موضوع “التراث المادي و اللامادي و تأثيره على التنمية البشرية و الترابية” شكل محور ندوة في إطار النسخة الثانية من تظاهرة “خريفيات مراكش”

0 390

شكل موضوع “التراث المادي و اللامادي و تأثيره على التنمية البشرية و الترابية”، محور ندوة – مناقشة، نظمت، أمس السبت، بمراكش، في إطار النسخة الثانية من تظاهرة “خريفيات مراكش”، المتواصلة الى غاية 18 دجنبر الجاري، و التي تعد حدثا ثقافيا غنيا و متنوعا، بفضل برنامج يهدف إلى منح المدينة الحمراء طاقة فنية تسافر بالسكان و الزوار في تجربة لا تنسى.

حيث أبرز المشاركون في هذه الندوة، من أساتذة باحثين و مهتمين بالتراث، أن التراث بشقيه المادي و اللامادي، يمكن أن يشكل رافعة أساسية للتنمية بالمغرب، مشيرين الى ان هذا التراث بكل مكوناته و تجلياته، و الذي يمثل المرجعيات المشتركة بين أفراد المجتمع ، صار اليوم في قلب التنمية.

كما سجلوا المكانة التي يحظى بها التراث باعتباره أحد مكونات الحضارة المغربية الغنية بتنوعها الثقافي، داعين، في هذا الاطار، الى ضرورة المحافظة على الموروث الثقافي، الذي يشكل هوية مجتمعية لا يجب الانسلاخ عنها في غمرة المتغيرات التي طالت كل المجالات.

فيما أكد المشاركون في الندوة أن التراث ثروة وطنية تعتز بها كل أمة، ومن الواجب توعية و تحسيس الأجيال القادمة بأهميتها، من أجل تحقيق تنمية بشرية متكاملة.

و قالت امال الملاخ، الباحثة في التراث المادي و اللامادي، “نحن كباحثين من الواجب علينا أن نكرس كل الجهود للحفاظ على التراث، خصوصا و أن المغرب هو بلد الثقافات و بلد التنوع”.

كذلك أضافت الملاخ “إننا كباحثين مغاربة، سنعمل الى جانب باحثين من بلدان افريقية، على خلق تجمع، ستكون مهمته الحفاظ على التراث المادي واللامادي وتثمينه، وكذا تقاسم التجارب في ما بيننا”، مسجلة أن “العديد من الحرف التقليدية باتت مهددة بالاندثار في ظل الإهمال التي يطالها، وعدم التفكير في إيجاد سبل كفيلة بضمان استمراريتها وتوارثها بين الأجيال”.

من جهته، اعتبر الكاتب و الباحث في شؤون التراث، ذو الأصول الموريتانية، كريستيان قادر كييتا، في تصريح مماثل، أنه “يتعين العمل على التفكير في إعادة القطع الاثرية الافريقية، المتواجدة حاليا بدول غربية، والتي انتقلت اليها ابان فترة الاستعمار”، مشيرا إلى أنها “تؤثث الان فضاءات العديد من المتاحف بنسبة تقارب 90 في المائة من مجموع التحف الموجودة فيها”.

ليؤكد كريستيان، المهتم بكل ما له علاقة بالتراث سواء المادي أو اللامادي، و صاحب مؤلف يحمل عنوان ” في طريق استرجاع الأعمال الفنية إلى افريقيا”، أهمية التحسيس بضرورة إعادة هذا الموروث الذي يمثل هوية كافة الشعوب الافريقية.

و تجدر الإشارة إلى أن تظاهرة “خريفيات مراكش”، التي أنشأتها عياضة هيبا في عام 2021،  و المنظمة في نسختها الثانية تحت رعاية وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، تهدف، على الخصوص، إلى أن تكون موعدا سنويا في المدينة الحمراء، من أجل اكتشاف التراث الثقافي لهذه المدينة الملهم للفنانين من جميع الأجيال، و رفع مستوى الوعي على نطاق واسع في الوسط الثقافي الوطني و الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.