الصدمة كانت قوية
[ads1]أجدني مندهشا من الموقف المخزي الذي تبنته وزارة العدل و بعض الأحزاب السياسية المغربية إزاء العفو الملكي الذي شمل مغتصب البراءة المغربية ، بل أتقزز حين أستمع لتصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المحكومة السيد الخلفي الذي يقول: { لا علم لي بما جرى في النازلة } و هو ما يفصح عن تجاهل صارخ للحدث.
أقول للسيد الخلفي بما أنه يهوى مسابقة هل تعلم:
ألا تعلم أن البيدوفيلي كان يسكن في القنيطرة و بها فعل ما فعل ؟ هل تعني لك مدينة القنيطرة شيئا ؟ هل تعلم أن من بين الأطفال المعتدى عليهم هناك طفلة لا تتجاوز السنتين من عمرها ؟ هل تعلم أن شعار حزب العدالة و التنمية في الانتخابات الأخيرة هو محاربة الفساد ؟ …
إن كنت تعلم فتلك مصيبة ، وإن لم تكن تعلم فالمصيبة أعظم . لا يمكن لهذا التجاهل و اللامبالاة إلا أن يؤجج النفوس و يزيد من الاحتقان.
وقال السيد الرميد وزير العدل في اتصال بوكالة ” فرانس برس”: ” لست مؤهلا للتعليق على مثل هذا القرار، الذي قامت الإدارة بتنفيذه ، و سيتم ترحيل هذا الشخص وسيمنع من دخول المغرب مستقبلا ”
غريب أمركم يا سادة ، وزير العدل ليس مؤهلا للتعليق على العفو عن البيدوفيلي ؟ ألا يعني هذا فيما يعنيه أنه غير مؤهل لهذ المنصب ، ألا يجدر بكم سيدي الوزير الاستقالة حفظا لماء وجه المغتصبين ؟
الأمناء العامون للأحزاب في صمت مريب يكشف عن التواطؤ المخزي مع النظام حيال القرار اللامحسوب ، كأن على رؤوسهم الطير ، أين لشكر و بنشماس و الراضي و عمي شبيبيط و آخرون أم أنهم ” حادكين ” في اصتياد الأخطاء للحكومة. إذا كان شباط يتبجح بأن حزبه يدافع عن ملف 20 يوليوز الخاص بالمعطلين و يوظفه كورقة سياسية استجداء لتعاطف المواطنين لإعادة بريق الحزب الاستقلالي ، فالأولى به أن يتبنى هذه القضية المجتمعية المتعلقة بالكرامة المغربية و الإنسانية جمعاء.
لكن إذا لم يجد وزير العدل و الحريات و كذا أمناء الأحزاب في أنفسهم الأهلية و الكفاءة للتعليق هذا القرار الجائر ، فتمة من له الأهلية في ذلك ، إنه الشعب ، أجل الشعب الذي خرج مجموعة من المدن المغربية تنديدا و استنكار لهذا العفو المهين.
ففي مدينة الرباط مثلا خرج المواطنين ليلة أمس إلى شارع محمد الخامس أمام البرلمان ليقولوا لا للمساومة بكرامة المواطنين ، لا للإفلات من العقاب ، لا للذل و المهانة…لا ثم ألف لا للمساس بكرامة الأطفال. مظاهرة سلمية قوبلت مع الأسف بالقمع و الضرب بالهراوات و الشتم و المطاردات و كأننا في ميدان رابعة العدوية في مصر. طال العنف الجميع النساء و الرجال و الشيوخ و الحقوقيين ، الصحافيين و من بينهم مراسلة كازا نيوز الطفلة شيماء مطيع (15 سنة) و حتى المارة لم يسلموا من الاعتداء في صورة تعود بنا إلى سنوات الرصاص.
ماذا سيقع في ملك الله لو تم الاعتراف بالخطأ و إعادة الجاني إلى سجنه ؟ هل سيفقد الاعتراف شيئا من هيبة النظام ؟ أليس الخطأ بشريا ؟ أليس من حقنا أن نغضب لهذا و نخرج و نطالب برد الاعتبار لكرامتنا ؟
ذ. سمير أيت كاغو