مصر: حتما نحو الهاوية

0 378

باتت أغلب المؤشرات تدل على أن مصر تسير هذه الأيام ببطء , و بدون أدنى شك ,نحو الهاوية التي لن تستطيع الصعود منها إلا عبر المرور من مراحل طويلة الأمد من التقشف و التنمية. و يؤكد ذلك الأحداث السياسية المتلاحقة بها و تمسك الانقلابيين بضرورة إبادة المعارضة المتمثلة في الإخوان المسلمين و آخر هذه الإجراءات الاستباقية للأزمة هي اقتراض الداخلية لمليار جنيه من أجل بناء سجون جديدة بعدما ملئت جل السجون في البلاد و بعدما أدى تكدسهم لحدوث الفوضى في أبو زعبل و كان لابد من إخماد تلك الفوضى عبر مجزرة فظيعة اشتهرت بمحرقة أبو زعبل و ذهب ضحيتها 38 سجينا من الإخوان المسلمين.
لتتبين بالفعل النية المبيتة لمعسكر الانقلابيين فلو أرادوا فعلا الخير لمصر و شعبها الكريم لخلقوا جوا من الحوار و التسامح و الرأفة مع إخوانهم من جماعة الإخوان المسلمين و مؤيدي الشرعية و يقدموا على الأقل المواساة لأهالي الشهداء و تعويضات جزافية تجبر الضرر و تخفف من حدة الألم والحزن و المحنة. و يفرجوا عن معظم المعتقلين و المعتقلات و البالغ عددهم عشرات الآلاف في ظروف مزرية كأنهم في حرب مع إسرائيل. و يا للعجب من هذا الزمان الذي يصبح فيه أخوك من أشرس أعداك !!!!!!!!!
و يقدر الخبراء أعداد الإخوان المسلمين في مصر ب 15 مليون إخواني منهم 10 مليون عاملين و الخمسة مليون الآخرون مؤيدون لأفكارها* ذكر هذا الإحصاء عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي للمرشد وذلك في حوار له مع صحيفة المصري بتاريخ 29 أكتوبر 2009م :«نحن في مصر، والحمد لله، وصلنا إلى رقم 15 مليون إخواني، حيث يوجد 10 ملايين يسمون «إخوان عاملين» في الجماعة، بينما الخمسة الآخرون مؤيدون لأفكارها، وهذه ليست أماني ولكنها إحصائيات، أما عن عدد الإخوان خارج مصر فلا أعرف الرقم بالضبط.[21]»
و إذا كانت أعداد الجماعة بهذه الأرقام المليونية الكبيرة فهل ستستطيع حكومة الانقلاب القضاء عليهم و محو صوتهم نهائيا؟؟ كلا و الله حقا إنه عبث في عبث, و هدر لإقتصاد مصر و ميزانيتها و زيادة حجم مديونيتها بالخارج.
و قد عرف عن الإخوان المسلمين كذلك تكوين ما يزيد عن 750 ألف عضو قيادي من الصف الأول و الثاني و الثالث و الرابع, كما ذكر ذلك المرشد العام د.محمد بديع مع التلفزيون المصري بتاريخ 29 مايو 2011 ,و ينتشرون في جل القرى و البوادي و الصعيد و العريش و سيناء و حتى في المحافظات الكبيرة كالقاهرة و حلوان و أسوان و الاسكندرية ,فهل ستكرس حكومة الانقلاب جل حياتها لعملية الكر و الفر مع هذه القيادات و تضيع على مصر فرصة المصالحة و الأمان؟؟؟؟
لقد بات الشك ينتاب أغلب المصريين من هوية الجيش الذي يقوده السيسي لإفتعال مثل هذه المجازر و التي لا تزيد الوضع سوى مزيدا من الاحتقان و استحالة المصالحة أو العودة للوراء,كما أن هناك تساؤلا آخر لدى المصريين و غيرهم و هو سر تدليل جبهة الإنقاذ و حركة تمرد !!!!!؟؟؟؟ علما أنهما لم يمسسهما سوء حتى في فترة حكم مرسي ,و في فترة الانقلاب يعاملون معاملة الملوك !!!!
و لقد أدلت وسائل الإعلام الانقلابية صراحة بموقفها تجاه الإخوان المسلمين و تحالف دعم الشرعية عبر أغنية الحجار: إحنا شعب و انتو شعب, و هي دعوة صريحة لتقسيم الشعب و تكفير الطرف الأخر و جواز إبادته ,و لكن ماذا لو صدرت هذه الأغنية من طرف التيار الإسلامي, كانت ستقوم القيامة و تقعد و يعتقل الآلاف,و يحدث تفويض اخر للسيسي و…و…و…و…
و لكن قدر الله على مصر ,في هذه الفترة الحرجة من تاريخها,أن يميز فيها الخبيث من الطيب و كل هذا الذي حدث بشائر خير بعون الله لفترة ذهبية قادمة لمصر تكون القيادة فيها للتيار الإسلامي.

ذ. عمر لوريكي: أستاذ التعليم الابتدائي و كاتب مهتم بشؤون الشرق الأوسط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.