حكم الإفطار في رمضان للمسافر قبل السفر..3 شروط واضحة

0 552

يقع بعض المسلمين في حيرة من أمرهم بشأن صحة الإفطار في نهار رمضان قبل الخروج من منازلهم للسفر، و مدى مشروعية ذلك وفقا للكتاب و السنة.

رمضان المعظم هو شهر الصيام، القيام و تلاوة القرآن، شهر العتق، الرحمة و الغفران، شهر الصدقات و الإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، و تضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، و ترفع فيه الدرجات، و تغفر فيه السيئات، و يجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات.

فصوم رمضان من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله على كاّفة المسلمين، لذا فمن أدرك الشهر و كان سليماً غير مريض، أو مُقيماً غير مسافرٍ، أصبح الصوم عليه واجباً شرعيّاً، إمّا أداءً و إمّا قضاء.

و يستثنى من ذلك الهرم الكبير الطاعن في السن، و من به مرض مُزمن و شديد لا يشفى منه، فهذان لا يستطيعا صيام رمضان لا قضاءً و لا أداءً.

كيف نستقبل شهر رمضان 2022 ؟ هذا ما عليكم الآن
الصيام شرعاً هو “الإمتناع و  الإمساك بنيَّةٍ عن مُفسدات الصوم و عن جميع المُفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشّمس”، أي أنّ الصوم هو الإمساك عن تناول شيء حِسّي يدخل بطن الشخص في فترة مُعيّنة، و هو من طُلوع الشّمس إلى غروبها.

كما تُعدّ النيّة شرطاً من شروط إستحضار القلب و العزم على تمسّك الشّخص بنيّة الأجر و الثواب؛ ليتميّز العبد بأفعاله بين العادة و العبادة، فيُعتَبر الصوم بذلك طاعةً و تقرُّباً لله تعالى. حكم إفطار المسافر في رمضان.

إتفق أهل العلم على أن للمسافر أن يفطر في رمضان تخفيفاً و رحمة من الله و لو لم تصبه مشقة، على أن يقضي ما أفطـره بعد رمضان لقوله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَيُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.

لكن الفقهاء إختلفوا بشأن الأفضل للمسافر:  هل هو الفطر أو الصوم ؟، إذ رأى الحنابلة في المشهور عنهم أن الفطر أفضل في حق المسافر.

بينما ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية و المالكية و الشافعية إلى أن الصوم أفضل ما دام لا يشق عليه، فإن شقّ عليه أو تضرر به فالفطر أفضل في حقه.

و إستدل الجمهور على أن الصوم أفضل بأمور، بينها قول الله تبارك و تعالى : “وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.

بينما كان دليلهم على أفضلية الفطر لمن شق عليه و هو دليل الحنابلة على أفضلية الفطر و إن لم يشق عليه، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : “ليس من البر الصوم في السفر” (البخاري 1844 مسلم 1115)، لهذا فالراجح هو قول جمهور أهل العلم بأن الصيام أفضل إلا عند المشقة.

و هناك شروط يجب أن تتوفر في السفر من أجل أن يباح الإفطار خلال نهار رمضان فيه و هذه الشروط هي :

– أن يكون السفر طويلاً بحيث تقصر فيه الصلاة.

– ألا يعزم الشخص المسافر أن يقيم في مكان خلال سفره.

– ألا يكون في هذا السفر معصية، حيثُ إنّ الإفطار في السفر رخصة و خفيف على المسافر و لا يستحقها من يعصي في السفر، كأن يكون الشخص قد سافر للسرقة أو قطع الطريق.

من بين التساؤلات التي يكثر البحث عنها في رمضان حكم الإفطار في الشهر الكريم للمسافر قبل السفر، و هل يجوز أن يفطر من الصباح قبل أن يخرج لسفره ؟

و أجاب الفقهاء بأن من أراد السفر في نهار رمضان فليس له أن يفطر إلا أن يخرج من مدينته قبل طلوع الفجر و هو ينوي الإفطار، فإن لم ينو الفطر و أصبح صائماً فليس له أن يفطر ذلك اليوم.

و بناء على ذلك عليه أن يتم صومه في ذلك اليوم، إلا إذا أصابته مشقة في السفر فإنه يفطر و يقضي بعد رمضان، و يفطر ما بعده من أيام سفره إذا شاء و إذا أصبح مسافراً و طلع عليه الفجر خارج البلد جاز له الفطر إن نواه قبل الفجر.

و أجاب الفقهاء عن سؤال : “من بدأ صيامه في الحضر ثم شرع في السفر نهاراً فهل يجوز له أن يفطر ذلك اليوم ؟”، حيث ذهب الجمهور من الحنفية و المالكية و الشافعية إلى أنه “ليس له أن يفطر لكن لا كفارة عليه إن أفطر، بل يكفيه قضاء ذلك اليوم”.

بينما قال الحنابلة : “له أن يفطر و إن بدأ صيامه في الحضر لكن الأفضل أن يستمر في الصيام”.

هذا هو الراجح من أقوال أهل العلم لأن من شرع في السفر داخل في قول الله تعالى : “فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر”، و لا دليل يستثني من بدأ صيامه في الحضر.

و ردا على سؤال : “متى يجوز الإفطار في السفر ؟”، ذهبَ جمهور العلماء إلى أنّ المسافة التي تبيح الإفطار للصائم المسافر هي 48 ميلاً (80 كيلومترا)، و هي ذات المسافة التي تبيح القصر في الصلاة.

و قال الشيخ إبن باز في تقدير السفر : “يقدر بنحو 80 كيلو تقريبا بالنسبة لمن يسير في السيارة، و هكذا الطائرات و في السفن و البواخر، و هذه المسافة أو ما يقاربها تسمى سفراً”.

و تحدث الشيخ رحمه الله عن “مشروعية الفطر للمسافر”، قائلا : “الإفطار في السفر مشروع و رخصة من الله عز وجل، و قد قال الله سبحانه : وَ مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]”.

ليوضح : “كان النبي عليه الصلاة و السلام في أسفاره يصوم و يفطر و هكذا أصحابه يصومون و يفطرون، فمن أفطر فلا بأس و من صام فلا بأس، لذا للمسافر أن يفطر في رمضان و إن صام فلا بأس، لكن إذا شق عليه الصوم فالأفضل الفطر”.

في الختام، أضاف : “إذا كان حر و شدة فالأفضل للمسافر الفطر أخذاً برخصة الله جل و علا، حيث جاء في حديث عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته فإذا إشتد الحر فالسنة الإفطار”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.