كرامة الأُستاذ أوّلاً
يعاني رجال التعليم في الاونة الاخيرة من حملة شرسة وممنهجة من طرف جهات مختلفة حيث أصبح الاستاذ ذاك الحائط القصير الذي تسلط عليه كل الاقلام والأضواء ففي الوقت الذي كانت تنتظر فيه هده الفئة العريضة الالتفات إلى مطالبها ووضعيتها المتأزمة والعمل على توفير أجواء مناسبة للاشتغال وإصلاح مايمكن إصلاحه من منظومة تعليمية تستنجد هياكلها إلا أنه وعلى العكس من دلك فقد أصبحت كرامة الاستاد أخر شيء يفكر فيه وكل من هب ودب يتجرأ عليه بتعليقاته إما ساخرا أو مازحا … وأكثر من دلك هو انتشار الجمعيات المدافعة عن كرامة التلميذ والتي سرعان ما تتحرك عند سماع أول خبر يتحدث عنه وتغيب عندما يهان من هو أكبر منه سنا وعلما وهو من قال فيه الشاعر أيضا : قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا .
لكن في هدا الواقع أصبح التلميذ هو من يبجل ويعظم على حساب من يفني حياته في مهنة لا يعرف قيمتها إلا العلماء وصعوبتها إلا من يمارسها صباح مساء بكل أمانة وإخلاص .غير أنه يتعرض لكل أنواع العنف والأمثلة كثيرة جدا في هدا الصدد لا داعي لذكرها فالصغير والكبير يعرفها.
أصبح رجال التعليم اليوم في حاجة ماسة إلى إعادة الاعتبار لهم وتحسين أوضاعهم المادية التي تعتبر من الضروريات في الحياة وتوفير جو مناسب للعمل سواء للمتعلم والمدرس وإشراكه في أي إصلاح للمنظومة التعليمية وبعد دلك يمكن محاسبته و تحميله مسؤولية نتائج المتعلم .
شتان بين معلمي اليوم و المعلم الحقيقي