قسوة الأمطار ..أرحم من قسوة الفساد

1 444

في أخر رقعة من هذا الوطن الحبيب تقع مدينة زاكورة تلك الأرض الفسيحة الرائعة بروعة سكانها، فبعد سنين عجاف عرفتها المنطقة بسبب إنعدام التساقطات المطرية حيث تحولت إلى أرض جافة يصعب العيش بها مما أدى بمجموعة من سكانها إلى هجرة داخلية نحو المدن الكبرى كالبيضاء ومراكش… فلم يبقى سوى من تحمل ويلات العيش هنا تحت أدنى مستويات العيش الكريم لا ماء لا كهرباء لا صحة.. وبعدما رفعت هذه الساكنة رؤوسها إلى السماء شاحبة تنتظر أولى قطرات الغيت، فهاهي السماء قد لبت النداء فتهاطلت أمطار الخير حيث رسمت علامات الفرح والبهجة على وجه الإنسان الدرعي البسيط، فما أجمل درعة حينما يسقط المطر ويغسل نخيلها فتتحول إلى جنة تسر الناظرين، لكن هذه الطبيعة بجمالها تخبرنا بأن أمرا ما لم ولن تجعل الفرح يكتمل فستتحول الأمطار التي كانت مجمل دعوات الناس في أيامهم (الله يغيثنا…) ستتحول إلى كابوس يهدد حياتهم أمام هدا الوضع يتبادر إلى هذا الإنسان البسيط رغبة قوية في تساقط المطر والخوف من قسوتها، هذه الأخيرة رغم قساوتها فهي أرحم من قسوة فساد مسؤولينا وزيف شعارات الخطاب الرسمي من تنمية مستدامة وتنمية بشرية وفك العزلة عن المناطق النائية… هذه القساوة كشفت حقيقة بنياتنا التحتية من قناطر وطرق التي صرفت عليها الملايير من جيوب أبناء الشعب غير أنها تحولت بعد ساعات من الأمطار الغزيرة إلى فقعات صابون سرعان ما انفجرت أمام السيول الجارفة، فشكرا لك أيتها الأمطار لأنك كشفتي كل تلك المساحيق التي يضعها مسؤولينا عن واقع المنطقة بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة وأظهرت لنا ذاك الوجه القبيح المثير لاشمئزاز والذي يظهر واقع الفساد الذي أنهك البلاد والعباد فبعد كل كارثة تعصف بالإقليم لم يبقى لنا سوى جملة وحيدة ننشدها، كل شئ يبكي فيك يا وطني، فبعد صيف حار انعدمت فيه مياه الشرب كان سد المنصور الذهبي ممتلئ بالمياه لكن القائمين على تدبر السد تعمدوا حجز المياه بالسد لسقي فيلات البذخ وملى مسابح الخمس النجوم وملعب الغولف بورزازات أما سكان المنطقة فهم دائما يراقبون صنابيرهم علها تسقط قطرات من الماء المالح، فبعد هذه التساقطات الأخيرة امتلئ السد عن أخره فثم تصريف جزء مهم من مياه السد في وادي درعة مخافة انفجاره الشئ الذي حول المنطقة إلى جحيم فالوادي جرف أغلب الحقول والمنازل الطينية وعزل الدواوير وخلف وراءه أزيد من أربعة ضحايا من بينهم طفلين لا يتجاوز عمرهما خمس سنوات بعد إنهيار منزل عائلتهم التي أصبحت مشردة، كما جرف الوادي القناطر والطرق المحتشدة بالفراغ لتصاب الساكنة بالهلع والرعب، فكأنه قدر على ساكنة الجنوب الشرقي أن تعيش الأحزان والمآسي فالجراح التي خلفتها فاجعة الحوز وقتل كل من رقية العبدلاوي ورفيقنا نورالدين عبد الوهاب لم تنمل بعد، فنفس السيناريو يتكرر دائما إذ دخلت إلى مستشفى فلن تجد إلا الهشاشة والتحقير وإذا تحدث عن التعليم فالأكيد فتجد الاسم فقط،…فالفساد نخر جسدك يا وطني ولكن أبناؤك لازالوا ينتظرون ربيعك الصافي المضيء ومتوعدين مفسديك بالخريف، فكما قالها الشاعر أحمد مطر ” نحن الوطن ومن وراءنا يبقى الثراب والعفن”

تعليق 1
  1. abdo يقول

    Walam ajid l’Arabie f pc. Ma3a kop asaf hhhh lmohim ta7ya 3alya 3olowa jibali rif imtidadan bil7awz lidakira chohadae Zamora il a a7ad rijalat mosta9baliha. 3omar achkoro laka laftataka résida liwa93i tabi3ati lmarir ba3da 4arflati rabbins 3an insafiha ….. Hilal

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.