عداوة الماء لمدينة زاكورة متى تنتهي

  يعرف الفيزيائيون الماء بأنه مركب كيمائي مكون من ذرتي هيدروجين وذرة من الاكسيجين ، والماء هو رمز الحياة ورمز البقاء ، ولا يمكن تصور وجود أي كائن فوق هذه المعمورة بدون وجود الماء ، فالماء يساوي الحياة ، ولا أذل على ذلك ما ورد في القران الكريم في قول الحق سبحانه “وجعلنا من كل شيء حي “سورة الانبياء 30.

لا يهمنا في هذا الموضوع ماهو الماء ولا لونه ولا حتى أشكاله ،ولكن ما يهمنا هو معاناة سكاننا مع الماء ، فمدينة زاكورة تعرف معاناة من نوع خاص مع هذه المادة الحيوية لا لشيء إلا لقساوة الظروف المناخية ، حيث نسجل معاناة حقيقية لسكان ندفع ثمنها كل يوم ، وقد كان من نتائج هذه المعاناة أن ارتفعت نسبة الهجرة من زاكورة نحو مدن أخرى ،هذا مع العلم أن مختلف الانشطة التي يزاولها السكان هناك لها ارتباط وثيق بالماء .

توجد طرق عديدة للحصول أو للحفاظ على الماء ، وكل هذه الطرق استعملها السكان من بئر ، مطفية ، لعوينة …إلا أن كل هذه لاتعد كافية ولا حتى ناجعة في سد بعض حاجيات السكان ،وفي نقاش بدون موعد في إحدى سيارات الأجرة نحو احدى الدواوير ، قال أحد الشيوخ إن السد الموجود بورزازت والذي يمدنا بالماء يبين على أننا ليس لنا مخططين ولا حتى مهتمين بقضايانا ، إن مايجب ان يفكر فيه مسؤولينا هو بناء سد بهذه المدينة ، يضيف هذا الرجل أن نسبة الثلث من المياه القادمة من سد ورزازات تضيع فقط في طريقها نحو مدينة زاكورة ذلك اننا نبتعد عن ورزازات بأكثر من مئة كيلومتر ،على وقع هذه الكلمات أنهى هذا الرجل كلامه وعلامة الحسرة بادية على وجهه “أودي خلينا ساكتين خلينا صابرين حتى إدي مول الأمانة أمانتوا “.

متى ينتهي هذا الصبر ، متى تنتهي هذه المعاناة ، متى يعود السكان الذين هاجروا نحو مدن اخرى الى أرضهم ومسقط رأسهم ،متى نرى مدينة زاكورة مدينة خضراء، متى نرى الاشجار تعود الى الحياة الى طبيعتها التي سرقتها منها قساواة الظروف ،كل هذه الاسئلة لن تتحقق إلا بتحقق جواب لهذا السؤال الاخير ، متى تنتهي عداوة الماء لمدينة زاكورة ؟

أحمد ناني