عبارات ليس بيننا و بينها إلا الخير و الإحسان

0 596

بالطبع هي عبارات مستوحات من خيال الشعراء و الادباء الذين ذاقوا سمر الليل و حر النهار من اجل ايجاد عبارات بغية التعبير عن قيم و اخلاق, كانت تسود في تلك المجتمعات المرموقة. لكن في مجتمعنا اليوم, هذه الشعارات غالبا ما نجدها مدونة على ابواب و جدران مدارسنا و مؤسساتنا, لكن و للأسف تبقى مجرد كلمات و جمل تزين بها جدران مؤسساتنا ولا علاقة لها بأخلاقنا و قيمنا و سلوكنا, هذه العبارات كان لها صدا من قبل لكن الأن تكاد تكون فارغة من محتواها.

هذه العبارات كثيرة و متنوعة لكن سنعرج كلى اكثرها تداولا و اقلها تطبيقا في مجتمعنا المغاربي و العربي

العبارة الاولى و التي كثيرا ما اثارت اشمئزازي , هي عبارة ” النظافة من الايمان ” او ” النظافة مسؤولية الجميع “. في ظل انعدام القيم و المسؤولية التي طبعت مجتمعنا , هل فعلا النظافة مسؤولية الجميع ام “النظافة مشكلة الجميع“؟؟ , اعتقد أن حال شوارعنا و مؤسساتنا يعكس و بشكل فضيع ان النظافة فعلا مشكلة الجميع. ادكر ان في يوم من الايام دخلت الى مرحاض احد مدارسنا الابتدائية , و التي من طبيعة الحال و بلا ريب كتبت عليها العبارة المعروفة , لكن وللآسف خرجت اتحصر على حالها واضعا يدي على انفي….تبادر الى ذهني سؤال, هل قمنا بتأمين سلامة صحة ابنائنا قبل ان نتحدث عن المجال المعرفي و الحس حركي؟؟؟

العبارة الثانية هي بيت شعري نظمه الشاعر المرموق احمد شوقي و الذي قال فيه                   إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ……………… فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

الاخلاق, القيم , المبادئ … كلها كلمات رنانة و رقراقه, لكن هل لها مكانة و ثقل في مجتمعنا ؟؟ اعتقد ان الأخلاق و القيم بريئة منا براءة الذئب من دم يوسف ابن يعقوب. في مجتمع الالفية الثالثة ( المجتمعات العربية و المغاربة) انحلت الاخلاق, انتشرت الميوعة, اندثرت القيم و اصبحت الرذيلة والفساد و سوء المعاملة و الاختلاس… معايير يحسب لها الف حساب. فنظرة المجتمع للقلة القليلة التي تضع قيمها و اخلاقها فوق كل اعتبار اصبحت و للأسف معكوسة, فصاحب المبادئ و الاخلاق يسمى رجعي معقد ( مكاي تفاهم) , اما الباقية من القطيع فأصبحت يحسب لها ألف حساب, فتعتبر الفئة المثقفة و المتفهمة و التي تراعي حيثيات كل معاملة وكل ( تبزنيزة)…

العبارة الثالثة هي ايضا بيت شعري لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيه

قم للمعلم وفِّه التبجيلا …………….كاد المعلم أن يكون رسولا

قال الكاتب المغربي المهدي المنجرة أن كل مجتمع ينبني على ثلاث لبنات اساسية هي الأم, المعرفة العالمة و المعلم. لكن و للأسف الشديد اصبح المجتمع ينظر الى المعلم بنظرة حقيرة و سلبية, نظرا للإحترام الكافي الذي لم يقدم له, فأصبحنا نرى و نتابع على الانترنيت مجموعة من الانشطة و الفيديوهات التي تشوه سمعة المعلم . داخل الفصل خصوصا في الثانويات اصبح التلميذ يعامل المعلم كما يعامل ماسح الأحدية او بائع ( الديطاي) التبغ, زد على ذالك الوضعية المادية و الاجتماعية لبعض المعلمين… فأصبحت العبارة ” قم للمعلم وفِّه التبجيلا …………….كاد المعلم أن يبيع جبيلا” . لا يجب ان ننكر ان هبة المعلم لا تزال قائمة خصوصا في المدارس الابتدائية و في المناطق الجبلية.

هذه فقط مجرد امثلة لعبارات ليس بيننا و بينها الا الخير و الاحسان . بالله عليكم ما الذي أصاب الأمة العربية و المغاربية؟ تعليم في الحضيض , اقتصاد تتحكم فيه لوبيات اجنبية, اعلام لا يمت لنا بصلة… ألسننا نناشد التغيير ؟ أليس التقدم رهان نطمح اليه ؟ أليست الكرامة و العيش الكريم شعار الطبقات المنكوبة؟ , رجاءا فلنعيد النظر في اخلاقنا و سلوكنا قبل ان نطلب المعجزات من جهات اخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.