دينامية ترسيخ الفعل المدني بأولاد يحي لكرا ير
انسجاما ومقررات النقاشات والخلاصات بين مختلف الفاعلين الجمعويين بجماعة أولاد يحيى لكرا ير، وإيمانا منهم بالدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في ترسيخ وتكريس ثقافة التعاون والتشارك من أجل تنمية الدينامية المجتمعية للجماعة والإقليم، وإعمالا بالحقوق الدستورية والتشريعية للعمل المدني (الحكامة، المساواة، الشفافية، التنمية…). وتفعيلا لها من أجل توحيد وتنسيق جهود الجمعيات والحفاظ على مكتسباتها وتنمية المجال والمحيط الجمعوي بالجماعة، يظم مختلف الجمعيات الممارسة لأنشطتها القانونية داخل المجال الترابي لجماعة أولاد يحيى لكرا ير أطلق عليه اسم “الاتحاد الجمعوي للتنمية والتضامن لأولاد يحي لكرا ير” حيث وقف الجميع على الاختلالات التنظيمية لكل الجمعيات من قبيل التسيير الإداري والتدبير المالي والتشاركي الذي من شأنه أن يعرقل العملية التنموية لهذه الجمعيات.
ومن أجل توطيد أواصر التعاون والتضامن بين مختلف الفاعلين والجمعيات وتنشيط المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفلاحية والسياحية والبيئية والرياضية تأسس هدا الإطار التنظيمي كآلية قانونية تخول لجميع الممارسين الجمعويين والاتحادات المماثلة والجمعيات ذات المجالات المتعددة المساهمة الفعلية في التنمية المحلية. عن طريق وضع خارطة طريق تعمل على خلق أهداف الاتحاد بكل الوسائل التي تشرعنها القوانين والتشريعات المنظمة للعمل الجمعوي. بغية مسايرة الدينامية الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ودلك بالعمل على تطوير وتنمية الكفاءات الجمعوية وخلق تكوين مستمر لأطر الجمعيات هدا الأخير يساعد الجمعيات على إعداد مشاريع وربط قنوات اتصال وتعاون مع شركاء جدد من اجل خلق مشاريع تنموية بالمنطقة.
كما أن الاتحاد يهدف إلى تنشيط مختلف المجالات والتخصصات (اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، بيئية، سياحية رياضية). بطرق مباشرة أو غير مباشرة كليا أو جزئيا بمضمون قانونه الأساسي الذي يخول له مزاولة مهامه انطلاقا من المساهمة في الرفع من تنمية قدرات الفلاحين والمنعشين السياحيين والفاعلين الجمعويين، وتنظيم ندوات ولقاءات ثقافية ورياضية وتثمين جهود الجمعيات العاملة في مختلف المجالات كالتنشيط الثقافي وتطوير الصناعة التقليدية المحلية بجماعة أولاد يحيى لكرار كرافعة اقتصادية تنمي هذا النوع من التراث اليحياوي الدرعي الضارب في عمق التاريخ كفن (أقلال، الركبة…) وغيرها من الفنون الشعبية المحلية التي طالها النسيان أو كاد.
وبما أن الأسرة والطفولة والتعليم من الروافد المجتمعية التي يراهن عليها دوليا في التنمية والتطور، فإن الاتحاد اتخذ على عاتقه وفق الإمكانات المتاحة المساهمة في العناية بالأسرة والطفولة وذلك بتعاون مع الهيئات والمنظمات المهتمة بالموضوع بواسطة (قوافل طبية، حملات تحسيسية و توعوية، أعمال اجتماعية..) تفعيلا للحق في المساواة بين الجنسين ومبدأ التعدد والتنوع الثقافي واللغوي لمكونات المجتمع واستقلالية العمل عن الانتماء السياسي والمذهبي والنقابي. وتشجيعا للمجال التعليمي والمنظومة التعليمية في التنشئة والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان وأهمية دعم التعليم عن طريق خلق أندية موازية تهتم بالفن والمسرح والرسم…وكذا ورشات تكوينية وتاطيرية لفائدة تلميذات وتلاميذ الجماعة وتقويم المرد ودية والتحكم المعرفي بواسطة حصص ودروس الدعم والتقوية بشراكة مع المؤسسات التعليمية بمختلف تراب جماعة أولاد يحيى لكرا ير.
وهكذا يمكن القول أن الفاعل الجمعوي اليحياوي استطاع الخروج من دائرة الانتظارية والاتكالية والانطوائية ضاربا بذلك عرض الحائط بكل الأساليب الهشة التي ترسبت في أغوار خطاباته ردحا من الزمن، فطالته لمدة سماها المهتمون والفاعلون الجمعويون بمرحلة تشخيص واقع الفعل المدني بالجماعة، فظهر بذلك خطاب تنموي- ثقافي بعيد كل البعد عن الانتماءات السياسية والمذهبية بغرض دعم العمل المشترك للتنمية الديمقراطية والمؤسساتية والحقوق الإنسانية والعدالة الاجتماعية لبناء مجتمع حداثي ديمقراطي كفيل بخدمة بلده عامة ومنطقة اولاد يحيى خاصة.