سقط القناع عن شيوخ البلاط و انتصرت رابعة

0 534

عادل متقي
في الوقت الذي احتشدت فيه الملايين عبر شتى الميادين نصرة للشرعية و إحقاقا للحق و الحرية، احتشد عملاء مصر من قادة العسكر السفاك و فلول الإعلام الموجه الأفاك في خندق واحد تمهيدا لعودة لنظام مبارك الغاشم الظالم.
سويعات قليلة بعد الانقلاب الذي باركه الخونة و الأعداء و أسال الدماء في ميادين الشهداء، أغلقت القنوات الإسلامية و اعتقلت القيادات السياسية فصوبت فرق الجيش دباباتها و ألوية الحرس الجمهوري بنادقها و البلطجية سيوفها و مياهها الحارقة نحو جباه و صدور الراكعين و الساجدين و نكلت بالمرابطين تنكيل المجرمين الحاقدين.
أمام فداحة الموقف و بشاعة المشهد، انتظم فصيل التيار الإسلامي و عديد من قوى التيار المدني الشريف السلمي صفا واحدا صونا للديمقراطية و نصرة للشرعية ولم يتخلف عن ركب التاريخ سوى حزب النور الوهابي ذيل أمراء الخليج الذي باع ذمته للعسكر لقاء وعد ببضعة مناصب أو إرضاء لود خائن غاصب فاستحق كراهية الشعب الغاضب.
إذا كان موقف حزب النور موقفا مفهوما غير مبهم، منتظرا غير مستبعد، فالموقف البئيس المقرف هو موقف عدد من شيوخ الإعلام المدجن الذين ارتضوا أن يكون مع الخوالف و يتحولوا بسكوتهم إلى شياطين خرساء ناصرة لظلم محبوك خائنة لدم طاهر مسفوك.
افتضح أمر شيوخ ساكتة عن قول الحق مثل محمد حسان، عمرو عبد الكافي، محمد حسين يعقوب و غيرهم ممن احتلوا شاشات التلفاز ليل نهار و صدَعوا أذاننا بخطب صماء جوفاء تصلح لجلسات التنويم و وصلات الإشهار العقيم فأمعنوا في كلام التبئيس و التبخيس و دجنوا الأمة و شغلوها عن قول الحق و كشف الغمة.
هؤلاء ممن ملؤوا الأرصدة على جميع الأصعدة وعمروا أفخم الفنادق و تحولوا إلى زمرة بيادق.
شغلوا الناس بروايات الاتباع و قصص السلف و نسوا حق الناس من الخلف فتركوا النهي عن التخاريف و أخلفوا الموعد مع التاريخ بعد أن لهثوا وراء مجد زائل و منصب بائد و سكتوا عن جهاد مفروض أجره باق خالد.
يقول الله عز و جل في سورة الأنفال آية 30: ” و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين”، و يقول جل وعلا في سورة فاطر آية 43: “و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله”، آيتان كريمتان معبرتان تفضحان نذالة المسرحية المبتذلة السيئة الإخراج التي أخرجت في إسرائيل، مولت في الخليج و نفذت في مصر.
يا الله، انقلب السحر على السحرة، و جاءت نتيجة الانقلاب لصانعيه صادمة و أطماعهم هادمة بعد أن ارتقت شعبية الرئيس في كل ميدان و تحول إلى أيقونة للحرية في كل كيان.
مرسي الذي افتعلت الازمات من أجل النيل من شعبيته و تكالبت عليه قوى الشر في الخارج و الداخل خرجت له المسيرات و بحت من أجله الحناجر بالهتافات.
هكذا و بقدرة قادر تحول الرئيس المعزول المضطهد إلى زعيم مخلد كما تحول ميدان رابعة العدوية بالقاهرة إلى ميدان كرامة و فرجة رمضانية مباركة تلتقطها البيوت في وقت الذروة و تنتشي بها القلوب حتى النشوة فاسر القلوب و قطع الطريق على قنوات الميوعة التي هجرها المتابع العربي لتتكبد الخسائر و تندب المصائر.
من حسنات الانقلاب أيضا تحطم حاجز الخوف عند صخرة رابعة العدوية، فلا دبابات السيسي أفلحت و لا مسدسات الشرطة نجحت و لا حتى سيوف البلطجة نفعت في تكميم الافواه و ثني المسيرات عن النضال رغم قتل النساء و التنكيل بالرجال.
من حسنات الانقلاب أن لفيفا عريضا من الشعب العربي المسلم لفظ إعلام الفلول المسموم و قاطع أفلام الصناعة السينمائية المصرية الهدامة للعقول الهجامة على المبادئ.
من حسنات الانقلاب أيضا أنه أزال القناع عن ممثلي مصر و مغنييهم الماجنين و أتى على شعبيتهم بعد أن أظهر بالملموس المحسوس أنهم للانقلاب داعمون و على الشرعية ناقمون.
من حسنات الانقلاب كذلك أنه فضح شيوخ الإعلام المتحولين القابضين الذي خانوا الأمانة والعهد و خدعوا الأمة و الوعد فارتموا في حضن الانقلاب المخالف و ارتضوا أن يكونوا مع الخوالف.
فسحقا لكل متحول كاذب خائن أو خائف و هنيئا لكل مرابط صابر بالله عارف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.