لقد دخل إقليم زاكورة المعروف بمناخه الصحراوي الجاف طيلة السنة إلى سوق الإنتاج الفلاحي المغربي من بابه الواسع وفرض نفسه بقوة كواحد من أهم المزودين للسوق الداخلية بالبطيخ الأحمر ، وتبين بعد تجربة أربع سنوات من الاستثمار في هذا المجال وفي خدمة الأرض والتنقيب عن الماء أن الإقليم غني بموارده الطبيعية والبشرية ويزخر بإمكانيات فلاحية كبيرة تتطلب المزيد من الدعم والاجتهاد.
فضلا عن المنتوجات التي عرف بها الإقليم من قبيل التمر والحناء ، حقق إنتاج البطيخ الأحمر هذه السنة أرقاما قياسية واستقطب الموزعين من كل المناطق حتى إن الزائر لمدينة زاكورة في شهري ماي ويونيو ينبهر لتلك الحركة غير العادية التي تعرفها السوق في هذه الفترة .مع العلم أن الإنتاج يتضاعف سنة عن أخرى لكون اهتمام جميع فلاحي المنطقة موجه نحو هذا المنتوج الذي يتميز بالسرعة في الإنتاج والسهولة في التسويق. مما تتنامى معه عملية التنقيب عن المياه الجوفية وحفر الآبار الجديدة وتعميق الأخرى.
لكن بالمقابل وضدا على هذا المنحى ، تتعالى أصوات الجمعيات التي تعنى بالبيئة داعية إلى الحد من استنزاف الفرشة المائية وحماية الثروة المائية بالتفكير في أساليب سقي تحافظ على مصالح الفلاح دون الإضرار بالفرشة الضعيفة أصلا ، وترى في استغلال مياه سد المنصور الذهبي التي تضيع في رمال الصحراء شكلا من أشكال الترشيد المنشود.
ولا يستبعد المتتبعون الذين خبروا الشأن الفلاحي بالمنطقة أن تتضرر الفرشة بعد بضع سنين إذا لم تتخذ الاحتياطات الضرورية مستدلين بتجارب أهل سوس الذين أصبح ماؤهم غورا ولا يستطيعون له طلبا بعد فترة عطاء غزا خلالها البطيخ السوسي كل الأسواق.
فهل التخوفات مشروعة فتتخذ التدابير اللازمة لوقف النزيف ؟ أم تسلم السفينة أمرها إلى الله وتواصل المسير؟
زاكورة / حدو باكني – العبور الإلكترونية