عبد الله النملي – آسفي
نظم منتدى آسفي للتنمية والبيئة والمجتمع، بمقر جهة دكالة عبدة، يومه السبت 27 يوليوز 2013 على الساعة الثانية زوالا، ندوة صحفية للتعريف بمشروع ” الجماعة الحضرية لآسفي بعيون الصحفيين الشباب “، بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID والجماعة الحضرية لآسفي، حضرها العديد من الزملاء الصحفيين، المنتمين لمنابر صحفية وطنية ومواقع الكترونية، وفعاليات جمعوية. وقد أدار فقرات هذه الندوة باقتدار ذ نورالدين سفوار، وبمشاركة عبد الجليل لبنين رئيس منتدى آسفي للتنمية و البيئة والمجتمع، وكوثر جناح ممثلة للوكالة الأمريكية للتنمية، و بحضور عبد الحق الإدريسي منسق الوكالة بجهة دكالة عبدة، و عبد الكبير البوندي نائب رئيس الجماعة الحضرية لآسفي. وقد تخللت الندوة مداخلات قيمة وأسئلة للصحفيين وفاعلين جمعويين، تمحورت حول السر في حصر المشروع في جنس التحقيق الصحفي دون غيره، والميزانية المرصودة للمشروع، وطبيعة التكوين والتأطير الموجه للشباب، و الفئة المستهدفة ومعايير انتقاء المرشحين، والضمانات المتعلقة بالولوج للمعلومة، ومصير الشباب بعد إنجاز التحقيق..
وفي عرضه لمشروع ” الجماعة الحضرية لآسفي بعيون الصحفيين الشباب ” ورده على أسئلة الصحفيين والجمعويين ذكر عبد الجليل لبنين رئيس منتدى آسفي للتنمية والبيئة والمجتمع ومدير موقع سافي 24، أن المشروع تشرف عليه لجنة للقيادة تتألف من: عبد الجليل لبنين( فاعل جمعوي) ونورالدين سفوار(باحث في التنمية المحلية) وعبد الله النملي( متصرف وكاتب صحفي) ومحمد الهداجي( الكاتب العام للجماعة الحضرية لآسفي) ومحمد أنيق( رئيس مصلحة الإتصال بالجماعة) ولبنى القلقولي( باحثة في التنمية المحلية). ويهدف إلى إنجاز 06 تحقيقات صحفية لها علاقة بتدبير الشأن المحلي بآسفي، وسيقوم بتنفيذ المشروع فريق عمل ميداني مكون من 30 شابا وشابة، سيتم انتقاؤهم اعتمادا على معايير محددة، حيث سيستفيدون من دورات تكوينية نظرية وتطبيقية في مجال صحافة التحقيق والتنمية المحلية، وستتكفل لجنة للإشراف على التحقيقات، وأضاف أنه فور الإنتهاء من إنجاز المشروع سيتم تجميع التحقيقات المُنْجَزة في كتاب تحت عنوان” الجماعة الحضرية لآسفي بعيون الصحفيين الشباب_ تحقيقات صحفية ” وتوزيعه مجانا على المكتبات الجماعية والجامعية و المدرسية. واستطرد لبنين قائلا أن المشروع الذي حددت له مدة ستة أشهر كإطار زمني للتنفيذ، وشهرين لإنجاز التحقيقات، سيشرف عليه مجموعة من الصحفيين والمختصين في مجال التنمية، مشددا على أنه يهدف إلى تعزيز وإدماج الشباب في الحياة الجماعية عن طريق الصحافة، وتقريب الشباب من واقع الجماعة الحضرية لآسفي، وسيتوج هذا المجهود بإصدار دليل بيداغوجي حول التحقيق الصحفي، وتنظيم 06 لقاءات لعرض التحقيقات الصحفية المنجزة، مُعْربا في الوقت ذاته عن أن اختيار التحقيق كجنس صحفي صعب، هو تحدي ورهان للبحث في المشاكل المطروحة ذات الأولوية. وعن الميزانية العامة المرصودة للمشروع ذكر لبنين أنها تقدر ب 239.880 درهم، والتي تشتمل على دعم من برنامج الحكامة بمبلغ 182.320 درهم، ودعم للجماعة الحضرية لآسفي 46.500 درهم ، ومساهمة للجمعية 11.000 درهم.
وفي كلمتها باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، اعتبرت كوثر جناح أن المشروع هو مبادرة متميزة ومبتكرة، تأتي في إطار برنامج الحكامة المحلية التي أبرمته الوكالة الدولية للتنمية مع الجماعة الحضرية لآسفي، لدعم وتقوية الحوار مع الجماعة، وتسهيل إدماج الشباب في الحياة الجماعية، وإرساء ثقافة الحوار والحكامة المحلية والتدبير التشاركي مع النسيج الجمعوي والشبابي بآسفي، مضيفة أن البرنامج يدخل في إطار الشطر الثاني لبرنامج المنح الصغرى لدعم مبادرات الشباب، بالنظر للإنجازات المحققة في الشطر الأول من البرنامج.
ونيابة عن رئيس الجماعة الحضرية لآسفي الذي اعتذر عن الحضور في آخر لحظة، ذكر نائب الرئيس عبد الكبير البوندي بأهمية المشروع، واستعداد الجماعة الحضرية لآسفي الإنخراط في هذه المبادرة، معتبرا أنها تدخل في إطار مبادئ الدستور الجديد الذي نص على الحق في الولوج للمعلومة، مضيفا أن الجماعة الحضرية لآسفي دخلت في برنامج للحكامة المحلية ينسجم وطبيعة المشروع .
الجماعة الحضرية لآسفي التي اتُخذت موضوعا للتحقيق الصحفي من طرف صحفيين شباب بآسفي، كان قد صادق مجلسها في دورة أكتوبر 2011 على مقرر رقم 34 يهم اتفاقية مع برنامج الحكامة المحلية بالمغرب “جماعة الغذ”. وقد تم التوقيع على اتفاقية بدء تنفيذ برنامج الحكامة المحلية من قبل محمد كريم رئيس الجماعة الحضرية لآسفي و JOHN GROARKIممثلا لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المغرب، والمتعلقة ببرنامج الحكامة المحلية على مستوى الجماعة الحضرية لآسفي. وفي دورة أبريل 2011 صودق على تعديل اتفاقية تنفيذ برنامج الحكامة المحلية، فيما يخص الأطراف الموقعة، وكذلك حلول مكتب الدراسات RTI محل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبرنامج الحكامة المحلية ” جماعة الغذ”.
ويشار أن برنامج الحكامة المحلية ” جماعة الغذ ” هو برنامج من تصور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية DGCL. ويتم تنفيذه من طرف معهد الأبحاث الدولية .RTI وتدخل المساعدات المقدمة من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إطار الإتفاقية الثنائية الموقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة المغربية بتاريخ 25 شتنبر 2009 . والقيمة المالية للمشروع 10.8 مليون دولار أمريكي. ويستهدف الجهات التالية: فاس بولمان وسلا و دكالة عبدة. ويروم المشروع تحسين ممارسات الحكامة والمشاركة الموسعة للسكان وخاصة الشباب في مجال الحكامة، وهي الإستراتيجية المعتمدة حاليا من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية التي تريد أن تجعل من المواطن محور كل المبادرات، بعد الوقوف على الإكراهات التي ميزت الإنتداب الجماعي 2003 -2009، والرغبة في مقاربة جديدة لمصاحبة الجماعات المحلية، حتى ترقى إلى مستوى المقاولة.
وقد اتفقت الجماعة الحضرية لآسفي وبرنامج الحكامة المحلية، على بذل الجهود من أجل إعداد ميثاق للحكامة المحلية الجيدة، وتقديم الدعم لإحداث لجنة المساواة وتكافؤ الفرص، كما واكبت البرامج المحلية المتعلقة بالشباب، ودعمت إنجاز المخطط الجماعي للتنمية، وتقوية كفاءات موظفي الجماعة الحضرية لآسفي، ووضعت جهاز الإفتحاص الداخلي، وإطار لنجاعة الجماعة، وساعدت في وضع استراتيجية التواصل بالجماعة الحضرية لآسفي.
ولعل قبول الجماعة الحضرية لآسفي الإنخراط في مشروع الصحفيين الشباب، الذي يعتبر سابقة في تاريخ الجماعات المحلية بالمغرب، هو استجابة لمقتضيات الدستور الجديد، وتنزيل للديمقراطية التشاركية، والحق في الحصول على المعلومات، و هو استجابة كذلك لقانون التنظيم الجماعي لسنة 2009، والرؤية الإستراتيجية لمدينة آسفي، التي تمت بلورتها في أفق 2016 ، ولرغبة الجماعة في تحسين أدائها التدبيري، بالإنخراط في برنامج الحكامة المحلية بالمغرب، و العمل بمبدأ التدبير التشاركي، والإمتناع عن الإحتفاظ بالمعلومات الخاصة بالجماعة، والتي قد ينتفع منها الآخرون، ووضع رهن إشارة الفاعلين المحليين والصحفيين الشباب مختلف المعلومات والوثائق المتوفرة، لتيسير مهامهم، والعمل بمبدأ الشفافية، وحق المواطن في الحصول على المعلومات، بما قد يترتب عن ذلك أحيانا من خضوع للمسائلة، والقطع مع الفكرة السائدة ” العزلة مصدر سعادة “. ونعتقد أن كل نجاح لمهمة الصحفيين الشباب في الوصول للمعلومات والوثائق المطلوبة بالجماعة الحضرية لآسفي بكل حرية، سيكون بمثابة الترجمة الصريحة للبرامج آنفة الذكر على أرض الواقع.