أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة سوس ماسة درعة السيد علي براد أن الدخول المدرسي 2013 /2014، الذي اختير له شعار “من أجل حكامة جيدة ترتقي بمؤسساتنا العمومية”، يستلهم خطوطه العريضة من التوجيهات التي تضمنها الخطاب الملكي السامي بتاريخ 20 غشت الأخير باعتباره خارطة طريق حددت بدقة عددا من الاختلالات وطرحت بعمق سبل تجاوزها.
وأوضح السيد براد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الخطاب الملكي السامي أبرز مجموعة من الاختلالات في المنظومة التربوية وشدد على تفعيل المجلس الأعلى للتعليم في أفق تجاوزها مع التركيز على ضرورة اعتماد النقاش الواسع في جميع القضايا الكبرى لتحقيق ما يتطلع إليه المغاربة من نتائج.
وأبرز أن الخطاب السامي شدد مجددا على أهمية التعبئة الجماعية والانخراط القوي في أوراش التربية والتكوين باعتبارها قضية تعني الجميع من دون استثناء تخطيطا وتنفيذا وتقويما بما لا يدع هذا القطاع مشجبا تعلق عليه كل الاختلالات، معتبرا أن هذا الانشغال يكتسي أهمية قصوى في الظرف الراهن مع اقتراب إحالة أعداد مهمة من الموارد البشرية على التقاعد مابين 2014 و 2016، وهو ما سيحدث خصاصا لن يكون من السهل تداركه مهما بلغت استفادة وزارة التربية الوطنية من حصيص.
وإلى جانب الاختلالات البنيوية التي يشكو منها القطاع تقليديا، أشار المسؤول التربوي إلى أن مشكلة تحركات السكان من منطقة لأخرى في سياق التوسع العمراني باتت بدورها تمارس ضغطا إضافيا مع تستتبعه من متطلبات توفير التمدرس، وذلك في غياب برنامج مواز ورؤية شاملة تشترك فيها الوزارة المعنية مع بقية القطاعات التي تتقاطع معها في هذه العملية.
واعتبر أنه مهما رصدت للوزارة من موارد بشرية ومالية فإن القطاع يتطلب حسن الترشيد والتدبير والحكامة “وهو ما عملنا على تنفيذه بهذه الأكاديمية وآتى أكله بنتائج موفقة من الأداء المالي والإداري والبيداغوجي”، مذكرا في هذا السياق بأن أكاديمية جهة سوس ماسة درعة قد احتلت السنة الماضية المرتبة الثانية في نتائج الباكالوريا على المستوى الوطني بنسبة نجاح بلغت 62.8 في المائة، أي بما مجموعه 20 ألف و181 حائز على الباكالوريا (642 ميزة حسن جدا و 2125 ميزة حسن).
وأفاد السيد براد بأن الاستعدادات للموسم الحالي بدأت منذ شهري مارس وأبريل الماضيين (وضع الخرائط التربوية وإعداد الحركات الوطنية والجهوية والإقليمية للموارد البشرية)، مشيرا إلى سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التواصلية التي احتضنها مقر الأكاديمية اعتبارا من 29 غشت الماضي مع نواب الوزارة بالجهة ورؤساء الأقسام والمصالح والمفتشين والمستشارين في التوجيه وغيرهم من المسؤولين بغرض الإعداد، وفق مقاربة القرب والإنصات، للظروف المثلى للدخول المدرسي.
وبلغة الأرقام، كشف ذات المتحدث أن الأعداد الإجمالية للتلاميذ المتمدرسين على مستوى الأكاديمية انتقلت من 738 ألف و 233 إلى 760 ألف و 467 تلميذا برسم الموسم الحالي مابين الابتدائي (+0.9 في المائة) و الإعدادي (+8.5 في المائة) والتأهيلي (0.7 في المائة)، فيما بلغت حصة الأكاديمية من الخريجين الجدد 1511 مدرسا يتوزعون بين الابتدائي (514) و الإعدادي (360) و الثانوي التأهيلي (637).
وذكر أن الأكاديمية سلمت 18 ترخيصا للتعليم الأولي و 11 ترخيصا للتعليم الخصوصي و 8 رخص للتوسيع، فيما تم إحداث خمس مدارس مستقلة (40 حجرة في المجموع) و 23 مؤسسة جديدة، فضلا عن إعداد أزيد من 60 حجرة تابعة للمدارس الجماعاتية بمجموع ربوع هذه الجهة التي تغطي تسعة أقاليم و11 في المائة من التراب الوطني وتضم 11 في المائة من ساكنة المغرب موزعة على 24 جماعة حضرية و 217 جماعة قروية.
وعلى المستوى الاجتماعي، أبرز السيد براد أن الأكاديمية اعتمدت أربع داخليات للدخول الحالي بطاقة استيعابية تصل إلى 280 مستفيدا وعملت على توفير الإطعام لما مجموعه 157 ألف و 379 تلميذا بزيادة قدرها 2 في المائة و 22 ألف و 892 منحة دراسية (4.5 في المائة).
وأضاف أن الأكاديمية عمدت أيضا إلى توفير 38 حافلة للنقل المدرسي لحوالي 1200 مستفيد، ناهيك عن تأمين استفادة 134 ألف تلميذ من برنامج تيسير (حوالي 74 ألف أسرة)، بينما يستفيد من حملة “مليون محفظة” ما مجموعه 431 ألف و 627 تلميذا من السلك الابتدائي في مقابل 88 ألف و 779 آخر في السلك الإعدادي.
وبعدما أشاد بالمساعدات التي تقدمها في هذا الإطار عدد من المؤسسات والشركاء مثل مجلس جهة سوس ماسة درعة والتعاون الوطني والبرامج الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والفاعلين في المجتمع المدني، اعتبر ذات المسؤول أن الطبيعة شبه القروية للجهة تضع عبئا إضافيا على ميزانية الوزارة التي لا تستطيع أن تمضي في وتيرة تتطلب زيادة سنوية تتراوح مابين 5 و 10 في المائة في عدد المنح.