هل هو اختبار للتيارات الإسلامية أو للديمقراطية
إن الهجوم على الحكومات الإسلامية والسعي لإطاحتها ليس بالشيء الجديد فهذا حدث في الجزائر وأفغانستان وهكذا وصولا إلى مصر والدول التي تتغنى بالديمقراطية لا تترك سبيل لذلك إلا لجأت إليه ضاربة هذا الشعار الأجوف في عرض الحائط مخترقة كل الأعراف المتفق عليها دوليا غير مبالية بالأرواح المتساقطة أو بإرادة واختيارات الشعوب ما يطرح تساؤلا هل التيارات الإسلامية هي المختبرة أو الديمقراطية المزعومة المبنية عن من معي فهو ديمقراطي ومن ضدي فهو ليس ذلك أي ديمقراطية الإتجاه الواحد .
كل الثورات التي شهدها دول الربيع الديمقراطي انتهت باسم الديمقراطية وصناديق الإقتراع بانتخاب تيار إسلامي ليحكم وهذا أتى بعد اختبار العالم كله فشل جميع المناهج المطروحة من ليبرالية ورأسمالية واشتراكية التي ترتب عنها أزمات اقتصادية واجتماعية ما جعل العالم حتى الغير إسلامي يفكر في طرق إسلامية لتجاوز الأزمة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية فما بالك الدول الإسلامية لدا ليس غريب أن تختار الشعوب أو على الأقل تجرب تيارات إسلامية بكل ارتياح لكن الغرب المتغني بالديمقراطية يوقف مساعدته لهذه الدول ويتدخل في شؤونها لكي يشوه صورة هذه التوجهات ويظهرها أنها جزء من الأزمة وليس الحل لها وحتى لا تتدخل بنفسها كسياسة فشلت في كل من الجزائر وأفغانستان فقد شجعت الشعوب التي أزمت من طرف إيقاف المساعدات وأيضا الغير مدركة لهذه الخطط المكرية تطالب بإسقاط الحكومات الإسلامية أي العودة بوعي أو بغير وعي إلى الأنظمة السابقة التي تخدم الغرب وتحكم الشعوب بالديكتاتورية مما يجعلها تائهة بين خيارات أحلها مر.
ولعل عدم تدخل الدول الغربية في سوريا لدليل قاطع على أن هذه الدول تخشى من هذا المد الإسلامي من جهتين أن تتوحد هذه الدول فكريا وعقائديا ما سيتأثر عنه اتحاد اقتصادي وسياسي ما سيترتب عنه قطع العلاقات مع الغرب والإكتفاء بالتعاون بين هذه الدول وهذا كما هو معروف سيحقق الأمن الإقتصادي والسياسي إذا تجاوزت دول الثورات الأخيرة الاختلافات بينها والتي عمقها الغرب أيضا لبيع أسلحته والاستفادة من خيرات هذه الدول وعوض التعاون فيما بينها تلجأ إليه ومن جهة أخرى ستفقد شعوب الغرب قوتها الاقتصادية والسياسية ما يجعلها عرضة للأزمات وربما إلى الغزو الفكري الإسلامي خصوصا أن تدخلها في ليبيا لم ينتج إلا استهداف السفارة الأمريكية واغتيال سفيرها لدا الجمهورية الليبية .
ورغم اختلاف الغرب مع النظام في سوريا وعدم الاستفادة من ثروات هذا البلد خصوصا إذا علمنا أن هذه الدول يحركها ما هو اقتصادي دائما فإنها نأت بنفسها خوفا من المد الإسلامي على الأرض تاركة المجازر في حق الشعب الأعزل.
كل هذا جعلها إي الدول الغربية تنهج أسلوب جديد وهو العودة عن مواقفها الأولى تجاه سوريا بذريعة أن تنظيم القاعدة والإرهابيين تدخلوا بهذا البلد وفي مصر دعم الجيش المصري للإنقلاب على الرئيس الشرعي وفي وتركيا حاول محاولة يائسة للإطاحة بأردوغان الذي لم تشفع له كل إنجازاته في ذلك البلد وخصوصا تسديد ديون تركيا لصندوق النقد الدولي وتحسين مستوى التعليم إلى غيره من الإنجازات في دعم هذه الدول التي تتغنى بالديمقراطية .
لكن بالرغم من أن نتائج الأرض تبين نجاح الدول الغربية في نهجها مؤقتا فمن جهة أخرى تكشف للعالم أن ديمقراطيتها المزعومة ليست سوى حبرا على ورق وستكتشف الشعوب لا محالة هذا وستعود للشارع بأسلوب جديد وهو المطالبة بعدم تدخل الغرب في شؤون بلدانها مما سيقلب السحر على الساحر ساعتها ستكون أمام خيارين إما الناي بالنفس أو الدخول في حرب استعمارية مباشرة وفي كلا الحالتين ستكون الخاسر لمحال وقد يشهد العالم تبادل الأدوار.
ومن هنا يمكن القول إن الديمقراطية المزعومة تتعرض لإختبار كبير وسيكون المستفيد الأكبر هو التيارات الإسلامية والتي ستعود بقوة في المرحلة القادمة ما قد ينتج حرب عالمية ثالثة وقد تكون حرب عقائدية لأن الدول الغربية ترى في هذه التيارات تهديد لأمنها الاقتصادي والسياسي وحتى العقائدي.
سعيد بلقاعدة