مقالة تحت عنوان: سحب السفير و الاستهتار بالوحدة العربية الإسلامية ‏

0 467

بسحب السعودية و الإمارات والبحرين لسفرائهم من دولة قطر الخليجية و اتهامها بمساندة “الإعلام المعادي” تتضح الصورة أكثر فأكثر ,بعد صمت و سبات طويل لهذه الدول الثلاث, منذ تفجر الربيع العربي ,فتجليات الأزمة السورية و المصرية على الدول الخليجية لازالت تلقي بظلالها على العلاقات بين هذه الدول و بين مختلف الدول العربية الإسلامية بما فيها تركيا أيضا.

و لكن ما المقصود بعبارة “دعم الإعلام المعادي”؟؟

تحمل هذه العبارات عدة دلالات, فمن جهة يمكن تفسير ذلك بالتقرب لإيران على إثر تبادل الزيارات الأخيرة بينها و قطر و التي قام بها تميم بن حمد ,مع العلم أن بين الدولة الفارسية و الدول الخليجية عدة خصومات و فوارق سواء في السياسة أو المذهب أو التاريخ ,و قد يفهم هذا أيضا باتهام قطر بدعم تفكك وحدة الدول الخليجية أو دعم الثورات فيها خصوصا دعم مكون الإخوان المسلمين فيها المعادي للحكام الخليجيين ,وطريقة تسييرهم للحكم,عبر قنوات شبكة الجزيرة و بالتالي اعتبار ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لها.

قطر و لبنة مجلس التعاون الخليجي:

مع تفكك مجلس التعاون الخليجي تكون الأمة العربية الإسلامية بدأت تفقد أهم رابط من روابط الإتحاد,لا قدر الله,فخطوة سحب السفير من طرف هذه الدول الثلاث المعروفة بعدائها و إجهاضها للربيع العربي,غير مدروسة تماما, فدولة قطر غير محتاجة أصلا لموارد خارجية أو قروض مثل مصر بل على العكس مجلس التعاون الخليجي هو المحتاج لدعم قطر التي ابتلعت مختلف المشاريع العالمية سواء من خلال إعلامها الكاسر أو إحكام قبضتها على تنظيم كأس العالم ببلدها الصغير,زيادة على توفرها على أكاديميات عظمى في مجال الرياضة كأكاديمية سباير الدولية.

و لا يتناسى دور قطر في دعم محور المقاومة الفلسطينية و فك الحصار عن غزة إلا جاهل أو حاقد , و لنكن صريحين حقا و نتساءل ماذا قدمت الإمارات خصوصا و البحرين لفلسطين, القضية المحورية للأمة العربية الإسلامية,فإن هاتين الدولتين لم يقدما سوى التجسس لصالح الكيان الصهيوني و ذلك بشهادة العديد من الإعلاميين العرب و الغيورين على القضايا العربية الإسلامية.

أما العربية السعودية,فقد ذهبت نخوتها سنين مضت مع رحيل فيصل, الذي قطع النفط على الغرب على إثر محاولة حرق المسجد الأقصى,عندما كان لايزال لدى الحكام العرب ذرة إيمان بالله و غيرة على الدين الإسلامي الحنيف ,وصية الله عز و جل لمحمد صلى الله عليه و سلم التي ضيعناها و فرطنا فيها,, أما الآن فصارت و للأسف الشديد, العربية السعودية مطية للولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مخططات العم سام اليهودي في جزيرة العرب ,و لاستعباد العرب و المسلمين , كل ذلك و بمساندة واضحة و متجلية لمشاريع الأمريكيين في المنطقة و كذلك مساندة الانقلاب العسكري في مصر و أيضا التدخل في الصراعات بين الفرقاء السوريين و زرع التفرقة بينهم على أسس دقيقة شرعية ,حتى لا ينتصروا على الظلم, بدل محاولة الصلح بينهم كي يتحدوا ضد الطاغية بشار الأسد البائد.

إن الربيع العربي لم ينتهي بعد و لكن إنما هو قد بدا لحينه,و قد يطول عقودا من الزمن و يذهب بعروش أخرى مهما يكون تصلبها, و يذهب كذلك باتحادات و منظمات ,و قد تكون الوحدة العربية الإسلامية أولى ضحاياه و لربما يفرز لنا فيما بعد وحدة أخرى تكون عربية إسلامية شمولية و لكن تكون صلبة و محترمة لمبادئ الأمة و ليس كهذه الوحدة المغشوشة و التي إنما بنيت على باطل, فقد قال تعالى:

“أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” سورة التوبة أية 109.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.