عفواً سيدي … يسألونك عن دانيال

0 305

عفواً سيدي … يسألونك عن دانيال
قل أعرابي من أرض الشقاق عيبي اليوم أفشى
سجن بالأمس في بلاد المغرب قيل عنه أقسى (الأقصى)
وطن رحيم بالأجانب وللأحرار فنون العصي أعطى
هذا الذي عاث في بلادي بالمال فسقاً وشذوذا
كيف لا والطفولة أمام عيني تباع وتشترى
واغتصب مني البراءة وكل شيء والكرامة حتى
كلا قبل هذا وبعد هذا … بربي ما الذي جرى
كثر الخداع فسقط القناع فإلى متى ؟
يحيا الإنسان بعزة، ويشرفه الإنتما
لوطن طالما أهين فيه المرء يا ترى فزاده حباَّ
عفوا سيدي، شتان بين اليوم والأمس، العالم كله يرى
أن الدماء سالت وعيون أهل الضحايا تدمى
حياك الحيا لا تشفقن بعد هذا على من طغى
من تطاول على العرض نسأله الإعدام وما كفى
ومن خرج مناصراً بالمؤخرات يقول فدى
بالحق لا يشرفن لا الوطن ولا السيدا
ومن تجبر على الإخوة بالخنوع يرضى
خرج بالعصي على أحراري ويبغي صمتنا
نسأله السؤال، لا الصمت وكأن لا شيء جرى
ما هكذا الصمت والفعل، وقد قيل عصر ولى
وما شأن ساسة الأحزاب، في المناصب تتلاهى
شطحات ورقصات وخطابات جوفاء بلا معنى
وفي الشدائد تعتكف في الجحور وعنا تتخلى
مع الكرامة أو ضدها، شيئان لا ثالث لهما
أفيحسب أن الإنسان بالخبز وحده يحيا
كلا حياكِ الحيا، بعد هذا أنتِ أولى
عفواً سيدي، كم سموت بشجاعتك أعلى
واستفسرت للأهل ما حدث وما قضى
تبرأت منه وقلت والله لست أدرى
بوحش داس طفولتي ظلما وجورا
فوالله لا نام من كان السبب في ما أتى
حتى أعصفن به، ومثله السخط يلقى
صديق الأمس ورفيق الطفولة أصابه الحمى
والسجان حقائبه جمع وكان أول من أعفى
سيدي حياك الحيا زد في خطاك أنت المنى
طهر البلاد، وانتصر للحق في كل ما جرى
عفوا سيدي … يسألونك عن دانيال
قل لا عاش لا اليوم، ولا غدا، من أراد بنا ولطفولتنا سوء

لحسن فاتحي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.