درعة “التاريخ المنسي”
على مشارف الصحراء جنوبا نحو واحة مزكيطة شمالا، هناك تقع منطقة درعة، من بين أقدم المناطق التاريخية بالمغرب التي لم تحظ بما يليق من اهتمام الدراسات الخاصة بتاريخ المغرب والمنغرافيات على وجه التخصيص، رغم الزخم الذي تتوفر عليه المنطقة من مخطوطات تاريخية ، ، فمنطقة درعة لا نجدها على قائمة الندوات و اللقاءات التاريخية في الكليات، و منطقة درعة لا نجدها أيضا على قائمة دور النشر ، باستثناء بعض الدراسات التي تعد على رؤوس الأصابع مثل ( كتاب “هكذا تكلمت درعة”، و “منغرافية” أحمد البوزيدي، و الرحلة الدرعية…) و التي نعتقد أنها لم تحط بجميع الجوانب التاريخية للمنطقة، خاصة فترة العصر الوسيط. في ظل هذا الإطار العام نتساءل عن” اسطغرافية” درعة ، و مدى استفادة الطلبة و الباحثين من المخطوطات التاريخية الموجودة بمجموعات الزوايا بالمنطقة؟
تعتبر منطقة درعة من أقدم مراكز الاستيطان البشري نظرا لما توفر لها من ظروف طبيعية ساعدت على الاستقرار، و هي صلة وصل بين بلاد سوس غربا و تافيلالت شرقا و بين افريقيا السوداء و جبال الأطلس و شمالي المغرب ، و هي بؤرة تفاعلت داخلها التيارات الوافدة عبر الصحراء في اتجاه المناطق الشمالية حاملة مشعل الازدهار التجاري خاصة خلال القرن السادس عشر الميلادي.
يتضح إذا أن المنطقة كانت مزدهرة اقتصاديا، وتفاعل فيها الانسان الدرعي، لذلك فهي غنية بمادة مصدرية لم تستغل بعد في إنتاج دراسات تاريخية مركبة ، تحيط بجميع جوانب الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و “الأركيولوجية ” و لهذا الغرض وجب على المسؤولين أساسا فتح نقاش عام لإعادة التفكير في كتابة تاريخ درعة، و الاهتمام به من خلال عقد ندوات و لقاءات فكرية.
أما عن الوثائق، فكتابة التاريخ اليوم أصبحت تعتمد على أكثر من مادة مصدرية، فإلى جانب الدراسات، نجد كتب الرحلات و كتب المناقب والنوازل الفقهية والرسائل السلطانية و المخطوطات و كتب الأخبار و الوثائق المحلية و الرواية الشفوية، و التي نعتقد أنها متوفرة بمنطقة درعة، سواء في الخزانة الناصرية، أو في مجموعات الزوايا (تمسلا القادرية، الصالحية بلكتاوة، سيدي عمرو بترناتة، و غيرها) و نتمنى أن يعاد فتح النقاش و استضافة باحثين لمحاولة رصد أهم التطورات التاريخية لدرعة “المنسية “
جزاكم الله من اجل هذا المقال الذي نحن في امس الحاجة اليه
درعة منطقة غنية ثقافيا و اجتماعيا …. و تعتبر خزان لموروث نفيس …. لكن ما حك جلدك مثل ظفرك … ابناء درعة من باحثين و مثقفين و سياسيين هم من سيقوم ما تم نشره و اعتبارها قلعة للبحث …. فلا تنظر من احد ان يقوم بذلك باستثناء بعض الاجانب من اوروبا ….