوزير أن المشروع الخاص بتثمين القصبات يأتي في إطار التنمية المستدامة التي يعد سكان المنطقة محورا أساسيا في تحقيقها من خلال التشجيع على استعمال الموارد الأساسية المحلية في البناء من أجل التكيف الطبيعي الذي تجسده القصور والقصبات، مشيرا إلى أن المشاريع الخاصة بهذا المجال تساهم في خلق مناصب الشغل.
وأوضح في هذا السياق أنه سيتم العمل على إعداد 10 مشاريع للتثمين على مدى ثلاث سنوات من خلال تشجيع المبادرات الخاصة وتدعيمها لجعل القصور والقصبات خزانا للتواصل الثقافي، ضمن التنمية السياحية المغربية.
من جهته، أكد السيد صلاح بنيتو عامل إقليم ورزازات أن المدينة تعد عاصمة القصور والقصبات، مبرزا أن اقتصاد مدينة ورزازات يعتمد بشكل كبير على السياحة والسينما وهما عنصران مرتبطان أساسا بالاقتصاد المحلي.
واعتبر السيد بنيتو أن الاتفاقية التي وقعت اليوم ستساهم في التنمية المحلية، مشيرا إلى أنها ستعمل على الرفع من المنتوج السياحي والثقافي المحلي.
من جانبه، أكد السيد عبد الرحمن الادريسي رئيس المجلس البلدي لورزازات على أهمية القصبات على المستوى الاجتماعي والديني، مبرزا أوجه مساهمة القصبات في العمل الاجتماعي والتضامني لساكنتها.
وأضاف أن القصبات تعد آليات اقتصادية مبنية على الفلاحة وتربية المواشي والصناعة التقليدية والعطاء الإنساني ضمن العمل الجماعي والعمل الفردي.
من جانبه، أكد السيد سعيد لفتيت الكاتب العام لصندوق الإيداع والتدبير أن مشروع تثمين القصبات والقصور بالمغرب ينطلق من رؤية طموحة في المجال السياحي تتماشى مع رؤية 2020 السياحية.
وأبرز أن الصندوق انخرط في هذا الورش السياحي من أجل المساهمة في تثمين الموروث الثقافي المشترك لكون المشروع يتضمن أهداف سياحية تروم تنمية المحيط والمحافظة على تراث يتعرض للضياع، مشيرا إلى ضرورة إشراك السكان في هذه المبادرة الطموحة.
أما السيد عماد برقاد رئيس المجلس المديري للشركة المغربية للهندسة السياحية فأبرز أن مشروع التثمين يندرج في إطار تفعيل إستراتيجية 2020، معتبرا أن الاهتمام بالقصبات والقصور سيلعب دورا هاما على المستوى الاقتصادي في المنطقة.
ودعا السيد برقاد إلى اعتماد منهجية تعمل على الحفاظ على القصبات والقصور بغية خلق منتوج سياحي تكون له قيمة مضافة لشريحة تحب استكشاف العادات والثقافة المحلية، مبرزا أن التحدي يكمن في خلق مآوي مثالية تنسجم مع التراث المعماري التاريخي المغربي، وكذا ترميم التراث المعماري بمواد تقليدية محلية.
من جانبه، أبرز السيد يوسف كنون المدير العام لقطب التنمية بشركة “أكوا” وجود إرادة كبيرة من أجل المساهمة في تثمين القصور والقصبات والحفاظ عليها، مقدما لمحة عن المشروع الرامي الى المساهمة في تثمين القصبات والقصور الذي انخرطت فيه الشركة من أجل تحقيق الأهداف الكبرى الخاصة بالمجال السياحي في ارتباطه بالقصبات والقصور.