نوستالجيا المكان

0 542

رغم مرور زمن طويل يظل دائما ذالك المكان هو عالمي لا يمكن ان اتخلى عليه لانه منقوش في ذاكرتي يغازلني كل فترة من الزمن ،ليولد الحنين الى ذالك المكان الغالي بترابه واحجاره وطينه واناسه الطيبين ،بدلنا جلدنا غزتنا الكثير من الابنية الشاهقة وقيم ليست لنا سوى اننا استهلكناه بالرغم عنا ثم بنيان عالي من المدن وعالم يشهد التقدم وهو يحمل معه نية التطور والهروب من الماضي نحو معانقة الغد وبداية مزاج جديد يطرد من خلاله طين الاكواخ وينسلخ من افكاره القديمة ليطرد حياة البؤس والعوز ومجابهة الواقع كما يظن ليخلص نفسه من اغلال التقليد ليعانق بعد ذالك عالما رحبا مليئا بالمتاهات اللامحدودة امام اشخاص لا يعرف عنهم شيئا الا مظهرهم الخارجي العام اشخاص ذوي صور مختلفة بحيث يظل المرء عاجزا عن معرفتهم حق المعرفة من هنا يتبادر في ذهنه مجموعة من الأسئلة الصعبة الاجابة لتأتي بذالك رغبة عارمة الى الرجوع الى الماضي وهذا لن يتأتى إ لا بذكراه عن ذالك المكان لتمتزج رغبة كبيرة وحنين من أجل معاودة تلك ا لأيام التي ظلت أحداثها فقط حية في الذاكرة لتضخ فيها دماء جديدة من أجل إحياءها وهذا لن يتأتى إلا بالوقوف عند ذالك المكان هنا تتشكل الصورة القديمة ليعيش الشخص تحت ظلال هذه الذكريات التي ملءها الحنين إلى كل شيء في ذالك المكان ليلامس طين الأكواخ وليولد من جديد في هواء طلق نقي بعيدا عن الضجيج ،لتعود أيضا صورة الحقول المجدبة في ذاكرة الشخص وليتنفس عبق تلك الأرض وما جادت به له في الطفولة وليفتش عن آثر قدميه الصغيرتين في تراب تلك الأرض لتجدد العلاقة بينه وبين ذكريات ذالك المكان ثم تتابع قدماه لتطئ أزقتها الضيقة القديمة في محاولة للإعادة ولو بعض ما التصقت به الذاكرة حول أزقة ذالك المكان من اجل استكما ل الرؤية ولتتضح الصورة الذهبية لذالك الزمن بعد ذالك يبدأ في تصفح جدران البيت القديم ويتلمسه بيده في محاولة هي كذالك للإحياء وإعادة الروح وضخ نفس جديد عن طريق التلمس ودق ناقوس العودة والحنين الى المكان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.