ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان بين المزايا و إنعكاسات السلوكيات الخاطئة

0 219

لا أحد يجادل في كون ممارسة الرياضة جد مفيدة بالنسبة للإنسان و خاصة بعض الأصناف كالجري و ركوب الدراجة و المشي، مع الإلتزام بالمعايير الصحية المعمول بها و على الأخص في شهر رمضان.

و مع بداية شهر رمضان من كل سنة يطرح إختيار عدد من الصائمين ممارسة هواياتهم سواء في الجري أو خوض مباريات في كرة القدم أو ركوب الدراجة قبيل موعد الإفطار، إشكالية تأثير الصوم على الممارسة الرياضية.

و لئن كان للنشاط البدني في الشهر الفضيل فوائد كثيرة، فإنه ينطوي على بعض المخاطر بسبب السلوكيات الخاطئة أثناء الممارسة، و لعل أكثرها شيوعا الإصابة بالإجتفاف و الهبوط الحاد في نسبة السكر في الدم، ما يعرض الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان ببما فيها القلب و الكلى إلى أضرار كبيرة.

لذلك يجمع الأخصائيون و خبراء الرياضة على ضرورة إحترام ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، حتى تكون مفيدة للجسم و ليس العكس، قواعد معينة إعتبارا لطبيعة الرياضة التي يتم ممارستها و المستوى الرياضي لكل شخص (هاوي أو محترف).

كما يجب أن تأخذ الممارسة الرياضية في شهر رمضان بعين الإعتبار تراجع الأداء البدني، و بالتالي يجب تكييف البرامج الرياضية وفقا لذلك. فضلا عن ذلك ينبغي أن يكون الجهد البدني متوسطا و أن لا يتجاوز عدد الحصص الرياضية حصتين أو ثلاث حصص على الأكثر في الأسبوع.

و في هذا الصدد، أكد الدكتور زكرياء بنعمر فارس، رئيس الأكاديمية المغربية للمرافقة الذهنية و الرياضية، أنه خلال رمضان تثير ممارسة الرياضة في كثير من الأحيان أسئلة و نقاشات حول الأهمية و الفوائد و السلبيات و السلوك الذي يجب إتباعه للتوفيق بين ممارسة النشاط البدني و الصيام.

و قال الدكتور بنعمر فارس، في تصريح للصحافة، أن ممارسة الرياضة خلال رمضان تنطوي على عدة مزايا منها المساهمة في الحفاظ على اللياقة البدنية و تجنب فقدان الكتلة العضلية خلال الصيام، كما تساعد في التقليل من التوتر و الحفاظ على التوازن النفسي.

لكنه يضيف أنه يمكن أن يكون لممارسة الرياضة بشكل غير لائق أثناء الصيام آثار سلبية على الصحة، و منها إنخفاض مستوى الطاقة مما يمكن أن يؤثر على الأداء الرياضي خاصة في حالات الإجتفاف و الإرهاق.

و شدد، في السياق ذاته، على أن الصيام و ممارسة التمارين الرياضية المكثفة يؤدي إلى إرهاق زائد و يضع ضغطا شديدا على الجسم، خاصة عندما يحرم من الطعام و الماء لفترات طويلة أثناء النهار.

لذلك، يوصي الإختصاصي، بممارسة الرياضة قبل الإفطار بوقت وجيز (ساعة على الأقل) أو بعد العشاء (التراويح)، عندما يكون الجسم مغذى بشكل جيد و مرطب، مع إختيار الأنشطة البدنية المعتدلة و ضبط شدة التمرين بناء على قدرات كل شخص و مستوى طاقتك الشخصية.

و خلص رئيس الأكاديمية المغربية للمرافقة الذهنية و الرياضية إلى أنه يمكن أن تكون ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان ذات فائدة بشرط أن تتم بإعتدال حتى يتم تحقيق توازن صحي و آمن بين الصيام و ممارسة الرياضة.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.