رحمك الله يا بوكماخ

0 678

إن المتأمل في مجتمعنا يجده مجتمعا تطفو على سطحه مجموعة من الظواهر المشينة التي تدل على مرضه و من بين هذه الظواهر : انتشار الإجرام ، و الانتحار ، و الأمهات العازبات ، و التخلي عن الآباء و الأمهات في دور العجزة أنتشار التعاطي للمخدرات في أوساط التلاميذ و التلميذات و تعنيف النساء في الشارع العام ، و الجهر بالرذيلة (المثليين) و ظاهرة التشرميل وووو 
و ما البرامج التي يبثها إعلامنا و تلقى أكثر مشاهدة على قنواتنا العمومية دليل واضح على مرض مجتمعنا و أنه في حاجة إلى عملية جراحة مستعصية : ها أمي لحنينة أها با لحنين أها مختفون أ ها قصة الناس ها أخطر المجرمين … 
السؤال الذي يطرح نفسه ما سبب هذه الأمراض كلها ؟ 
الأكيد أن هذه الأمراض كانت في العقود القليلة الماضية بنسبة قليلة و كانت وصمة عار تلاحق مرتكبها لكن اليوم صارت منتشرة و بشكل واضح و جلي و الأَمرُّ من ذلك صار التباهي بارتكابها ، و ما ذلك إلا نتيجة للتخلف الذي تعرفه منظومتنا التعليمية التعلمية لأن أساس بناء الإنسان بعد الأسرة هو  المدرسة ثم الجامعة، فأين مدارسنا وجامعاتنا من إعداد جيل من المثقفين الذين سيغيرون ؟ أين مناهج الدراسة التي يمكن ان تصنع علماء المستقبل؟ أين جامعاتنا التي يمكن أن تؤهل الشباب لإكمال دراساتهم في الجامعات العالمية؟ 

هل أريد لواقعنا التعليمي أن يعيش هكذا مع سبق الإصرار و الترصد ؟ أم سوء التخطيط ؟و الاعتماد على الارتجالية في مجال حساس؟ الأكيد أن  إفراغ مناهجنا التربوية من القيم و المبادئ الإسلامية و ذلك بتقليص عدد ساعات التربية الإسلامية في المدارس العمومية ،  بحيث أن المؤسسات التعليمية أصبحت تعلم و لا تربي،  و تم  تكبيل الأستاذ بمقرر طويل عريض حتى لا يكون همه الوحيد إلا إتمامه بغض النظر عن محتواه, و الأدهى و الأمر الهجمة الشرسة التي تشنها مختلف مكونات المجتمع ضده و انتظار ادنى هفوة منه لتمريغ جبهته في التراب حتى اصبح الأستاذ حبل غسيل تنشر عليه جميع أوساخ المجتمع و كل نقائص المنظومة التربوية ، فهو المتهم الأول و الأخير بذنب لم يقترفه حتى صار الأستاذ يؤدي مهمته داخل الفصل و لا يكترث لما يقوم به تلامذته أو ما يرتدونه من ملابس فاضحة و تسريحات لا علاقة لها بالواقع كل ذلك كان له وقع وخيم على المغرب و المغاربة و  أدى إلى تراجع دور المدرسة و المدرس إضافة إلى غياب دور الأسرة و انكباب الآباء على الأمور الدنيوية و السعي وراء المال و البنيان و ترك الأبناء و الشباب بين مخالب الذئاب البشرية في العالم الافتراضي و السقوط في أحضانهم و تركهم للشارع كي يربيهم و تربية الشارع معلوم نتيجتها قَبْلُ و هذا ما أوصل مجتمعنا إلى ما هو فيه اليوم من أمراض لا أمل في شفائها ، و هذه الأمراض لم يكن يعرفها في زمانهم الجيل الذي تعلم على يد معلم المغاربة “بوكماخ” بل كانت من سابع المستحيلات أن تصدر من ذلك الجيل الذهبي الذي تشبع بقيم و مبادئ للأسف تغيب في مقرراتنا و مناهجنا اليوم . 
رحمك الله يا بوكماخ

Iqraa

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.