مونتريال..رؤى متقاطعة حول حركية الهجرة

0 108

شكلت حركية الهجرة محور مائدة مستديرة إنعقدت الثلاثاء بمونتريال، بمشاركة خبراء تناولوا خلالها الرهانات و التحديات المرتبطة بالهجرة.

و خلال هذا اللقاء، إستعرضت سميرة بليزيد، المكلفة بقضايا الإنصاف و التنوع و الإدماج لدى الجمعية الدولية لدراسة الآداب و الثقافات في الفضاء الفرنكفوني، الخطاب الإعلامي الفرنكفوني في كندا المتعلق بقضايا الهجرة.

و في إطار هذا اللقاء، الذي نظمه المركز الثقافي المغربي (دار المغرب) بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، أبرزت السيدة بليزيد، و هي أيضا أستاذة بجامعة مونكتون الكندية، أن العقدين الماضيين شهدا تصاعد خطاب و صم المهاجرين في الفضاء العام، و هو ما ساهم في تكريس الصور النمطية حول الهجرة و أثر، في الوقت نفسه، على السياسات العمومية في هذا المجال.

و إعتبرت المتدخلة أن هذا التناول الإعلامي كانت له آثار “سلبية” على السياسات العمومية و سلوكيات الأفراد، مشيرة إلى إرتفاع في عدد حوادث العنف التي تستهدف المهاجرين المسلمين.

و شددت على ضرورة إعادة النظر في المعالجة الإعلامية لهذا الموضوع والعمل بشكل إستباقي للوقاية من العنف و تعزيز قيم العيش المشترك، داعية إلى إنخراط أكبر للمهاجرين المسلمين في النقاشات العمومية و في الحقل الإعلامي.

من جانبه، تطرق توفيق فتايتة، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة كوت دازور، بنيس الفرنسية، إلى تاريخ الهجرة المغاربية إلى فرنسا، مشيرا إلى أن هذا البلد شهد موجتين كبيرتين من الهجرة.

و أوضح أن الموجة الأولى إنطلقت بعد الحرب العالمية الثانية، عندما لجأت فرنسا إلى اليد العاملة المغاربية، فيما إرتبطت الموجة الثانية بظاهرة التجمع العائلي خلال سنوات السبعينيات في سياق الأزمة البترولية و الإقتصادية.

كما أثارت حركات الهجرة، يضيف فتايتة، عددا من الإشكاليات من قبيل السكن، و تعليم الأطفال، و غياب التأطير الملائم.

أما سميرة العطية، أستاذة التعليم العالي و نائبة عميد جامعة ألبرتا الكندية، فقد سلطت الضوء على إشكالية اللغة بالنسبة لبعض المهاجرين، و التي تعرقل إندماجهم و مسارهم المهني.

و إعتبرت أن هذه المعضلة تتجلى بشكل خاص في غرب كندا، حيث يطلب من اليد العاملة المؤهلة إتقان اللغة الإنجليزية، مضيفة أن مشكل اللغة يؤدي في كثير من الأحيان إلى عزل المهاجرين عن محيطهم.

من جهته، أكد مصطفى جمال، أستاذ بجامعة كوين مارغريت الأسكتلندية، أن تاريخ المملكة المتحدة تميز دائما بموجات متتالية من الهجرة من مختلف بقاع العالم. 

و تطرق أيضا إلى الخطاب الذي يروج له بعض الساسة المؤثرين بشأن “إخفاق التعددية الثقافية” في المملكة المتحدة، و الذي يعتبر أن التراجع الثقافي يعد نتيجة مباشرة للتعددية الثقافية و “الإساءة إلى القيم البريطانية”.

و أشار إلى أن هذا الخطاب أدى إلى تنامي المواقف المعادية للهجرة، و إرتفاع عدد الأفعال العنصرية، و تصاعد نفوذ اليمين المتطرف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.