عبارات ليس بيننا و بينها إلا الخير و الإحسان
بالطبع هي عبارات مستوحات من خيال الشعراء و الادباء الذين ذاقوا سمر الليل و حر النهار من اجل ايجاد عبارات بغية التعبير عن قيم و اخلاق, كانت تسود في تلك المجتمعات المرموقة. لكن في مجتمعنا اليوم, هذه الشعارات غالبا ما نجدها مدونة على ابواب و جدران مدارسنا و مؤسساتنا, لكن و للأسف تبقى مجرد كلمات و جمل تزين بها جدران مؤسساتنا ولا علاقة لها بأخلاقنا و قيمنا و سلوكنا, هذه العبارات كان لها صدا من قبل لكن الأن تكاد تكون فارغة من محتواها.
هذه العبارات كثيرة و متنوعة لكن سنعرج كلى اكثرها تداولا و اقلها تطبيقا في مجتمعنا المغاربي و العربي
العبارة الاولى و التي كثيرا ما اثارت اشمئزازي , هي عبارة ” النظافة من الايمان ” او ” النظافة مسؤولية الجميع “. في ظل انعدام القيم و المسؤولية التي طبعت مجتمعنا , هل فعلا النظافة مسؤولية الجميع ام “النظافة مشكلة الجميع“؟؟ , اعتقد أن حال شوارعنا و مؤسساتنا يعكس و بشكل فضيع ان النظافة فعلا مشكلة الجميع. ادكر ان في يوم من الايام دخلت الى مرحاض احد مدارسنا الابتدائية , و التي من طبيعة الحال و بلا ريب كتبت عليها العبارة المعروفة , لكن وللآسف خرجت اتحصر على حالها واضعا يدي على انفي….تبادر الى ذهني سؤال, هل قمنا بتأمين سلامة صحة ابنائنا قبل ان نتحدث عن المجال المعرفي و الحس حركي؟؟؟
العبارة الثانية هي بيت شعري نظمه الشاعر المرموق احمد شوقي و الذي قال فيه إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ……………… فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الاخلاق, القيم , المبادئ … كلها كلمات رنانة و رقراقه, لكن هل لها مكانة و ثقل في مجتمعنا ؟؟ اعتقد ان الأخلاق و القيم بريئة منا براءة الذئب من دم يوسف ابن يعقوب. في مجتمع الالفية الثالثة ( المجتمعات العربية و المغاربة) انحلت الاخلاق, انتشرت الميوعة, اندثرت القيم و اصبحت الرذيلة والفساد و سوء المعاملة و الاختلاس… معايير يحسب لها الف حساب. فنظرة المجتمع للقلة القليلة التي تضع قيمها و اخلاقها فوق كل اعتبار اصبحت و للأسف معكوسة, فصاحب المبادئ و الاخلاق يسمى رجعي معقد ( مكاي تفاهم) , اما الباقية من القطيع فأصبحت يحسب لها ألف حساب, فتعتبر الفئة المثقفة و المتفهمة و التي تراعي حيثيات كل معاملة وكل ( تبزنيزة)…