ثورة الأنظمة

0 357

بقلم : عبد الرحمان أيت قاسي

إنها اختصارا ما يمكن أن نسميها بثورة الأنظمة , تلك التي أطلق شرارتها , الفريق أول عبد الفتاح السيسي , وزير الدفاع والإنتاج الحربي , ونائب رئيس مجلس الوزراء , الرجل القوي و الحاكم الفعلي لجمهورية مصر العربية , إنها ثورة ضد إرادة الشعوب , تتخد من الشعوب نفسها أهم أدواتها , وألية من ألياتها الناجعة , التي تقطع الشك باليقين , وتصور لك الخيال واقعا .

وقبل الخوض في تفاصيل ثورة النظام المصري , الجديدة ذات القناع الشعبي ,لابد لنا أن نقف وقفة تأمل عند ثورتنا (المجيدة) المرتقبة في مملكتنا السعيدة , تلك التي تنوي حركة تمرد المغربية باسمها المقتبس من مثيلتها المصرية تنظيمها , أعتقد أنه سيكون للحركة صيتا كبيرا لو أطلقت على نفسها إسم حركة (تشبط) كي يتناسب إسم الحركة مع إسم مهندسها وراعيها حسب اعتقاد الكثرين .

وعودة إلى الشقيقة مصر , فسعادة الفريق السيسي , وبحكم أصول والدته , التي يشاع أنها يهودية مغربية من مدينة أسفي , حصلت على الجنسية المصرية , وتخلت عن جنسيتها المغربية حتى يتسنى لابنها المدلل ولوج الكلية الحربية , على ما يبدو قرأ التاريخ المغربي جيدا, وتعلم سياسة فرق تسود , التي كان ينهجها المستعمر الفرنسي الغاشم , للتفريق بين أبناء الشعب المغربي , إبان حقبة الإستعمار , وتمكن من شق صف الشعب المصري الشقيق , الأمر الذي سهل عليه مهمة السطو على السلطة واللإنقلاب على إرادة غالبية الناخبين , من أبناء الشعب المقهورين , والمغلوبين على أمرهم , والذين كانوا يحلمون بغد أفضل , بعد سقوط نظام مبارك .

فلو لم يتمكن السيسي من شق صفوف الشعب المصري , إلى إخوان وغير إخوان , بل أكثر من ذالك الحملة الإعلامية الشرسة لشيطنة الإخوان , وكأنهم قدموا من كوكب أخر لغزو مصر ,ما كان له أن يحرك ساكنا مهما كانت قوته , لكن هيهات هيهات , فخرجات السيسي في كل مرة ليطمئن الشعب , تدل على أن هناك مؤامرة تحاك ضد الشعب المصري الشقيق , بل ضد الشعوب العربية قاطبة , إن المتتبع لما يجري في مصر الشقيقة , لا يحتاج لبدل جهد كبير , لمعرفة حقيقة ما يجري , والغريب في الأمر أن أكبر قوة في العالم ,أمريكا , والتي تملي على الأنظمة دروسا في الديموقراطية (المصلحية), سقط عنها القناع , وأثبتت عدم جديتها في مساعدة الشعوب العربية من أجل اللحاق بركب الدول الديموقراطية , خاصة بعدما تبين لها أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن , وتبين لها أن الشعوب العربية والمسلمة , لن تنسلخ من ثقافتها وهويتها العربية والإسلامية , تحت أي مسمى , لكنها تحترم الديموقراطية كألية لتدبير الإختلاف , وضمان التعايش بين المتناقظات بمختلف أنواعها , تحت سقف واحد ,
بل أكثر من ذالك إلتبس عليها الأمر, وأصبحت لا تدري إن كان ما يحدث في مصر انقلابا أم لا , إختصارا إنها ثورة الأنظمة ضد إرادة الشعوب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية , و بمباركة بعض الإنظمة العربية , التي لا تحترم شعوبها , بل تذهب بها الوقاحة إلى نهب ثروات شعوبها وتخصيصها لتنفيد أجندة القوى العظمى في الدول العريبة , دون الإلتفات لما تعانيه شعوبها , من بؤس , ودون العمل على توفير أدنى شروط العيش الكريم لها, فعظم الله أجركم وعزاءنا واحد , و رحمة الله على الربيع العربي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.