قصص عن معاناة الإنسان المغربي الذي يربي الأمل للكاتب “عبدالعزيز بلفقير”

2 666

عن “مطبعة تملي”، صدرت حديثا، مجموعة قصصية بعنوان “الأرض البعيدة”، للكاتب والقاص المغربي عبدالعزيز بلفقير، وقد قدم لهذا العمل الأديب كريم بلاد.

وتتميز المجموعة بالحضور اللافت لثيمة الوجع في معظم تجلياته: وجع الأرض، وجع الذات، وجع الإنسانية قاطبة. كما يبدو العنوان مهما ودلالاته تبرز في الدراسات النقدية، خصوصا عند جيرار جنات الذي يعتبره بمثابة النص الموازي، كما أن “الأرض البعيدة” هي مجموعة قصصية فريدة لأنها تخاطب الذاكرة الجماعية. والجديد في العمل هو أن العنوان في المجموعة يمكن أن يكون عنوانا لأيّ قصة داخل المجموعة، إضافة إلى طريقة السرد ولعبة الإيهام بالواقعية.

وقصص المجموعة لها بعد تاريخي من خلال محاربة المستعمر من قبل إنسان الجنوب الشرقي، الذي دافع باستماتة عن أرضه وأرض أجداده، كما أنها تحمل هموم الإنسان، من خلال الصراع الطبقي بين من يملك المال ومن لا يملك شيئا. ناهيك عن دور المكان في تطوير الأحداث وتحريك الشخصيات، كما أن المجموعة جاءت بلغة سلسة وسهلة تستطيع مخاطبة القراء قاطبة على اختلافهم.عبدالعزيز بلفقير

تبقي حكايات المعاناة التي يعيشها الإنسان المغربي وحياة الفقر السمة الطاغية على هذه المجموعة، وهي محاولة لرصد المظاهر التي تكرّس هذه القسوة والبحث عن بدائل للخروج من محنة الحياة. إن “الأرض البعيدة”، تأتي في إطار من التراجيدية الموغلة في نقل الأحاسيس والمشاعر التي ازدادت ثقلا مع مرور الأيام والسنوات ولاشيء في الأفق قد يضيء نور العتمة.

جاءت على ظهر الغلاف، كلمات للأديب كريم بلاد “ما أنا إلا مار، بين سطور النص، أقفز من سطر إلى الذي يليه، هي سطور قضبان حديدية تشكّل سجنا، تحكم انغلاقها على شخصيات من واقع الوطن، تلك التي تعاني من الفقر والحرمان والجهل والأمية، وتناضل من أجل لقمة العيش، تبحث عن الخبز الحافي، وتقاتل من أجل الماء، تربي العنزات والأمل، وتراقب السماء التي تبخل في أحايين كثيرة بالمطر، تثق بالوعود الكاذبة، وتبني عليها آمالها، ليس في أشياء ثمينة بل فقط في عيش كريم، يضمن حقوقها المسلوبة الضائعة كأنها أحجار الوادي يراكمها السيل ويحملها بعيدا عن مواطن انقذافها، حيث كانت ولادتها”.

جدير بالذكر أن هذه المجموعة هي الأولى التي تصدر للكاتب عبدالعزيز بلفقير، وهو من مواليد مدينة زاكورة سنة 1988، حاصل على الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر بأكادير سنة 2011. وحاليا أستاذ للتعليم الثانوي بتافنكولت نيابة تارودنت منذ 2013. نشرت له مجموعة من المقالات النقدية والنصوص السردية بمجموعة من الجرائد المحلية والمشرقية منذ سنة 2009.

2 تعليقات
  1. عمر بلمين يقول

    شكرا جزيلا لكاتبنا المرموق , على اهتمامه بالساكنة الطيبة النبيلة في معاملتها و اخلاقها, لكنها محرومة من ابسط حقوقها (الحربة الحقيقية و الفعلية)

  2. عمر بلمين يقول

    شكرا جزيلا لكاتبنا المرموق , على اهتمامه بالساكنة الطيبة النبيلة في معاملتها و اخلاقها, لكنها محرومة من ابسط حقوقها (الحرية الحقيقية و الفعلية)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.