موسوم لعبيد أو كانكا – Agoidir Gahouana
موسوم لعبيد أو كانكا
تعتبر منطقة تغمرت مجالا قرويا واحيا تنعم بكثرة الحقول الخضراء والأراضي الشاسعة التي تحيط بها وتقع في الجنوب الشرقي لمدينة كلميم على بعد ثمانية عشر كلم في السهول المنبسطة التي تحتل قلب وادنون النابض. فهي تنتمي الى جماعة أسرير ويحدها جماعة فاصك شرقا وجماعة أفركظ, تيكليت بلكصابي لبيار جنوبا أما جماعة تكوست غربا وبلدية كلميم شمالا.
تعرف واحة تغمرت خلال كل سنة اسبوع يجتمع فيه العبيد وخلال هذا نتبع الطقوس والأغاني التي ينشدها لعبيد نجد أن اغلبها هو طلب العفو من الله, والصلاة على رسول الله أو التغني ببلال أو بعض الشخصيات “كدادا سنارا” و”مبيريكة”. بحيث تجاوز هذه الأغاني بين اللغة العربية وبعض الكلمات ذات الأصل الافريقي (البمبارية). وتدوم الاحتفالات أسبوعا أي تبدأ يوم الأربعاء وتنتهي في ا لأ ربعاء. ويبدأ الحفل قبيل الغروب, بعد تجمع العبيد في “دار لعبيد” ومن تم القدوم مباشرة لمكان الاحتفال وهو المكان الذي يعقد فيه سوق لخميس. ان الطقوس رغم بساطتها الظاهرة لتعبرعن درجة من وعي هذه الفئة الاجتماعية بوضعها, ومحاولة منها الترقي اجتماعيا بواسطة الدين الاسلامي الذي جاء به محمد , وتحرر به أول عبد في الاسلام وهو بلال. كما تعبر هذه الطقوس عن احتجاج هذه الفئة الاجتماعية على المجتمع الذي يعاملهم بقسوة, رغم أنهم اخوان في الدين. لقد كان للعبد خيارات ثلاثة ليغير من وضعه الاجتماعي وهي : عن طريق العلم فيلتحق بالكتاتيب والمدارس القرئانية. أو عن طريق السلاح, فيلتحق بالجندية, أو يبلي بلاء حسنا في الحروب التي تخوضها القبيلة التي يعيش بين ظهرانيها. أو عن طريق الدين فيلتحق بأحد الطرق الصوفية, أو على الأقل تذكير المجتمع بالمساواة التي جاء بها الاسلام, وتلاوة الصلوات والدعاء بالعفو الالهي من الوضعية التي يعيشها. واذا كان الخيارين الأولين غير متاحين الا لقلة من العبيد, ينتمي اغلبهم لعبيد المخزن, فالخيارالثالث موسم العبيد ويتميز بمجاوزته بين الطابع القدسي و الاحتفالي .وان استمرار السود على عادتهم تلك ليظهرو الموسم في أجلى صوره, وفي التقاء المئات منهم في منطقة الجنوب كل عام. ولازالت الى يومنا هذا تسمعهم يتضرعون في أغانيهم كلبا لمغفرة الله, متشفعين بامامهم بلال مؤدن الرسول صل الله عليه وسلم. وقد كان بلال عبدا اعتقه الاسلام, فكان من الأوائل معتقيه, ولقد كانوا يصورون في أغانيهم ما يجدون في أنفسهم من العبودية, وشعورهم بالنقص الأصلي, الذي تنسبه اليهم الأسطورة (فهم ذرية حام, احد أبناء نوح, وقد كان أبيض اللون وحلت به لعنة أبيه فأحالت لونه أسود), وثقتهم في العفو الالهى. ولقد قال بعض من حضر احدى تجمعاتهم,ذات يوم “لقد أصبح هؤلاء السود أحرارا اليوم, فهم قد امضوا قرونا يتضرعون الى الله, دون أن يعرف اليأس سبيلا الى قلوبهم, ولقد استجاب الله لدعواهم”. كما نجد اشارات عد المختار السوسي في ترجمته للناجم الاخصاصي الدي كان “لمبارك والده شأن كبير بين السود الذين كانو يجتمعون كل سنة لاحتفالاتهم التي يغبونها. فكان هو يرأسهم, فيكون عمدتهم في تلك القبائل المجاورة لى وادنون…, وقد كان يعتني بالدردبة, فيرقب في كفيه صنجي الحديد الذين يضرب بها السود عادة على دقات طبولهم, في شطحاتهم حتى يلعبون ألعابهم الخاصة. وحين ينشدون ألحانهم بأنغامهم الخاصة,فيصلون فيها على النبي صل الله عليه وسلم, ويذكرون صاحبه (بلال) بما هو أهله. لأن بلال الصحابي هو بطل للقدسية عند هؤلاء السود السود الوسيين”. وتفيد بعض الروايات الشفوية المحلية أن الطقوس الاحتفالية التي يقوم بها العبيد, جاءت للاحتفال بالعتق من العبودية التي عانى منها العبيد لعصور طويلة.
يجتمع العبيد في ساحة شاسعة يتخللها أربعة عشر رجل و ستة نساء وفي بعض الأحيان يتزايد عدد النساء حتى يصل الى عشرة,وأثناء بدأ الحفل يتصاف الرجال على الجانب الأيمن حاملين بناديرهم فيما قائد الفرقة يحمل الطبل فيشرع باطلاق ضربات تتخللها زغاريد النساء حينها تلتحقن بهم مشكلة صفا أيسر. مورتديات زيهم التقليدي الذي تشتهرن به الملحفة والنكشة أما بالنسبة للرجال يرتدون الدراعة واللثام الملفوف على الرأس أو العنق.
أما بالنسبة للأغاني التي يرددها الرجال والنساء خلال الحفل هي كالتالي :
• صلوا على نبينا يا المولى محمد
ويا يا ويا ربي (مرات كثيرة)
• يا عيشة, يا عيشة البرناوية
يا عيشة الخادم التركية, يا عيشة(مرتين)
يا عيشة السودانية_يا عيشة(مرتين)
يا عيشة خادم الباشا_ياعيشة(مرتين)
• والعفو يا مولنا والعفو
• سيدنا بلال والعفو
• يا نبي رسول الله والعفو
• واواوا يا دادا سنارا زوروا لوليا
• واواوا دادا سنارا بلو بيلالا
• واوا لالة مبيريكة يا زين وازورا لنبية مبيريكة يزين
• واوا لالة مبيريكة يا زين يا محمد رسول الله مبيريكة يا زين
• يا ناري(3مرات), يا بتوري, سايسيني وعد الله
جابوني من بلادي سوداني
هزوني التوارق الكفار
وداوني للشامبة الغدارا
جابوني للصوافا الرمالا
وداوني للجرايدية الخمارا
انا نحوص على مبروكة
صباطي من الحفلة وعصاتي من الطرفا
والشيبوتا فوك ظهري والسكين فحزامي
انايا نحوص على مبروكة مالقيتها
يا هليلي دبرو لي لقاو هاني وين مشيت مالقيتها
بقلم الطالبة: أكوادير كحوانة
Agoidir Gahouana
تحت اشراف الدكتور: عبد الصمد بصير