شكرا لكم!
هاأنتم أيها البواسل تجندتم ككل مرة تحاصرنا فيها الثلوج من فصل الشتاء و جئتم دون أن نطلب منكم ذلك، بسياراتكم وأجهزتكم المتطورة كي تمنحونا قنينة زيت من الحجم الكبير وملاية تتماشى وفقرنا.
شكرا لكم. فنحن لسنا بحاجة إلى ملايات من النوع الرفيع حتى لا ننافسكم في الهمة والهبة. هبتكم.
شكرا لكم، أيها العساكر الشجعان، توزعون المأوونة علينا بنظام و انتظام، وتحرصون على تنفيذ التعليمات بكل عزم وحزم. لكل عائلة منا قفتها وملايتها، رغم أننا عددنا كبير جدا، إلا أننا سنتقاسم ذلك ولو سد جوعنا ليوم واحد.
شكرا لكم، الزي العسكري يليق بكم وإنا نعلم أن سياسينا لن يستطيعوا فعل ما فعلتم، و عاجزين عن زيارتنا. وإن من انتخبناهم فروا إلى العاصمة، وإن الحكومة نائمة لما يزيد عن ثلاث أشهر. شكرا أيها العساكر، نعلم أنكم أنتم الحكم والحكم فطوبى لنا بكم .
شكرا لفصل الشتاء الذي يملأ أزقتنا بياضا، و يكسو منازلنا بالبياض. شكرا له، لأنه بفضله نرى وجوهنا على شاشة التلفاز، نرانا نرتجف من البرد قدام الكاميرات، نرتدي جلالب ورثناها عن الأجداد ، وجوارب من صنع الجدات والأمهات. ويرى قريتنا الصغيرة آلاف العيون من شتى المدن المحلية والدولية. يروا بعيونهم الكبيرة والصغيرة، عساكر يوزعون علينا القنينات والقوالب.
إنا نتساءل دائما نحن المنسيون هنا، في هذه الأوكار، نحن المغتربون في وطن نخاله أوطان، في وطن فيه المواطن اثنان. لم يا ترى تأخذون صورا لنا، و تحفظونا بضع كلمات حتى يبدو خطابنا على الشاشة بديع الألوان؟
لم مكتوب علينا أن يصبح بؤسنا بؤسان؟
ننتظم في صفوف طويلة، أطفال، نساء ورجال، حتى يتفرج علينا العالم، يرى بؤسنا وكأن كل ما نحتاجه هو ملاية وقالب سكر وقنينة زيت،ثم يودعونا على إيقاع التصفيقات ونعود أدراجنا إلى ملاجئنا الأزلية، فلا تعليم، ولا شغل، ولا طرق، ولا تدفئة ولا بنيان.
أليس حري بكم أن تتصدقوا علينا بما تمنحونا سرا حتى يكتب لكم الأجر عند الرحيم الرحمان.
ألا تبالغون أيها السادة الشجعان؟ نعلم أنكم العظماء والحكماء رغما عن الكل، وأنكم ترعوننا منذ زمان.
لكن دعونا نقول لكم، أليس من حقنا أن ننال حقنا من أرضنا؟ أليس من حقنا أن نتعلم وأن ننعم بالسلام، أن نتوفر على بنيات تحتية تليق بالمكان والزمان؟ أليس من حق أبنائنا أن يبتسموا ويلعبوا ويأكلوا حقهم من السمك الذي يصدر بالأطنان ؟
مللنا التصفيق و استهلاك حبوب النسيان. في السنة المقبلة نريد مدرسة عوض ملاية نعلم فيها أطفالنا مباديء حقوق الإنسان.
Tbarkellah 3liik, kalaaam f ssamim