أغلب المهاجرين المغاربة فقدوا منازلهم باسبانيا
إنها الازمة العالمية المالية التي عصفت بالبلدان الصناعية الكبرى التي استقبلت ابان الازدهار الاقتصادي الكثير من ابناء الدول السائرة في طريق النمو للعمل فيها.. وباستفحال هذه الازمة التي يبدو انها بدأت تفصل الحب عن القش، لم يجد الشباب الاسباني مخرجا لأوضاعهم سوى التوجه نحو الطريق الذي سلكه اجدادهم قبل الازدهار الاقتصادي والذي يتمثل في طريق الهجرة الى الخارج كبلجيكا وفرنسا وهولاندا والمانيا وأيضا المغرب للإستقرارخاصة في مدن الشمال.وبسبب هذه الازمة التي تضرر منها السكان الاصليين والمقيمين على السواء أضيف اليها ما بات تطلق عليه الصحافة الاسبانية ب”ازمة العقارات السامية”التي زادت لطين الأزمة بلة وحدة.وقد تبين وفق الاحصائيات التي سربتها الصحافة الاسبانية في آواخر شهرماي الماضي ان مجموع المغاربة الذين فقدوا منازلهم يصل الى 12 الف متضرر.وأوضح البنك المركزي الاسباني في تقريره الذي تناقتله وسائل الاعلام الاسبانية ايضا ،انه تم الحجز عامة على ما مجموعه 39الف و167سكن خلال السنة الماضية 2012.وأضاف نفس التقرير ان 18الف و325 مسكنا سلمها أصحابها طوعا للأبناك،فيما تطلب الحجز على 14الف و165مسكنا بتدخل من المحكمة واللجوء الى القوة العمومية في 355حالة اخرى مشيرا الى ان 32الف و490من المساكن المنزوعة مساكن اعتيادية.وفي الوقت الذي كان فيه الاهالي والصحافة الوطنية الاسبانية يلصقون فيما مضى سبب الازمة الى تدفق المهاجرين ، بدأ الحديث في الاونة الاخيرة يشير وبحدة الى قضايا الفساد المالي الذي ينخر دواليب المؤسسات الكبرى بالبلاد ، ويوجهون أصابع الاتهام الى شخصيات بأسمائها مثلما فعلت بعض دول العربية التي عرفت الاحتجاجات ضد الفساد ورموزه مع ما بات يعرف بالربيع العربي .ويرى المراقبون ان طوفان الازمة الاقتصادية في اسبانيا يضرب بقوة مثل الاعصار بلا هوادة كل القطاعات الحيوية بالبلاد ، ويزحف بخطى متسارعة ،يحصد الاخضر واليابس ،ووقفت الحكومة الاسبانية السابقة والحالية التي لاحول ولاقوة لهما إزاء مايجري مذهولتان وعاجزتان عن إيقاف هذا المد الخطير. وبسبب تداعيات إعصار هذه الازمة ،لم يجد أغلب المهاجرين المغاربة المتضررين سوى العودة الى ديارهم ببلدهم المغرب مؤقتا في انتظارانفراج ما ، في وقت تعرف فيه اسبانيا ايضا إفراغا مذهلا ومقلقا في اعداد المهاجرين الاسبان من مختلف الاعمارهروبا من جحيم الازمة التي لاترحم..إن الحديث عن واقع المهاجرين في شبه الجزيرة الايبيرية بعد ان دخل اقتصاد البلد في نفق مظلم هو حديث ذو شجون .. لم يتبق هنا شيء يمكن الاعتماد عليه من أجل البقاء يقول رضوان احد المهاجرين المغاربة الذي التقيناه بمدينة برشلونة.لقد سلمت طوعا بيتي الى البنك ورفعت الراية البيضاء وعدت الى الكراء كما فعلت اول يوم جئت فيه وعائلتي من المغرب الى هذه المدينة للعمل فيها..لم يعد لدينا عمل يمكننا من الا ستمرار في أداء الأقساط الشهرية للبيت الذي اشتريناه..كان حلمي فيما مضى ان اهاجر الى الديار الاسبانية مع عائلتي المكونة من خمسة اطفال ، واليوم صار حلمي هو العودة مع عائلتي الى المغرب، لكن ماذا سأفعل أيضا في المغرب الذي جئت منه بسبب الازمة ايضا ؟..حتى البقاء هنا في اسبانيا مشكلة لأننا نعيش على المساعدات الاجتماعية التي تقدمها لنا الدولة سواء في شخص الاعانات التي تقدمها لنا البلدية، اوالاعانات المالية الحكومية الشهرية، وهل سنجد مثل هذه الاعانات رغم ضآلتها في بلدنا المغرب الذي جئنا منه؟..إن واقع رضوان يلخص لنا جملةالواقع الذي يعيشه الكثير من العائلات المغربية التي فضلت البقاء في اسبانيا لأن الازمة في هذا البلد رغم ما يقول الناس عنها حسب اعتقادهؤلاء المهاجرين أفضل بكثير من العودة الى البلد حيث لاشغل ولا إعانات البطالة، لكن الى متى سيستمر هذا الوضع..؟..الكثير من الناس فقدواحق تجديد اوراق اقامتهم لأنهم لم يعملوا ولو ليوم واحد منذ ان وطأت اقدامهم الضفة الاخرى، ليعودا بذلك الى المربع الاول الذي انطلقوا منه في بلدهم الاصلي بعدما ان تم طردهم من مكان إقامتهم الجديد…
محمد حداوي