إحتفل آلاف المسلمين، الأربعاء 10 أبربل الجاري، بأول أيام عيد الفطر في موسكو، إيذانا بإنتهاء شهر رمضان المبارك.
و منذ الفجر، توافد المصلون على المساجد الرئيسية في العاصمة الروسية و الأماكن المخصصة لإقامة صلاة العيد.
و شهد مسجد موسكو الجامع، أحد أكبر الصروح الدينية الإسلامية في العاصمة، تدفق حشود غفيرة، كما تجسد من خلال بث صلاة العيد على قناة التلفزيون الروسية “روسيا 1″، و التي أظهرت عددا هائلا من المصلين في الشارع بالقرب من المسجد.
و بحسب تقديرات الإدارة الروحية لمسلمي روسيا، فقد أدى زهاء 180 ألف مصل صلاة عيد الفطر في مختلف المساجد و أماكن الصلاة التي أقيمت على مستوى العاصمة، بدعم من السلطات في موسكو.
و أوضحت المنظمة الدينية أنه “في موسكو، أدى ما بين 160 ألفا إلى 180 ألفا صلاة العيد، بما في ذلك نحو 80 ألف شخص في مسجد موسكو الجامع”.
و هنأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مواطنيه من المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك، المسمى “أورازا بيرم” في روسيا، مشيدا بالمساهمة “البناءة” للمنظمات الإسلامية.
و كتب في رسالة نشرت، الأربعاء 10 أبريل الجاري، على موقع الإدارة الروحية لمسلمي روسيا و عدد من الهيئات الدينية، بما في ذلك المجلس الروسي للإفتاء، أن “المنظمات الإسلامية تشارك بشكل بناء في حياة البلاد، في تنفيذ المبادرات الوطنية و التعليمية و الخيرية المطلوبة، و تتعاون بشكل مثمر مع الدولة و الهياكل العمومية”.
و أوضح أن هذه المنظمات تساهم بشكل كبير في “تعزيز تماسك شعبنا و الحفاظ على الوئام بين مختلف الإثنيات”.
و خيم على الإحتفال بعيد الفطر هذا العام الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 مارس داخل قاعة العروض “كروكوس سيتي هال” بالقرب من موسكو، و أدى إلى مقتل 144 شخصا و إصابة المئات، وفقا لآخر تقرير صادر عن السلطات الروسية.
و في خطبته بمسجد موسكو الجامع، ركز رئيس الإدارة الروحية لمسلمي روسيا، المفتي الشيخ رافيل جينوتدين، على “المعاناة” التي تسبب فيها مرتكبو الهجوم.
و قال رجل الدين، الذي يرأس أيضا مجلس الإفتاء الروسي : “في شهر رمضان المبارك، تلقينا جميعا، نحن الروس و العالم أجمع، ضربة موجعة في القلب، جراء هجوم إرهابي إرتكبه أشخاص لا يمون للبشر بصلة، و الذين حادوا عن أمر الله القاضي بتحريم القتل”.
و بحسبه، فإن منفذي هذا الهجوم، الذين أطلقوا النار على مدنيين عزل من جنسيات و أديان مختلفة، “أظهروا صبغتهم الحقيقية”.
و يعد الإسلام ثاني أكبر دين في روسيا بعد الأرثوذكسية. و وفقا لتقديرات مختلفة، يوجد في البلاد ما يقرب من 25 مليون مسلم و هم الأغلبية في سبع مناطق، و هي إنغوشيا (98 في المائة)، الشيشان (96 في المائة)، داغستان (94 في المائة)، کاباردینو-بالکاریا (70 في المائة)، قراتشاي-شركيسيا (63 في المائة)، باشكيريا (63 في المائة) و تتارستان (54 في المائة).
وكالات