تعيد مجموعة من الأعمال الفنية بعض الممثلين الذين غابوا عن شاشات التلفزيون ودور العرض لسنوات، على الرغم من تحقيقهم شهرة كبيرة في التسعينات وبداية الألفية من خلال الشخصيات التي قدموها، مما جعل أسماءهم تتألق لفترة ثم تختفي لتصبح ضمن الأسماء التي طالها الإقصاء.
وقد أسند المخرج هشام العسري أحد الأدوار في مسلسله “منال” إلى الممثل إدريس كريمي، المعروف بلقب “عمّي إدريس”، ليطل على جمهوره من جديد بعد غياب طويل. يروي هذا العمل قصة امرأة تنتحل شخصية رجل لأغراض خاصة، باستخدام تقنية “التزييف العميق” لتغيير الوجوه، ويرصد أيضًا تطور التكنولوجيا في المغرب الحديث.
وفيما يخص تغييب العديد من الرواد عن شاشات التلفزيون، صرح “عمّي إدريس” في حوار سابق له بأن “هناك تهميشًا يطال العديد من الرواد مع بعض الاستثناءات القليلة، حيث نرى بين الفينة والأخرى ثلاثة أو أربعة من الرواد المحترمين الذين يتم الالتفات إليهم”.
وقد استغرب إدريس من الاستعانة بممثلين شباب لتجسيد أدوار المسنين، حيث يتم تقديمهم بتجاعيد وزرع شيب في رؤوسهم، في الوقت الذي يمكن فيه الاعتماد على رواد معروفين مثل سعاد صابر وصلاح الدين بنموسى، والذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة.
كما سيشارك الممثل عبد الحق الزروالي في المسلسل التلفزيوني “دمليج زهيرو” للمخرج حسن بنجلون، الذي ينتمي إلى خانة الأفلام التاريخية، ويُنتظر عرضه ضمن البرمجة الجديدة للقناة الثانية، بعد غيابه عن الشاشات لفترة طويلة. وعبر الزروالي، عن سعادته بالمشاركة في هذا الفيلم، الذي أتاح له تجربة جديدة بعد انقطاعه عن التلفزيون، مما سمح له بالخروج من قوقعة المسرح الفردي.
وتدور أحداث الفيلم المستوحاة من قصيدة “دمليج زهيرو” حول فن الملحون، مع تناول مواضيع مختلفة، كما تُصوّر طريقة العيش في فترة سابقة بدون الهواتف النقالة وأدوات التكنولوجيا الحديثة، مع تسليط الضوء على الجوانب السلبية لذلك العصر.
أما مسلسل “رحلة العمر”، فقد أعاد مليكة العماري ومصطفى الزعري إلى الأضواء بعد غيابهما، حيث اختارت المخرجة لميس خيرات إعادتهما بعد سنوات من الفراق. وأعرب الزعري عن سعادته بالعودة إلى شاشة التلفزيون بعد انقطاع طويل، مُعربًا عن طموحه لتجسيد دور جديد ومختلف. وقد أوضح الزعري في إحدى حلقات برنامج “نجوم في الظل” على قناة “مدار21” أن غيابه عن الشاشة لم يكن خيارًا، بل كان نتيجة طبيعية لمسيرة أي فنان.