بيان حقيقة للرد على ما نشر حول مسجد تنسيطة انشاشدة بزاكورة
[ads1]قبل عدة أيام اطلعت على مقال منشور على موقع زاكورة بريس تحت عنوان :
“ساكنة حي تنسيطة مستاءة من التغيب الدائم لإمام المسجد في رمضان” و هذا رابط المقال : http://www.zagorapress.com/details-10123.html
و بعد اطلاعي على المقال تبين لي أنه مليء بكثير من المغالطات و الحقائق المشوهة ، و باعتباري أحد المكلفين من إمام المسجد بإمامة المصلين رأيت من واجبي أن أرد على صاحب المقال المشار إليه لأدحض المغالطات و لأبين الحقائق كما هي دون زيادة ولا نقصان ، و كذا تنويرا للرأي العام الزاكوري ..
و مقالي هذا يتكون من المقدمة أعلاه، و من ملاحظات على المقال المنشور سابقا، و من توضيحات لبعض الأمور حول المسجد و إمامه الراتب، ثم خاتمة تتضمن نصيحتين أولاهما لكتاب الأخبار و المقالات و الأخرى للقراء.
ملاحظات حول المقال المنشور سابقا
1 ـ صاحب المقال لم يشر إلى اسمه الحقيقي أو اسمه الكامل حيث ذيل المقال في آخره باسم ” إبراهيم بن أحمد ” . و للقارئ الكريم أن يطرح الاحتمالات حول مغزى المقالات المكتوبة بأسماء مستعارة أو غير كاملة، هل صاحبها خائف من إعلان اسمه، أم خائف من انكشاف زيف كلامه، أم هناك أمر آخر لا نعلمه…
2 ـ المتمعن في المقال جيدا يرى أنه ركز على شخص الإمام أكثر من تركيزه على المسجد، و هذا شأن أغلب التعليقات حول المقال، مما ينبئ بأن الشخص قد يكون وقع بينه و بين إمام المسجد أو المؤذن سوء تفاهم فكتب المقال أو أوعز إلى غيره بكتابته نيابة عنه متسترا بعنوان فضفاض و بحقائق مزيفة سندحضها بالأدلة الدامغة بحول الله.
3 ـ أن صاحب المقال أراد أن يصنع خبرا أو حدثا و جعل نفسه متحدثا باسم الساكنة لكنه لم يوفق لأنه لم يكلف نفسه عناء التواصل سواء مع المكلفين بالمسجد أو مع مندوبية الشؤون الإسلامية للاستيضاح حول سبب سفر الإمام الراتب للمسجد، هذا السبب الذي يعرفه أغلب مرتادي المسجد منذ 3 سنوات و هذا ما سأبينه في التوضيحات. و قبل كتابة مقالي هذا سألت عن اسم صاحب المقال لنتناقش في الأمر لكنني لم اتوصل إلى معرفته ، و قد أشرت سابقا إلى أنه كتب مقاله باسم مستعار…
4 ـ امتلاء المقال بالكلام المرسل الذي لا يستند إلى أدلة قوية أو حجج دامغة أو براهين ساطعة ، و سيعجب الإنسان كل العجب و سيستغرب كل الاستغراب عندما يقرأ مثل هذه العبارة في المقال المشار إليه ” اذ لا يمكنك و أنت تؤدي أحدى الصلوات بالمسجد أن تميز بين سجاد المسجد و أرضية الطرقات المؤدية اليه” و للقارئ الكريم أن يحكم …
توضيحات لبعض الأمور حول المسجد و إمامه الراتب:
1 ـ ساكنة تنسيطة انشاشدة ليست مستاءة كلها من سفر إمام المسجد في رمضان كما ورد في ذلك المقال، فأنا على اتصال مع المصلين و بشكل مستمر، و إنما قد يكون الاستياء من بعض الساكنة ، و للإشارة فهناك من ينتقد الإمام و هو حاضر فكيف به و هو غائب ، و هذا أمر طبيعي في كل مسجد و في كل مكان فليس كل الناس يتفقون على كل شيء ، و كما يقال ” إرضاء جميع الناس غاية لاتدرك ” ، ففي نظري حتى لو أتى الشيخ السديس أو الشيخ القزابري أو غيرهما للصلاة بالناس في هذا المسجد فلن يسلم من الانتقاد، إما بأنه يطيل بالناس في الصلاة أو يتغيب أحيانا لارتباطات علمية أو أسرية …
2 ـ سفر الإمام الراتب في رمضان في مهمة رسمية من طرف وزارة الأوقاف للمرة الثالثة و ليست الرابعة كما ورد في ذلك المقال ، أما المرة التي حسبها صاحب المقال رابعة فهي كانت في العشر الأواخر من رمضان 1431 هـ لأداء مناسك العمرة، و هذا حق مكفول لأي مواطن.
3 ـ سبب سفر الإمام معروف للقاصي و الداني : و السبب هو مهمة رسمية من طرف وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية للديار الأوربية و الأمريكية و ذلك من أجل إمامة المغاربة و المسلمين ووعظهم هناك ، و هذا يتم كل سنة و قد بلغ عدد المبعوثين هذا العام 337 فردا، و من قال بأن السفر من أجل دريهمات فلعله اطلع الغيب و علم بالنوايا ، و نحن لم نؤمر بالبحث في النوايا فنحن نحكم بالظواهر و الله يتولى السرائر ، ولا شك أن لكل مهمة تعويضا و ذلك في كل القطاعات ، و الأئمة من أهم الفئات التي يجب أن يرد لها كثير من الاعتبار في وطننا العزيز، أما فيما يخص المعايير المعتمدة من طرف الوزارة لاختيار الأئمة المبعوثين و كيفية ذلك و هل هي متوازنة أم لا؟ و كم هي التعويضات التي يتلقونها ؟ فذلك لا علم لي به ، و إنما يسأل عنه الأئمة و الوزارة ” فسئل به خبيرا ” ، و لمن أراد معرفة المزيد عن هذا الأمر فليتصفح موقع الوزارة ، و بالضبط هذه الصفحة : اكتب في موقع البحث قوقل هذه الجملة و ادخل لأول رابط : التوزيع العددي للبعثة العلمية المتوجهة إلى أوروبا و أمريكا الشمالية و إفريقيا .
4 ـ يقول صاحب ذلك المقال : ” يقضي مسجد حي تنسيطة انشاشدة شهر رمضان فارغا مهجورا اللهم إلا من بعض المصلين” ، أقول لهذا الشخص اتق الله و اعلم ما تقول و استيقظ من غفلتك فالواقع يكذبك ، الحقيقة الدامغة في هذا الأمر أن أعداد المصلين في المسجد تكاد تكون نفسها ، قد تقل أو تزيد نسبيا عن السنوات التي لم يسافر فيها الإمام في رمضان ، و الحجة الساطعة أن أعداد المصلين في صلاة العشاء و التراويح يتراوح بين 5 و 8 صفوف يوميا ، و كل صف يتراوح بين 40 و 50 فردا تقريبا ، و هذا على الرغم من أنه تمت إعادة افتتاح مسجد القصر القديم في تنسيطة انشاشدة منذ رمضان الماضي ، هذا فيما يخص الرجال ، أما فيما يخص مسجد النساء فلا شك أنه يغص بهن ، فلتسأل عنه الأمهات و الأخوات و الزوجات و البنات..
و من أراد أن يتأكد فليحضر في صلاة العشاء و التراويح في هذا المسجد أو يرسل قريبا له فلا زال 12 يوما من رمضان المعظم.
أما مسألة الذهاب للمساجد الأخرى من أجل الصلاة فيها في غير المسجد القريب فهذا أمر بديهي ومألوف في الجمعة و في رمضان في كل مكان من العالم ، فكل إنسان يذهب إلى المسجد الذي يرتاح فيه و من حقه أن ينوع ، فمرة في هذا المسجد و مرة أخرى في مسجد آخر و هكذا…
5
[ads2] ـ إمام المسجد لم يتركه هملا فقد ترك أناسا أكفاء للقيام بالمهمة خلال شهر رمضان بالاتفاق مع المندوبية ، و يتم ذلك منهم بشكل تطوعي، فمنهم من يحفظ القرآن كاملا و منهم من اقترب من إكماله و منهم من يحفظ أجزاء منه ، و هؤلاء المكلفون هم من الناس الذين يجدون في حفظ القرآن و مراجعته على إمام المسجد على طول السنة و لم يأتوا من المريخ، و منهم من يحسد على صوته و منهم من يحسد على ضبطه ، و أغلبهم يؤمون الناس في مساجد أخرى خصوصا في رمضان كمسجد القصر القديم بتنسيطة و مسجد حاسي بركة و غيرهما… و للإشارة فهذا أمر يجب الافتخار به، فلكل واحد أن يعتز بكون إمام المسجد القريب منه يحفظ القرآن الكريم للصغار و الكبار بشكل مستمر و متجدد.. و أن يكون أناس يشيعون روح التطوع و يتنافسون في الخير ” و في ذلك فليتنافس المتنافسون”
6 ـ لا شك أن أغلب المساجد في المغرب و باعتراف وزارة الأوقاف تم بناؤها و تجهيزها من طرف المحسنين ، لذلك فلا يخلو مسجد من كونه يحتاج لتجهيزات متنوعة و إصلاحات، و على حسب علمي فهذا المسجد يحتاج بالأخص للأجهزة الصوتية المتطورة ، فالموجودة فيه الآن متواضعة جدا، و فيما يتعلق بالنظافة فالمكلف بالتنظيف و المتطوعون يبذلون جهدهم في ذلك..
7 ـ الأكثر أهمية في المساجد هو تعمير القلوب بالإيمان بالله و اليوم الآخر و الابتعاد عن كل ما لا يرضي الله فيها كالغيبة و النميمة، و من أراد أن ينصح إماما أو غيره فلينصحه بينه و بينه و بطريقة مؤدبة مراعيا الضوابط الشرعية في كل الأمور.
8 ـ مقالي هذا ليس دفاعا عن إمام المسجد ـ فهذا شرف لا أدعيه ـ فأئمة المساجد أقدر على الدفاع عن أنفسهم، و إنما هو من أجل بيان الحقائق و الدفاع عنها و كشف الشبهات و دحضها ، و إن كان من كلمة أقولها في حق هذا الإمام كما عرفته فإنه كان إماما صبورا للقرآن مرتلا، على درجة عالية من الأخلاق و الكفاءة ، و إلا لما تم اختياره لوعظ الناس و إمامتهم في الخارج و هم على درجة كبيرة من الوعي و العلم، و على من لم يعرفه أن يسأل الناس عنه و ليحضر بنفسه للصلاة وراءه ، فهذه شهادة حق و أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا، و لا شك أنه ليس معصوما و ليس كاملا فالكمال لله و العصمة لأنبيائه ، فقد يخطئ أحيانا و هذا أمر طبيعي ، و كما يقال الخطأ وارد و التصحيح واجب.
خاتمة
النصيحة الأولى : لكل كاتب مقالا أو حتى سطرا أو كلمة : عليك بمراعاة أمرين شرعيين و أخلاقيين متعارف عليهما بين الكتاب المنصفين :
الأمر الأول : العلم : فليتحر كل كاتب الدقة فيما يكتب و ليلتزم الأمانة العلمية ، فليس الأهم هو أن تكتب و لكن الأهم هو ماذا تكتب ، و لنستحضر قول الله عز وجل في سورة الإسراء ” و لا تقف ما ليس لك به علم ، إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا” و كذا قوله عز وجل في سورة ق : ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ” إلى غير ذلك من الآيات الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة.
الأمر الثاني :العدل : و يتجلى العدل خصوصا حينما نتحدث عن أشخاص ، بمعنى أنه إن كان بيني و بين شخص معين كيفما كان جنسه أو لونه أو دينه.. كان بيني و بينه سوء تفاهم أو مشاحنة.. فلا يدفعني هذا للافتراء و الكذب عليه ، بل علي تحري العدل و الإنصاف ، و لنتذكر قول الله عز وجل في سورة المائدة ” و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ”
النصيحة الثانية : لكل قارئ : لا تكن مستهلكا للأخبار و مجرد متلق سلبي بل حلل و ناقش و تأكد و قم بالنقد البناء ، فهناك معلومات متداولة غير صحيحة و هناك شائعات في وسائل الإعلام مكتوبة كانت أو مسموعة أو مرئية ، و لنتذكر قول الله عز و جل في سورة الحجرات ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ” و لنرجع لشرح الآية في كتب التفسير حتى نعلم سبب نزولها و ما المقصود بالفاسق في الآية ، و العبرة من الآية هي التثبت من الأنباء و الأخبار ، خصوصا إن كانت من أناس غير عدول.
محمد ناجي
أستاذ التعليم الابتدائي
جزاك الله خيرا و أحسن إليك و كثر من أمثالك
الله يغفر ليك
ما أعجبني في مقالك أكثر هو هذه الخاتمة الرائعة
خاتمة
النصيحة الأولى : لكل كاتب مقالا أو حتى سطرا أو كلمة : عليك بمراعاة أمرين شرعيين و أخلاقيين متعارف عليهما بين الكتاب المنصفين :
الأمر الأول : العلم : فليتحر كل كاتب الدقة فيما يكتب و ليلتزم الأمانة العلمية ، فليس الأهم هو أن تكتب و لكن الأهم هو ماذا تكتب ، و لنستحضر قول الله عز وجل في سورة الإسراء ” و لا تقف ما ليس لك به علم ، إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا” و كذا قوله عز وجل في سورة ق : ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ” إلى غير ذلك من الآيات الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة.
الأمر الثاني :العدل : و يتجلى العدل خصوصا حينما نتحدث عن أشخاص ، بمعنى أنه إن كان بيني و بين شخص معين كيفما كان جنسه أو لونه أو دينه.. كان بيني و بينه سوء تفاهم أو مشاحنة.. فلا يدفعني هذا للافتراء و الكذب عليه ، بل علي تحري العدل و الإنصاف ، و لنتذكر قول الله عز وجل في سورة المائدة ” و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ”
النصيحة الثانية : لكل قارئ : لا تكن مستهلكا للأخبار و مجرد متلق سلبي بل حلل و ناقش و تأكد و قم بالنقد البناء ، فهناك معلومات متداولة غير صحيحة و هناك شائعات في وسائل الإعلام مكتوبة كانت أو مسموعة أو مرئية ، و لنتذكر قول الله عز و جل في سورة الحجرات ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ” و لنرجع لشرح الآية في كتب التفسير حتى نعلم سبب نزولها و ما المقصود بالفاسق في الآية ، و العبرة من الآية هي التثبت من الأنباء و الأخبار ، خصوصا إن كانت من أناس غير عدول.